شهدت مناطق متفرقة في قطاع غزة، الليلة الماضية وصباح أمس، تصعيدًا عدوانيًا واسع النطاق من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تخلله قصف جوي ومدفعي كثيف، واستهداف مباشر للمدنيين، ومجازر بحق الجوعى والنازحين. وأفادت مصادر طبية أنه تم تسجيل 18 حالة وفاة بسبب الجوع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وسط تفاقم المجاعة في قطاع غزة نتيجة الحصار المشدد ومنع إدخال المساعدات الغذائية. وحذرت منظمات أممية من انهيار الأمن الغذائي بشكل كامل، بينما قال برنامج الأغذية العالمي إن "واحدًا من كل ثلاثة أشخاص في غزة لا يتناول الطعام لأيام". وارتقى عدد من الشهداء وأصيب آخرون في مدينة دير البلح وسط القطاع، نتيجة غارات عنيفة شنها طيران الاحتلال، تركزت على الأحياء الشرقية. واستهدفت الغارات ثلاثة مساجد تم تدميرها بالكامل، وسط إطلاق نار كثيف من آليات الاحتلال وطائراته المسيرة، إلى جانب استخدام القنابل المضيئة. في جباليا شمالًا، استهدفت طائرات الاحتلال المسيرة دوار النزلة وشارع الغباري، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من المدنيين، بينهم ثلاثة من عائلة "المطوق". كما استُهدف دوار النابلسي غرب مدينة غزة بالرصاص الحي من قناصة الاحتلال ودباباته، ما أسفر عن وقوع إصابات بين منتظري المساعدات، في وقت يتفاقم فيه العطش والجوع بشكل كارثي، ودون أي تدخل فاعل لوقف الانهيار. وأكد برنامج الأغذية العالمي أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على مدنيين لم يرتكبوا شيئًا سوى محاولتهم الوصول إلى الطعام، بينما أكد المتحدث باسم اليونيسف أن غزة "باتت مقبرة للأطفال بسبب تقاعس العالم"، في وقتٍ يضطر فيه صحفيون وعائلات بأكملها إلى تناول الماء والملح فقط للبقاء على قيد الحياة. في السياق، واصلت قوات الاحتلال قصفها الجوي والمدفعي لمناطق شرق حي الشجاعية والتفاح والزيتون، ونفذت عمليات نسف للمباني شمال غزة، بينما استُهدفت خيمة للنازحين في مواصي خانيونس، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء. وحذّر مستشفى شهداء الأقصى، في المحافظة الوسطى لقطاع غزة، من توقفه عن العمل خلال ساعات قليلة نتيجة نفاد الوقود بشكل كامل، وسط انهيار متسارع للقطاع الصحي بفعل استمرار العدوان الإسرائيلي. وأوضح المستشفى في بيان أن هذا التوقف يُعرِّض حياة مئات المرضى للخطر، وعلى رأسهم الأطفال الخُدَّج ومرضى العناية المركزة وغسيل الكلى، إلى جانب المرضى في الأقسام الحساسة، كما يهدد بوقف الرعاية الصحية لنحو نصف مليون مواطن في المحافظة. ودعا المستشفى المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية والإنسانية إلى التدخل الفوري والعاجل لتأمين الوقود اللازم وضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية. وحذرت فصائل فلسطينية من تصاعد "حرب التجويع والإبادة الجماعية" التي يتعرض لها أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل. وفي بيان صحفي مشترك، حمّلت الفصائل حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن "الجرائم الممنهجة" المرتكبة بحق سكان القطاع. "أونروا" تجدد دعوتها لرفع الحصار الإسرائيلي جددت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أمس، الدعوة إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة لإنهاء المجاعة. وقالت الوكالة، عبر منصة "إكس": "نتلقى رسائل يائسة عن المجاعة من غزة، بما في ذلك من زملائنا". وأفادت ب"ارتفاع أسعار المواد الغذائية أربعين ضعفا"، في إشارة إلى تداعيات الحصار