وسط تصاعد الجرائم ضد النازحين وتفاقم الأوضاع الإنسانية، ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرة جديدة في حي تل الهوى بقصف ليلي استهدف منازل سكنية، تزامنًا مع قصف نازحين في مخيم الشاطئ، فيما كثفت الطائرات الحربية غاراتها على مدينة دير البلح. وأسفرت هذه الهجمات، إلى جانب مجازر سابقة، عن استشهاد أكثر من 80 فلسطينيًا خلال الساعات الماضية بينهم صحفية وعدد من أفراد عائلتها. ويعيش سكان القطاع بين ناري المجاعة والقصف، حيث يقتل البعض أثناء بحثهم عن كيس طحين، في وقت باتت فيه المستشفيات عاجزة عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية. ميدانيا، أفادت تقارير محلية بأن المقاومة الفلسطينية نفذت عمليات ضد قوات الاحتلال في خانيونس ودير البلح، أدت إلى إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين، ما يشير إلى استمرار الاشتباكات رغم الكثافة الجوية الإسرائيلية. سياسيا، تتواصل المحادثات في الدوحة من أجل التوصل إلى اتفاق يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إلا أن الأطراف لم تعلن عن تحقيق أي اختراق حتى الآن. وفي السياق نفسه، أعلنت واشنطن أن مبعوثها الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيبدأ جولة أوروبية لبحث إمكانية فتح ممر إنساني وتثبيت هدنة جديدة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، إن ويتكوف يتجه إلى المنطقة "بأمل كبير" لإطلاق وقف جديد لإطلاق النار. وتشير تسريبات صحفية إلى أن المبعوث الأميركي قد يتوجه إلى الدوحة نهاية الأسبوع إذا ما تم تحقيق تقدم في الاجتماعات المقررة في روما مع مسؤولين إسرائيليين وقطريين. وفي سياق مواز، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أجرى تقييما أمنيا مع طاقم التفاوض الإسرائيلي بشأن تطورات المحادثات في الدوحة. غزة وإنهاء الحصار طالبت أكثر من 100 منظمة إنسانية عالمية الحكومات حول العالم بالتحرك الفوري لفتح جميع المعابر البرية مع قطاع غزة، واستعادة التدفق الكامل للغذاء والمياه النظيفة، والإمدادات الطبية، ومستلزمات الإيواء والوقود عبر آلية مبدئية، تقودها الأممالمتحدة، وإنهاء الحصار، والموافقة على وقف إطلاق نار فوري، وذلك بعد مرور شهرين بالتمام على بدء عمل مخطط "مؤسسة غزة الإنسانية" الخاضعة لسيطرة الحكومة الإسرائيلية. وقالت المنظمات الإنسانية، في بيان مشترك، صدر امس، إن عمال الإغاثة أنفسهم أصبحوا يقفون في طوابير الطعام، معرضين لخطر إطلاق النار فقط لإطعام أسرهم، بينما يتسبب حصار الحكومة الإسرائيلية في تجويع سكان غزة. وتشهد هذه المنظمات تدهور صحة زملائها وشركائها أمام أعينهم مع نفاد الإمدادات تمامًا. ويتحدث أحد ممثلي الوكالات: " السؤال الذي يتكرر كل صباح، في غزة: هل سأتمكن من تناول الطعام اليوم؟". وتشير في بيانها إلى أن حدوث المجازر في مواقع توزيع الطعام بغزة أصبح بشكل شبه يومي. ووفقًا للأمم المتحدة، حتى 13 يوليو، "تم قتل 875 فلسطينيًا أثناء بحثهم عن الطعام، بينهم 201 شخص على طرق المساعدات والباقي في نقاط التوزيع، وتم جرح الآلاف. في الوقت نفسه، هجّرت القوات الإسرائيلية قسرًا ما يقارب 2 مليون فلسطيني أصابهم الإنهاك، مع صدور آخر أمر بالإخلاء الجماعي في 20 يوليو، مما حصر السكان في أقل من 12 % من مساحة غزة. وقد حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن الظروف الحالية تجعل العمليات غير قابلة للاستمرار. إن استخدام التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين يُعد جريمة حرب. وتقول هذه المنظمات، إن الأطنان من الغذاء