يشهد سوق قطع غيار السيارات في السعودية ازدهاراً كبيرًا، حيث تشير التوقعات إلى أن قيمة السوق ستصل إلى 6.8 مليار دولار بحلول 2030، بزيادة عن إيرادات بقيمة 4.7 مليار دولار في عام 2024، ويدعم هذا النمو عوامل مثل تزايد أسطول المركبات، وزيادة اتجاهات تخصيص المركبات، والتركيز على صيانة المركبات وسلامتها، ومع بقاء المركبات على الطريق لفترات أطول، يزداد استهلاك مكوناتها بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى ارتفاع مستمر في الطلب على قطع الغيار، بهدف الحفاظ على الأداء وضمان السلامة من خلال استبدال الأجزاء بانتظام، وخاصة أنظمة الفرامل، وأنظمة التعليق، والمرشحات، والبطاريات، مما يخلق دورات طلب متكررة. عالمياً، قفز حجم سوق قطع غيار السيارات إلى 733 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن تنمو إيرادات القطاع الحيوي بمعدل سنوي مركب 5.8 ٪، لتصل إلى 1.1 تريليون دولار بحلول عام 2030، مدفوعاً بالطلب المتزايد على صيانة السيارات، والفرص الكبيرة للنمو والابتكار التي تتيحها السوق العالمية، خاصة مع تنامي استخدام السيارات الكهربائية والتحول نحو الاستدامة، وتزايد الاعتماد على التكنولوجيا وابتكار قطع الغيار الذكية، ويعتمد السوق بشكل رئيسي على سعي سائقي السيارات لتحسين أداء سياراتهم من حيث صوت العادم والسرعة ومعايير المظهر. وقطع غيار السيارات هي مكونات أو أجزاء تُستخدم لإصلاح أو صيانة أو تحسين أداء السيارة، وتشمل هذه القطع عناصر مثل الفرامل والإطارات والفلاتر ومكونات المحرك، وتُعيد التطورات التكنولوجية في سوق السيارات العالمية تشكيل سوق قطع غيار من خلال ثلاث اتجاهات رئيسية، فمن خلال التوجه نحو المركبات الكهربائية يزيد الطلب على البطاريات والمحركات الكهربائية وأجهزة الطاقة الإلكترونية، كما أن التركيز على لوائح السلامة يُعزز الحاجة إلى أجهزة الاستشعار والكاميرات وأنظمة مساعدة السائق المتقدمة. يتيح دمج إنترنت الأشياء في المركبات المتصلة فرصًا لأنظمة المعلومات والترفيه والمعلومات، ومكونات الاتصال بين المركبات (V2X)، كما أن نمو مبيعات المركبات العالمية، لا سيما في الأسواق الناشئة نتيجةً للتوسع العمراني وارتفاع الدخل، يزيد من مبيعات ما بعد البيع، في الوقت نفسه، يركز الطلب على قطع غيار السيارات في الأسواق المتقدمة، مدفوعًا بتقادم أساطيل السيارات، على قطاعات مثل الفرامل والإطارات ومكونات نظام التعليق، بينما يعزز التحول نحو المواد خفيفة الوزن، المدفوع بلوائح الانبعاثات، الطلب على الألومنيوم، ومكونات الفولاذ عالي القوة، مما يُحسّن كفاءة استهلاك الوقود وأداء المركبات. تقنيات توصيل السيارة بكل شيء V2X، هو مصطلح يشير إلى تقنية اتصالات لاسلكية تتيح للسيارات التواصل مع مجموعة متنوعة من الكيانات المحيطة بها، بما في ذلك المركبات الأخرى، والبنية التحتية للطرق، والمشاة، وحتى الشبكات، وتهدف هذه التقنية إلى تحسين السلامة على الطرق، وزيادة كفاءة حركة المرور، وتمكين أنظمة مساعدة السائق المتقدمة والقيادة الذاتية. إلى ذلك، تتوافر فرص استثمارية واعدة في سوق قطع غيار السيارات، لا سيما في ثلاثة مجالات رئيسية، ففي مجال مكونات المركبات الكهربائية، ثمة إمكانات للبحث والتطوير في تقنيات البطاريات المتقدمة، مثل بطاريات الحالة الصلبة وحلول الشحن السريع، ويستفيد مصنعو المحركات الكهربائية عالية الكفاءة ووحدات التحكم في المحركات من الطلب المتزايد على محركات المركبات الكهربائية، وبالإضافةً إلى ذلك، يُتيح الاستثمار في تطوير البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية، بما في ذلك شبكات الشحن السريع وتقنيات الشحن اللاسلكي، فرصًا واعدة، أما في مجال السلامة والاتصال المتقدمين، فهناك مجال