المتواصل. وتابعت: "في هذه الأثناء، على مشارف غزة، تحتفظ الأونروا بكمية كافية من الغذاء المخزّن في مستودعاتها لتغطية احتياجات جميع سكانها لأكثر من ثلاثة أشهر". وأردفت الوكالة الأممية: "ارفعوا الحصار، وأدخلوا المساعدات بأمان وعلى نطاق واسع". وكان المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني قد أكد أمس، أن التقاعس عن دفع إسرائيل إلى السماح بإدخال مساعدات لغزة هو "تواطؤ" في تجويع الفلسطينيين. ونقل لازاريني، عبر (إكس)، نموذجا لرسالة يتكرر ورودها من موظفي الوكالة في غزة تقول: "أبحث عن طعام لأطفالي، لكن لا أجد شيئا". وتابع: "كل هذا من صنع الإنسان، في ظل إفلات تام (تحظى به إسرائيل) من العقاب". برنامج الأغذية العالمي: الوضع الإنساني في غزة بلغ مرحلة "غير مسبوقة من التدهور ثلث السكان دون طعام لعدة أيام أكد تقرير صادر عن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن ثلث سكان غزة مجبرون على البقاء بدون طعام لعدة أيام في مؤشر خطير على تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر. وجاء في بيان لبرنامج الأغذية العالمي: "ثلث سكان قطاع غزة اضطروا للبقاء بدون طعام لعدة أيام". وأضاف أن جموعاً من الجياع الذين يبحثون عن الحصول على المساعدات الإنسانية في مركز إنساني يدار من قبل الأميركيين والإسرائيليين في قطاع غزة يتعرضون لإطلاق النار من دبابات إسرائيلية وقناصة ومدفعية. وأكد أن الضحايا كانوا يحاولون فقط تأمين الطعام وهم على شفير المجاعة، داعياً المجتمع الدولي إلى الإسراع في ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وكانت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قد أكدت أن إسرائيل تجوِع مليون طفل في قطاع غزة. وذكرت مصادر طبية أن المستشفيات في غزة تستقبل يومياً مئات الحالات التي تعاني من إجهاد حاد وأعراض خطيرة نتيجة الجوع، تشمل فقدان الذاكرة ونقص الطاقة الحاد، في ظل عجز شبه كامل في الأسرّة والمستلزمات الطبية. وقال برنامج الأغذية العالمي، إن الوضع الإنساني في غزة بلغ مرحلة "غير مسبوقة من التدهور"، حيث يموت الناس بسبب نقص الغذاء. وأوضح برنامج الأغذية العالمي في بيان صحفي أمس، أن نحو 90 ألف طفل وامرأة يعانون من سوء تغذية حاد، فيما يُحرم نحو ثلث المواطنين من الطعام لأيام متتالية. وأعرب البرنامج عن قلقه العميق إزاء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على منتظري المساعدات، ما أدى إلى استشهاد عدد غير معروف من المدنيين، كانوا فقط يحاولون الحصول على الطعام لعائلاتهم وسط خطر المجاعة المتصاعد. وأضاف أن هذا الاعتداء جاء رغم تعهدات إسرائيلية سابقة بتحسين الظروف لعمل القوافل الإنسانية، بما في ذلك ضمان عدم وجود أي تدخل عسكري. وأعرب برنامج الأغذية العالمي عن تمسكه التام بمبادئه في العمل الإنساني القائم على الاستقلالية والحياد وعدم التحيز، مؤكدًا أن هذه المبادئ تشكل أساس الثقة التي تبنيها الوكالة مع المجتمعات التي تخدمها. وأكد أن السبيل الوحيد لاحتواء الأزمة يتمثل في "زيادة هائلة في عمليات توزيع الغذاء"، لاستعادة ثقة الناس وتهدئة مخاوفهم، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم ومنهجي إلى جميع أنحاء قطاع غزة. وناشد البرنامج المجتمع الدولي الضغط على جميع الأطراف لضمان وصول المساعدات إلى الأسر المجوعة داخل غزة بشكل آمن وبدون عوائق. "إسرائيل" ترفض تمديد تأشيرة مسؤول أممي أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدم تمديد تأشيرة دخول جوناثان ويتال، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد