لم يكن صباح يوم الخميس الموافق الرابع والعشرون من يوليو لعام 2025 يوماً عادياً في روزنامة تاريخ الشام العتيق بل في تاريخ العالم أجمع، إذ إنَّ هذا اليوم دُوِّنَ بصناعة سعودية راسخة انتثر شذاها بوريقات ياسمين دمشق الزكية، وأُشْعِلَ من أجلها جمر النخوة السعودية لنُطَيّب أرض سوريا الحبيبة بأجمل أنواع العود الأصيل. من قصر الشعب كانت لحظات مفصلية، حقيقة المشهد به أقوى من الوصف البديع لكلمات تزف بالفخر، فهل هي قشعريرة وطنية أو فخر سرمدي بانتمائنا لهذا البلد الخيَّر، أو حمداً دائماً لله على قادتنا الكرام الذين للإنسانية والعروبة في حكمهم قرار. الرجال أفعال وأقوال، وهذا ما نراه حين نتطلع إلى عراب الرؤية وصانع التغيير ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان آل سعود -حفظه الله-، الذي يسعى لأن تقف الجمهورية العربية السورية من جد وجديد على المشهد السياسي بكامل قُوُتِهَا وقُوَّتِهَا متسلحة ببنية قوية بعد أن شَدَّتْ عضدها بالحضن الحاني المملكة العربية السعودية، فالحدث الاستثماري الاقتصادي الهائل الذي رأيناه بحضور معالي وزير الاستثمار خالد الفالح وعدد ما يقارب من مئة وثلاثين رجل أعمال لتوقيع اتفاقيات اقتصادية مشتركة بين البلدين بقيمة تتجاوز 24 مليار ريال، مما يتيح توفير العديد من الفرص الوظيفية وإعادة دفع عجلة الاقتصاد في السوق الاقتصادي السوري بسواعد أبنائه، لتعود كما كانت أرض الإنتاج والبناء، ومن داخل الخيمة السعودية الأصيلة تم تدشين برج الجوهرة ليظل معلماً اقتصادياً من معالم سوريا الحديثة، التي وضعت كفّها بكف المملكة العربية السعودية للانتقال من أمية الحرب والإبادة إلى ثقافة الازدهار والتنمية، وما هذا إلا غيض من فيض، فما من غيمة سعودية مرت بأرض فلاة إلاَّ وأضحت بساتين من الرخاء والرفعة. أضف إلى جعبتك عزيزي القارئ التحالفات الاستراتجية العالمية التي تقودها المملكة غير آبهة إلا بكل ما يعضد وجود دولة عربية لها الحق بالعيش الكريم والحصانة الدائمة. واليوم الشارع السعودي يشارك نظيره السوري بذات الفرحة والبهجة ويستبشر بقادم الرخاء للشعب والأرض وتمازجت الابتسامات بدموع العروبة والشيمة التي اعتدناها من وطننا الغالي، ويمينه المعطاء لنصرة الدم العربي أينما كان، ولا غرابة في ذلك، ولم تكن اليمين الكريمة الأولى للوطن ولن تكون الأخيرة، هذا معنى أن تكون سعودي الجنسية تحت شعار التوحيد قولاً وعملاً. حفظ الله قادتنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.