نفذت إسرائيل سلسلة غارات عنيفة مساء الخميس 16 على مناطق عدة في جنوبلبنان، حيث استهدفت الطائرات الحربية مجبلاً للإسمنت وكسارة في وادي بصفور بين بلدات أنصار وسيناي وبصفور، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام. وقالت إسرائيل إن الغارات استهدفت "بنى تحتية" تابعة لحزب الله وجمعية "أخضر بلا حدود"، فيما أدان الرئيس اللبناني جوزاف عون القصف، معتبرًا أنه خرق للقرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية لعام 2024. وذكرت الوكالة أن المقاتلات الإسرائيلية شنّت في نحو التاسعة مساء غارة أولى على منطقة قلعة ميس بين بلدتي أنصار والزرارية، قبل أن تتبعها بغارات متتالية استهدفت منشآت صناعية في وادي مزرعة بصفور، من بينها موقع تابع لشركة "المجابل العاملية لصناعة الإسمنت" وكسارة مجاورة لها تقع على الطرف الغربي من معتقل أنصار السابق. وأطلقت الطائرات الإسرائيلية عشرات الصواريخ، ما تسبب بانفجارات هائلة ووميض أضاء سماء القرى الجنوبية، ودوّى صداها في مناطق واسعة من الجنوب وصولًا إلى أطراف صيدا. وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن "سلسلة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق عدة اليوم أسفرت، وفق حصيلة محدثة، عن مقتل شخص في بلدة شمسطار بقضاء بعلبك، وإصابة شخص في بلدة بنعفول بقضاء صيدا، وستة أشخاص في بلدة أنصار بقضاء النبطية". وقالت إسرائيل إن الغارات استهدفت "بنى تحتية" تابعة لحزب الله وجمعية "أخضر بلا حدود" في منطقة مزرعة سيناي. وأوضحت أن أحد الأهداف كان مقلعًا استخدمه الحزب لإنتاج الإسمنت بغرض إعادة بناء منشآت سبق أن دُمرت خلال العمليات العسكرية الأخيرة، معتبرة أن هذه الأنشطة جرت "تحت غطاء مدني". وأكد المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن هدفًا آخر تابعًا لجمعية "أخضر بلا حدود" تم ضربه، مشيرا إلى أن الجمعية تعمل، بواجهة مدنية لتغطية نشاطات لحزب الله قرب الحدود. ووصف وجود هذه المنشآت بأنه "خرق للتفاهمات القائمة"، مؤكدا أن إسرائيل ستواصل تنفيذ عملياتها لإزالة أي بنية تعتبرها "تهديدًا" لأمنها. وأدان الرئيس اللبناني جوزاف عون الغارات الإسرائيلية التي طالت بلدات عدة في الجنوب ومنشآت مدنية، معتبرًا أن "الاعتداءات المتكرّرة تأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنى الإنتاجية وعرقلة التعافي الاقتصادي واستهداف الاستقرار الوطني تحت ذرائع أمنية زائفة". وأكد عون أن "هذا السلوك التصعيدي يُعد خرقًا جسيمًا للقرار 1701 وللاتفاق على وقف الأعمال العدائية للعام 2024"، مشيرًا إلى أن إسرائيل "تواصل انتهاك التزاماتها الدولية واستخدام القوة خارج أي إطار شرعي"، وداعيًا المجتمع الدولي إلى "موقف حازم يضع حدًا لهذه الانتهاكات".