تصريحاته المتكررة التي ندد فيها باستهداف "إسرائيل" للفلسطينيين الذين يحاولون الوصول إلى الغذاء في قطاع غزة. وقال مكتب "وزير الخارجية الإسرائيلي"، جدعون ساعر، في بيان صدر أمس، إن الوزير قرر عدم تمديد تأشيرة ويتال "بسبب سلوك منحاز وعدائي ضد إسرائيل، وتقديمه تقارير مشوهة ومنافية للواقع، وتشهيره بإسرائيل، بل وانتهاكه قواعد الحياد التي تفرضها الأممالمتحدة على موظفيها". وأضاف البيان أن "من يروّج الأكاذيب ضد إسرائيل، لن يكون موضع تعاون أو ترحيب". وكان ويتال، المقيم في القدسالمحتلة والذي يزور قطاع غزة بانتظام، قد وصف في وقت سابق الظروف الإنسانية في غزة بأنها "مذبحة" تُستخدم فيها المجاعة كسلاح، مشيراً إلى أن ما يجري هو "محو لحياة الفلسطينيين"، وقال في تصريحاته: "ما نشهده مذبحة، إنه جوع يُستخدم كما لو كان سلاحاً، إنه تهجير قسري، إنه حكم بالإعدام بحق أناس يسعون فقط للبقاء على قيد الحياة". وقالت إيري كانيكو، المتحدثة باسم أوتشا،إن القرار الإسرائيلي جاء بعد تصريحات ويتال التي أدان فيها مقتل مدنيين أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، مضيفة أن هناك تضييقاً متزايداً على وصول موظفي الأممالمتحدة إلى المناطق المتضررة، مشيرة إلى رفض العديد من طلبات الدخول لغزة وتقليص فترات التأشيرات الممنوحة مؤخراً، وحجب تصاريح دخول موظفين فلسطينيين إلى القدسالشرقية. مستوطنون يقطعون أشجار الزيتون قالت مصادر محلية فلسطينية في مدينة جنين شمالي الضفة الغربيةالمحتلة: إن مستوطنين، اقتحموا أمس، قرية "جلبون" شرق جنين، وشرعوا في قطع عشرات أشجار الزيتون في الجهة الجنوبيةالشرقية من القرية، وذلك تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأوضحت أن المنطقة المستهدفة تقع بالقرب من جدار الفصل والتوسع الاستيطاني، وتبلغ مساحتها نحو 130 دونماً، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال تمنع سكان القرية من الوصول إلى هذه الأراضي. وأظهر تقرير جديد لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، تصاعد هجمات المستوطنين والأنشطة الاستيطانية بالضفة الغربية. وقال إنه وثق "بين يومي 8 و14 يوليو، ما لا يقل عن 30 هجمة شنّها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا أو إلحاق الأضرار بالممتلكات أو كلا الأمرين معًا". وأردف أن "هذه الهجمات أدت إلى مقتل فلسطينييْن، أحدهما على يد المستوطنين والآخر في حادثة لا يُعرف إذا ما كان قد قتله المستوطنون أم القوات الإسرائيلية فيها". وأضاف: "أُصيب 92 فلسطينيًا خلال هذه الهجمات، من بينهم 14 أُصيبوا على يد القوات الإسرائيلية و78 على يد المستوطنين". ولفت إلى أنه تم اتلاف أكثر من 450 شجرة من أشجار الزيتون واللوز والمشمش. وتصعد قوات الاحتلال والمستوطنون من انتهاكاتهم في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر عام 2023، بالتزامن مع عدوان واسع ومدمر على قطاع غزة أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات آلاف الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال. إصابات ومواجهات شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، حملة اقتحامات واسعة تخللتها عمليات اعتقال طالت أكثر من 30 فلسطينياً في مناطق متفرقة بالضفة الغربية. وفي الخليل، نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت تسعة شبان، من بلدتي تفوح وإذنا غرب الخليل. كما اعتقلت شابين وذلك بعد مداهمة منازلهم والبعث في محتوياتها وسط مواجهات عنيفة في مدينة يطا جنوب الخليل. كذلك أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة 3 فلسطينيين بينهم مسنّان باعتداء جيش الاحتلال على فلسطينيين بعد اقتحام ضاحية ذنابة بطولكرم. وأطلق مستوطنون أبقارهم في أراضي الفلسطينيين بقرية النزلة الشرقية شمال غرب طولكرم. وفي بيت لحم،اعتقلت قوات الاحتلال 9 فلسطينيين من بلدة الدوحة وبيت ساحور ومخيم الدهيشة بعد دهم عددا من المنازل والعبث بمحتوياتها. وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اعتقلت خمسة فلسطينيين من بلدة الدوحة بعد أن داهمت منازلهم وفتشتها وعبثت بمحتوياتها. وفي السياق ذاته، اقتحمت قوات الاحتلال قرية قبيا، غرب رام الله، وترمسعيا شمالا بالإضافة إلى مخيم الجلزون شمالا وبلدة بدرس غربا. وفي سلفيت، اعتقلت قوات الاحتلال الفلسطينية زريفة الديك، بعد أن داهمت منزلها وفتشته وعبثت بمحتوياته في بلدة كفر الديك غرب المدينة. توقف ضخ المياه أعلنت مصلحة مياه محافظة القدس،أمس، عن توقف الضخ بشكلٍ كامل من آبار ومحطات المياه في منطقة عين سامية شرق كفر مالك، نتيجةً لتصاعد اعتداءات المستعمرين على المنشآت والمرافق الحيوية هناك. وأكدت المصلحة، في بيان صدر عنها، أن طواقمها فقدت السيطرة والتحكم التقني والإداري على كامل المنظومة المائية في عين سامية، بفعل سلسلة من الاعتداءات التي استهدفت بشكل مباشر كل من: شبكات الكهرباء، معدات الضخ، أنظمة الاتصالات وكاميرات المراقبة، ما أدى إلى توقف العمل كلياً وتعطيل الضخ إلى عشرات القرى والبلدات الفلسطينية في شمال وشرق محافظة رام الله والبيرة. وأشارت إلى أن المنطقة ما زالت تشهد انقطاعاً في خدمات الإنترنت وخطوط الاتصالات، ما يصعّب من عملية الوصول الفني أو إعادة تشغيل المحطات، ويحول دون تأمين الحماية اللازمة للطواقم الميدانية. وناشدت مصلحة مياه محافظة القدس كافة الجهات الرسمية والحقوقية، المحلية والدولية، بالتدخل الفوري والعاجل لوقف هذه الاعتداءات الخطيرة، داعية إلى توفير حماية دولية للمصادر المائية الفلسطينية، وفرض ضغوط حقيقية لوقف سياسة التخريب الممنهجة بحق منشأتها ومصادر مياهها الرئيسة. وحذرت من أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيتسبب بكارثة إنسانية تهدد أكثر من 70 ألف مواطن بحرمانهم من حقهم الأساسي في المياه. وكان مستعمرون قد جددوا أمس،اعتداءاتهم على محطات وآبار المياه في منطقة عين سامية شرق كفر مالك، شمال شرق رام الله، حيث أقدموا على تحطيم كاميرات المراقبة، والعبث بالمعدات الحيوية. وتُعد عين سامية من أهم مصادر المياه الجوفية في منطقة شمال شرق رام اللّٰه، وتحتوي 5 آبار مياه عاملة، تتراوح أعماقها بين 100 و500 متر. وتقدر الطاقة الإنتاجية الإجمالية لآبار عين سامية بنحو 12,000 متر مكعب يوميا، وهي تمثل ما نسبته 17 % من الكميات اليومية الموردة من مصلحة مياه محافظة القدس. وتغذي آبار عين سامية 19 تجمعا ًسكانياً بشكل مباشر، وهي: دير دبوان، وبرقة، وبيتين، وعين ويبرود، وكفر مالك، والطيبة، ورمون، ودير جرير، وسلواد، والمزرعة الشرقية، وأبو فلاح، والمغير، وترمسعيا، وسنجل، وجلجليا، وعبوين، وعارورة، ومزارع النوباني. كما تزود عين سامية أيضا 14 تجمعا بشكل مشترك من خلال محطة رام الله، وهي: دورا القرع، ومخيم الجلزون، وجفنا، وعين سينيا، وبيرزيت، وجامعة بيرزيت، وأبو قش، وعطارة، ودير السودان، وعجول، وجيبيا، وبرهام، وكوبر، وأبو شخيدم، والمزرعة القبلية. ويصل إجمالي المستفيدين من مياه آبار عين سامية بشكل كامل وجزئي، ما يقارب 110,000 مواطن. الوضع الإنساني في غزة متدهور الاحتلال الإسرائيلي يدمر غزة