والمياه النظيفة والإمدادات الطبية ومواد الإيواء والوقود تتكدس في المخازن خارج غزة وفي داخلها أيضا دون توزيعها، حيث يتم منعها من الوصول إليها أو إيصالها. وأكدت أن القيود والتأخيرات والتجزئة المفروضة من قبل الحكومة الإسرائيلية ضمن حصارها الكامل، خلّقت حالة من الفوضى والجوع والموت. وتحدث عامل إغاثة يقدم الدعم النفسي عن التأثير المدمر على الأطفال: "الأطفال يقولون لآبائهم إنهم يريدون الذهاب إلى الجنة، لأن الجنة فيها طعام على الأقل". وتضيف: يُبلغ الأطباء عن معدلات غير مسبوقة من سوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال وكبار السن، وتنتشر أمراض، مثل: الإسهال الحاد، الأسواق فارغة، القمامة تتراكم، والكبار يتساقطون في الشوارع من الجوع والجفاف، ولا يتجاوز متوسط عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة 28 شاحنة يوميًا، وهو عدد غير كافٍ لأكثر من مليوني شخص، كثير منهم لم يتلق أي مساعدة منذ أسابيع. وشددت على أن النظام الإنساني الذي تقوده الأممالمتحدة لم يفشل، بل تم منعه من العمل، إذ تمتلك الوكالات الإنسانية القدرة والإمدادات للاستجابة على نطاق واسع، ولكن لا يمكننا الوصول إلى المحتاجين بما في ذلك فرقنا المتعبة والجائعة بسبب منع الوصول. وتابعت في بيانها: في 10يوليو، أعلنت إسرائيل والاتحاد الأوروبي عن خطوات لتوسيع نطاق المساعدات، لكن هذه الوعود ب"التقدم" تبدو جوفاء في ظل غياب أي تغيير حقيقي على الأرض، فكل يوم يمر دون تدفق مستمر للمساعدات يعني مزيدًا من الوفيات، نتيجة أمراض يمكن الوقاية منها، والأطفال يجوعون في انتظار وعود لا تتحقق. وأوضحت أن الفلسطينيين يعيشون في حلقة من الأمل والانكسار، وينتظرون المساعدات ووقف إطلاق النار، ليستيقظوا على ظروف أسوأ، وليس العذاب جسديًا فحسب، بل نفسي أيضًا، فالبقاء أصبح يُلوَّح كسراب بعيد، ولا يمكن للنظام الإنساني أن يعمل على أساس وعود كاذبة، ولا يستطيع العاملون الإنسانيون العمل في جداول متغيرة أو انتظار التزامات سياسية تفشل في توفير الوصول اليها . وأكدت على ضرورة أن تتوقف الحكومات عن انتظار الإذن للتحرك، فلا يمكننا الاستمرار في التعلق بأمل أن الترتيبات الحالية ستنجح، فقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات حاسمة، وهي: المطالبة بوقف إطلاق نار فوري ودائم؛ رفع جميع القيود البيروقراطية والإدارية؛ فتح جميع المعابر البرية؛ ضمان الوصول إلى جميع أنحاء غزة؛ رفض نماذج التوزيع الخاضعة للسيطرة العسكرية؛ استعادة آلية إنسانية مبدئية تقودها الأممالمتحدة، ومواصلة تمويل المنظمات الإنسانية المحايدة والمبدئية. يجب على الدول اتخاذ تدابير ملموسة لإنهاء الحصار، مثل وقف نقل الأسلحة والذخيرة. ونوهت إلى أن الترتيبات المجزأة واللفتات الرمزية، مثل: الانزال الجوي أو صفقات المساعدات المعيبة، ليست سوى غطاء للتقاعس عن العمل، ولا يمكنها أن تحل محل الالتزامات القانونية والأخلاقية للدول في حماية المدنيين الفلسطينيين، وضمان وصول المساعدات بشكل فعّال، يمكن للدول ويجب عليها إنقاذ الأرواح قبل ذهاب من يمكن إنقاذه. "العفو الدولية" اتهمت منظمة العفو الدولية "إسرائيل" باستخدام التجويع كسلاح حرب وأداة لارتكاب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة المحتل، مؤكدة أن ما يتعرض له السكان هناك يشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي. وقالت المنظمة، في منشور نشرته عبر منصة (إكس) امس، إن الفلسطينيين في غزة، بمن فيهم موظفوها، يعانون من مجاعة متفاقمة لحظة بلحظة، في ظل نظام "توزيع المساعدات" القائم على التمييز