وثّقت الهيئة الملكية لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة أحد أشهر ثلاثة قصور تاريخية قريبة من المسجد الحرام من الجهة الشمالية، وهو قصر كوير التاريخي، الذي يقع على سفح جبل مطل على تقاطع الدائري الثاني من طريق المدينةالمنورة، ووفقاً للهيئة الملكية فإن القصر القصر معلماً من معالم مكةالمكرمة وتحفة جمالية تبرز الفن المعماري الذي كان سائداً في العاصمة المقدسة قبل أكثر من 100 سنة، ويقع القصر بمنطقة البيبان -شمال الحرم المكي-، وهي منطقة عرفت تاريخياً بكونها منتجعاً لأهالي مدينة مكة في العصور الوسطى وذلك لاعتدال مناخها وتواجد المزارع بها وعدد من القصور الأخرى. وبيّنت الهيئة أن القصر يعود إلى أحمد عمر باشنم العمودي -المشهور بكوير-، وهو من أشهر صناع وتجار النورة في مكة، إضافةً الى كونه من تجار البادية المعروفين الذين سكنوا حارة جرول، وتاجروا في السمن والعسل، وقد بناه ولم يسكن فيه، وإنما سكنه الأمير محمد بن عبدالعزيز -رحمه الله- أبان وجوده في مكة. ويروى عن بعض ممن عاصروا تلك الفترة أن الملك عبدالعزيز -رحمه الله- زار ابنه في هذا القصر، حيث كان واحداً من عدة قصور محدودة في المنطقة، وقد بني القصر الذي يرتفع على ربوة طبيعية من خمسة أدوار، ويتخذ الشكل الأقرب الى مربع في مسقطه، ويشبه في تصميمه تصميم القصور الحجازية في تلك الفترة والمنتشرة في جدة والطائف ومكةالمكرمة. ويتميز القصر بنوافذه الخشبية المحفورة بالنقوش الهندسية والنباتية الجميلة، وكذلك عدد من الشرف المطلة على الخارج وقد تم تزين السطح بالشرفات الحجرية المزخرفة، والمنحوتة بتشكيلات فنية بديعة. واستخدم في بناء القصر مواد بناء من الحجر والنورة والطين والأخشاب والجص، وطليت جدرانه من ألوان زاهية متعددة، ولا يزال يحتفظ بحالته الانشائية الجيدة رغم وجود بعض الأضرار التي أصابته نتيجة إهمال بعض من سكنوه وتأثير عوامل الطقس عليه.