للاستثمار في أجهزة الاستشعار والكاميرات والرادار، وتقنيات الليدار لدعم تطوير المركبات ذاتية القيادة، وتعتبر هذه التقنية أساسية في السيارات ذاتية القيادة، حيث تساعدها على فهم محيطها واتخاذ القرارات المناسبة للتنقل. التطورات التكنولوجية يمثل التحول نحو المركبات الكهربائية تحولاً جذرياً في سوق قطع غيار السيارات، فمع ازدياد شعبية هذه المركبات، يتراجع الطلب على مكونات محركات الاحتراق الداخلي التقليدية، مثل حاقنات الوقود وأنظمة العادم وكتل المحرك، من ناحية أخرى، يشهد سوق قطع الغيار المخصصة للمركبات الكهربائية، مثل مجموعات البطاريات والمحركات الكهربائية وإلكترونيات الطاقة، نمواً سريعاً، ويأتي هذا التحول نتيجةً لمجموعة من المتطلبات التنظيمية لخفض الانبعاثات، والتقدم التكنولوجي، وتزايد إقبال المستهلكين على المركبات الكهربائية. تتطلب المركبات الكهربائية مجموعةً مختلفةً تمامًا من قطع الغيار مقارنةً بالمركبات التقليدية التي تعمل بالبنزين، ويتم استبدال مكونات محرك الاحتراق الداخلي (ICE) مثل المكابس، وشمعات الاحتراق، وأنظمة العادم بمحركات كهربائية، ومجموعات بطاريات، وأجهزة إلكترونية، ويخلق هذا التحول طلبًا جديدًا على قطع غيار خاصة بالمركبات الكهربائية، مما يُحدث تغييرًا جذريًا في السوق التقليدية. اضطرابات سلسلة التوريد كشفت الأحداث العالمية الأخيرة، مثل جائحة كورونا، والحروب، والتوترات الجيوسياسية والكوارث الطبيعية، عن نقاط ضعف كبيرة في سلسلة توريد قطع غيار السيارات، حيث تسببت هذه الاضطرابات في نقص واسع النطاق في المواد، وتحديات لوجستية، وأبرزت الحاجة إلى استراتيجيات سلسلة توريد أكثر مرونة، وقد أثر نقص الرقائق العالمي بشكل كبير على إنتاج السيارات، مع عجز بحوالي 10 ملايين مركبة في عام 2021. بالإضافة إلى ذلك، أدى نقص الفولاذ والألمنيوم والعناصر الأرضية النادرة إلى تعطل التصنيع وزيادة التكاليف، كما أدت مشكلات لوجستية، مثل ازدحام الموانئ ونقص الحاويات وارتفاع تكاليف الشحن، إلى تأخير تسليم قطع الغيار، مما أدى إلى توقف الإنتاج وزيادة فترات انتظار السيارات الجديدة، واستجابةً لذلك، تعمل شركات صناعة السيارات على إعادة إنتاجها في الداخل لتقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين، وتنويع قاعدة مورديها، والاستثمار في التكنولوجيا لتحسين رؤية سلسلة التوريد لإدارة الاضطرابات بشكل استباقي. أثر النقص العالمي في أشباه الموصلات، الذي تفاقم بسبب الجائحة بشدة على صناعة السيارات، مما كلف الصناعة حوالي 210 مليارات دولار من الإيرادات في عام 2021، بينما شهدت أسعار الفولاذ والمعادن الأرضية النادرة تقلبات كبيرة، وعلى سبيل المثال، ارتفع سعر الفولاذ بأكثر من 50 %، فيما شهدت أسعار المعادن الأرضية النادرة، الضرورية لمكونات السيارات الكهربائية، ارتفاعات حادة نتيجة زيادة الطلب وقيود سلسلة التوريد، مع ارتفاع أسعار النيوديميوم بنسبة 74 %، ووصل الإنفاق على حلول تقنيات سلسلة التوريد إلى 10.9 مليار دولار في عام 2024، ارتفاعًا من 7.9 مليار دولار في عام 2018، وتُساعد هذه التقنيات الشركات على تتبّع وإدارة سلاسل التوريد الخاصة بها بفعالية أكبر، مما يُقلّل من خطر الانقطاعات. يشهد سوق قطع غيار السيارات في أمريكا الشمالية تحولات كبيرة نتيجةً لعوامل متعددة، منها التقدم التكنولوجي، وتفضيلات المستهلكين، والظروف الاقتصادية، ومن أبرز هذه التأثيرات تزايد الطلب على السيارات الكهربائية والهجينة، مما أدى إلى زيادة كبيرة في إنتاج وبيع قطع غيار السيارات ذات الصلة، مثل البطاريات والمحركات الكهربائية والمكونات الإلكترونية، كما أدى التركيز المتزايد على الاستدامة وكفاءة استهلاك الوقود إلى زيادة الطلب على المواد خفيفة الوزن وعمليات