والتسليح، والذي تفرضه "إسرائيل" وتمنع عبره وصول المساعدات الإنسانية بصورة آمنة ومحايدة. وأضافت أن أكثر من 800 فلسطيني قُتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية، داعية إلى وقف هذه الممارسات فورًا. وشددت المنظمة على أن "الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة يجب أن تنتهي فورًا"، مطالبة برفع جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات، وإعادة تفعيل نظام توزيع المساعدات التابع للأمم المتحدة، وضمان وصولها الآمن والكريم وغير المقيد إلى جميع أنحاء القطاع. ودعت العفو الدولية المجتمع الدولي إلى "كسر حالة الجمود"، واتخاذ خطوات فورية وفعالة لضمان امتثال "إسرائيل" الكامل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني. الخارجية الفلسطينية تدين جميع أشكال المطالبة بضم الضفة وتعتبرها استخفافا اسرائيليا بمؤتمر حل الدولتين أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية التصريحات والمواقف التحريضية وأي صيغ متداولة أو بيانات في "الكنيست" الاسرائيلية التي تدعو لفرض ما تسمى "السيادة الاسرائيلية على الضفة". واعتبرت الوزارة، في بيان، صدر امس، أن هذه الإجراءات استعمارية تشكل تكريسا لنظام "الأبرتهايد" في فلسطينالمحتلة، واستخفافا فجا بقرارات الأممالمتحدة والرأي الاستشاري للعدل الدولية، وامعاناً في تقويض فرصة تطبيق حل الدولتين، خاصة بعد قرار الكنيست برفض الدولة الفلسطينية، كما أنها دعوة صريحة لتصعيد دوامة الحروب والعنف. واستدركت قائلة: إجراءات الاحتلال لتوسيع الاستيطان وتعميق ضمها متواصلة بشكل يومي. وطالبت الدول والمجتمع الدولي التعامل بمنتهى الجدية مع تلك التحركات الداعية لتكريس ضم الضفة وادانتها بقوة، واتخاذ ما يلزم من الاجراءات لوقفها فوراً، خاصة ونحن على اعتاب عقد المؤتمر الأممي لحل الدولتين. الاحتلال يواصل حملات الاعتقال في الضَّفَّة ويُحاصر مستشفيين في نابلس شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر امس، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة طالت عدة محافظات في الضفة الغربية، وأسفرت عن اعتقال عدد من الشبان، وسط تخريب واسع لمنازل المواطنين واعتداءات جسدية على المعتقلين. في محافظة الخليل، اعتقل الاحتلال 12 مواطنًا من المدينة ومخيم الفوار وبلدتي دورا وبيت الروش وفي طولكرم، اعتقل الاحتلال مواطنين خلال اقتحام ضاحية شويكة وبلدة عتيل شمال المدينة، فيما نفذت القوات اقتحامًا لبلدة بلعا، تخللته عمليات تفتيش وتحقيق ميداني دون تسجيل اعتقالات. قوات الاحتلال تهدم خيام ومساكن في المغير شمال شرق رام الله شرعت آليات الاحتلال الاسرائيلية ،امس، بهدم عدة خيام ومساكن في منطقة الخلايل ،في قرية المغير، شمال شرق رام الله. وافادت مصادر محلية أن عمليات الهدم طالت مساكن وخيام تعود لمواطنين من عائلة أبو نصر ،وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال. ويأتي هذا الاعتداء في سياق سياسة التهجير القسري ،وتوسيع البؤر الاستيطانية على حساب السكان الأصليين. وتشكل منطقة الخلايل حاجزًا طبيعيًا يحمي المدخل الغربي والوحيد للقرية، ما يجعل الهدم تهديدًا مباشرًا للطريق الوحيد المؤدي للمغير، وتمهيدًا لعزل القرية وتوسيع البؤر الاستيطانية. كما أخطرت قوات الاحتلال، بوقف العمل والهدم، في منشآت سكنية وزراعية في الأغوار الشمالية. وأفادت مصادر محلية، بأن الاحتلال اقتحم تجمع الفارسية بالأغوار الشمالية، وأخطر سبع عائلات بوقف العمل، والهدم في منشآت سكنية وزراعية لها. الاعتقال مستمر للفلسطينيين الدمار في غزة