تُعد المملكة من أبرز الدول التي التزمت، منذ تأسيسها، بموقف ثابت ومبدئي تجاه القضية الفلسطينية، حيث لم تتوان القيادة السعودية، في مختلف مراحلها، عن تقديم الدعم السياسي، القانوني، والإنساني للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وقد تجسد هذا الدعم في مواقف استراتيجية وحراك دبلوماسي مؤثر في المحافل الدولية، مع تمسك المملكة الدائم بمبدأ "حل الدولتين" كخيار قانوني عادل ومتوافق مع الشرعية الدولية. وتؤكد الدكتورة آمال يحيى الشيخ عضو مجلس الشورى السعودي في حديثها ل"الرياض" أن موقف المملكة يُبنى على أسس قانونية راسخة تتسق مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تنادي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدسالشرقية. وفي هذا الإطار، تواصل المملكة التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للعالم العربي والإسلامي، وتشكل جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط. وفي الجانب السياسي والدبلوماسي، تؤكد الدكتورة الشيخ على أنه لا يمكن إغفال الجهود السعودية المتكررة في جمع الصف العربي وتوحيد الموقف تجاه دعم فلسطين، بدءاً من مبادرة السلام العربية التي أطلقتها المملكة في قمة بيروت عام 2002، وصولاً إلى المبادرات الأخيرة التي تمثلت في دعم المملكة المستمر للقرارات الدولية الرافضة للاستيطان وتهويد القدس، والرافضة لأي محاولات لتقويض الحقوق الفلسطينية. وقالت عضو الشورى لقد شهدت مدينة باريس في يونيو 2024 انعقاد مؤتمر سعودي فرنسي مشترك، مثل محطة محورية في تعزيز الجهود الرامية لإحياء عملية السلام، حيث جددت المملكة موقفها الثابت بدعم حل الدولتين كحل نهائي وشامل، وأكدت أن السلام العادل لا يمكن تحقيقه إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة، هذا المؤتمر عكس قدرة المملكة على بناء تحالفات دولية لدعم فلسطين، وتأكيد التزامها الراسخ بالقانون الدولي كمرجعية للحلول السياسية. وأما على المستوى الشعبي – والحديث للشيخ - فلم تغب القضية الفلسطينية عن وجدان المواطن السعودي، حيث يشهد الرأي العام في المملكة تلاحماً مع المواقف الرسمية، من خلال الحملات الشعبية، والدعم الإغاثي، والبيانات التضامنية، مما يعكس وحدة الموقف بين القيادة والشعب في نصرة القضية، وختمت عضو الشورى حديثها بالتأكيد على أن الموقف السعودي تجاه فلسطين ليس موقفاً عابراً أو آنياً، بل هو توجه استراتيجي تكرس عبر عقود من الالتزام الأخلاقي والسياسي والقانوني، ومن منطلق المسؤولية الدولية والعدالة، تواصل المملكة أداء دورها الريادي في توجيه المجتمع الدولي نحو حل عادل، يعيد الحقوق إلى أصحابها، ويؤسس لسلام دائم في المنطقة.