عند مغادرة الوزير البريطاني اندروا والمستكشف غوري الرياض متوجهين بالسيارة ذات الموديل 1935م باتجاه جده وصلوا عصر ذلك اليوم الى حصن قرية الدوادمي حينما قال عن الاسم بأنه مثير للفضول معتقدا أن أصله فارسي شاهدوا خارج الأسوار ثمة جماعة من الحجاج من الهند يرتاحون هناك في طريقهم إلى مكة، كان بينهم رجل عجوز غلب عليه التعب من السفر كان يستلقي شبه فاقدا للوعي على الأرض بجانب بوابه الحصن ترافقه شابة بديعة الجمال ربما تكون ابنته كان جسدها الفتي ينبض بالإثارة عندما ركعت بقربه كما يقول وكانت تتطلع إليهم بشكل جذاب عندما مروا بها وبما أنهم كانوا رعايا بريطانيين من داخل حدود الهند فقد أرادوا أن يساعدوها لكن ثمة القليل مما يمكن أن يفعلوه أو يقترحوه كانوا حجاجا في طريقهم إلى بيت الله ليضمنوا لأنفسهم القبول في آخرتهم، حيث توجد لأجلهم الملذات التي تفوق الوصف والتي ستبدي أيه مساعدة من قبلهم ذات أهمية ضئيلة جدا، رغم ذلك قدم زجاجة صغيرة من أملاح الشم (العطوس) للفتاة من أجل والدها رغم أنه كان قد تجاوز مثل هذا الإسعاف البسيط وقدم السير أندرو الوزير لقائدهم بعض المال. لم يكن ثمة شيء آخر يمكن أن يفعلوه أكثر من ذلك معتبرا تقديم المال في الجزيرة العربية يعتبر عديم الفائدة، فالتقاليد الإسلامية القديمة لا تزال سائدة هناك لأن كل من ينشد العون أو الضيافة ينالهما الضيف الغريب بكل رحابة حتى يشعر وكأنه في بيته لمده ثلاثة أيام لا أحد يسأله من أين أو إلى أين يذهب إلى أن يظهر هو نفسه رغبه في الأخبار ومن ينشد اللجوء يمكنه أن يناله مجرد أن ينطق فقط الصيغة المعتادة (دخيلك) وهو يلمس غطاء رأس المضيف. مشيرا أن الرجل الفقير يستطيع السفر من طرف الجزيرة العربية إلى الطرف الآخر دون قطعة نقود من أي نوع، وعليه أن ينتظر كرم المضيف ليقدم له واجب الضيافة من الطعام دون أن يطلبه لكنه يجوز له أن يطلب الماء وحينما يكون رب الأسرة بعيدا مع الإبل فإن نساءه يستقبلن الغريب العابر الآتي إلى الخيام فيدعونه إلى الدخول ويصنعن له القهوة ويخدمنه إلى أن يعود الرجال وعندئذٍ يختفين خلف الفاصل الذي يفصل موقد قهوه الرجال عن النصف النسائي من الخيمة ولن يراهن مرة أخرى قائلا حول ذلك أن أحد التقاليد الأكثر تزمتا للمحمديين عزل النساء يتم خرقه من أجل تقاليد الضيافة العريقة في بيوت تجار المدينة الذين تربطهم قرابه بالبدو يحتفظون بلفائف من اللحاف جاهزة من أجل البدو القادمين إلى المدينة بحيث يمكنهم أن يناموا كضيوف في بلدة على مسالك الصحراء ذلك أن الفنادق من أي نوع ليس معروفة فيما يعتبر دفع المال مقابل الضيافة طريقه شائنة ومرفوضة تماما واعتبر عرب الجزيرة بهذا الشأن أكثر تحظرا من الأوروبيين إذ لا أحد منهم يفتقد إلى الطعام أو الفراش وحوله من يستطيع تقديمه له، وكلما كان الرجل أفقر دعي بشكل أكثر إلحاحا لأن العرب يفتخرون افتخارا عظيما بإيواء الضيوف الغرباء وبأخوة الإسلام التي تمنحه الحق في السؤال وفي الاستقبال حيث الطبيعة فقط وليس الإنسان هي التي تقسو على العربي. كان حاكم الدوادمي قد فتح لأجلهم كما قال قاعة الاستقبال الملكية في الحصن الكبير وأعد غداءً فاخرا ووجدوا أن برقية لا سلكية من الملك مع استفسار كريم عن راحتهم كانت قد سبقت وصولهم. سكان الدوادمي كانوا من القبائل ويغلب عليهم عتيبة وقحطان وبعض أهالي سدير ويسيطر الأمير ممثل حكومة ابن سعود في هذه الأثناء على مقاطعة كانت سابقا هي الأكثر انعداما للأمن وللقانون وحجم الحصن وسماكة الأسوار المبنية من الطين الفخاري دليل على ما كانت تعانيه. بعد الغداء دعو إلى مجلس القهوة في بيت الحرس كان ثمة ثقب في السقف لخروج الدخان لكنه كان يعلق في الغرفة دمعت عيونهم بسرعة ما سبب الدهشة للبدو الموجودين نظرا لكونهم يستطيعون الجلوس في غرفة يملأها الدخان دون انزعاج، وعلق على ذلك بالقول: يبدو أن الكرد وأهل الجبال الشرقية الذين يحكمون إغلاق غرفهم ضد برد الشتاء لا يتأثرون بالدخان أيضا البدو أنقياء النسب ذوو العيون الكبيرة والرائعة مما يمنحهم قوة إبصار لمسافات بعيدة، كان الأشخاص ذوو العيون الرديئة هم بشكل دائم تقريبا أولئك الذين كانوا يعيشون في المدن والمناطق المستقرة. البدو يفرحون بقدوم الضيوف مجلس القهوة