التصنيع الصديقة للبيئة في إنتاج قطع غيار السيارات. تشمل التطورات الأخيرة في سوق قطع غيار السيارات في أمريكا الشمالية تعاونيات استراتيجية وعمليات اندماج واستحواذ تهدف إلى تعزيز عروض المنتجات وحضورها في السوق، وعلى سبيل المثال، أعلنت شركة فورد في عام 2024 عن شراكة مع شركة رائدة في تصنيع البطاريات لضمان إمدادات ثابتة من بطاريات أيونات الليثيوم لمجموعة سياراتها الكهربائية، وبالمثل، كشفت شركة جنرال موتورز عن خطط للاستثمار في زيادة طاقتها الإنتاجية لمكونات السيارات الكهربائية في المنطقة. وفيما يتعلق بتكاليف الخدمة في أمريكا الشمالية، تواجه صناعة قطع غيار السيارات نفقات متنوعة، تشمل تكاليف العمالة والنقل والنفقات العامة، ويختلف هامش الربح باختلاف المنتجات وديناميكيات السوق، ولكنه يتراوح عادةً بين 10 % و20 % للمصنّعين والموزعين، وقد تتقلب تكاليف المواد الخام، مثل الفولاذ والألمنيوم والبلاستيك، بسبب عوامل مثل اضطرابات سلسلة التوريد واتجاهات السوق العالمية، مما يؤثر على تكاليف الإنتاج الإجمالية، وتُعدّ الولاياتالمتحدة الدولة الأبرز في سوق قطع غيار السيارات، وتتمتع بقاعدة تصنيع متينة، وسوق استهلاكية واسعة، وشبكة توريد راسخة، مما يجعلها لاعباً رئيسياً في صناعة قطع غيار السيارات، كما تُسهم كندا والمكسيك مساهمة كبيرة في السوق، لا سيما كمركزين لتصنيع مختلف مكونات وتجميعات السيارات. وفقًا لجمعية موردي خدمات ما بعد البيع للسيارات (AASA)، تُقدَّر قيمة القطاع في الولاياتالمتحدة، والذي يشمل بيع قطع الغيار والخدمات للمركبات بعد خروجها من المصنع، بأكثر من 400 مليار دولار، مع معدل نمو سنوي مركب يقارب 6 % حتى عام 2030، وفي الصين، يشهد سوق قطع غيار السيارات نموًا كبيرًا ومستمرًا، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4.4 %، ومن المتوقع أن يصل حجم السوق إلى 6.79 تريليون يوان صيني في عام 2025، من جهة أخرى، يشهد سوق قطع غيار السيارات الأوروبية نموًا كبيرًا، حيث يُقدر حالياً بنحو 107.8 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى 126.2 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 3.20 %. التطورات الأخيرة في أغسطس 2024، وسعت دلفي، التابعة لشركة فينيا، نطاق منتجاتها بشكل كبير بإطلاق أكثر من 2000 قطعة غيار جديدة في النصف الأول من عام 2024، لتغطي ما مجموعه 632 مليون مركبة حول العالم. وشمل ذلك تحسينات في فئات رئيسية مثل أنظمة الكبح والتوجيه والتعليق، بالإضافة إلى أجهزة الاستشعار، مع زيادة ملحوظة في عدد المنتجات التي تُطرح لأول مرة في السوق بنسبة 35 % مقارنة بالعام السابق، كما طرحت الشركة برنامجًا تشخيصيًا متقدمًا، ووسعت نطاق تغطيتها لطرازات السيارات الكهربائية، مما يعزز التزامها بضمان استمرارية عمل المركبات على الطرق لفترة أطول وبكفاءة أعلى. في يونيو 2023، أطلقت كونتيننتال إطار سلسلة إطارات Ultra Contact NXT، الذي يتميز باستخدامه العالي للمواد المستدامة، ويتكون 65 % من الإطار من مواد مُعاد تدويرها ومتجددة، وهو حاصل على شهادة ISCC PLUS لتوازن الكتلة، ويتوفر الإطار بتسعة عشر مقاسًا، وقد فازت هذه السلسلة من الإطارات بجائزة الابتكار الألمانية لعام 2024. في أبريل 2023، وسعت شركة ZF Aftermarket المتخصصة في توفير حلول تكنولوجيا التنقل للسيارات والمركبات التجارية والتكنولوجيا الصناعية، نطاق عروضها لسوق سيارات الركاب الهندية، وذلك بإطلاق ثلاث منتجات TRW جديدة مُصنّعة في الهند، تشمل ممتصات الصدمات، ووسادات الفرامل، وأقراص الفرامل، ويُعدّ إصلاح فرامل سيارات الركاب جانبًا أساسيًا من جوانب سوق ما بعد البيع المستقل. في مارس 2023، وسعت شركة هيلا، التابعة لعلامة فورفيا التجارية، سلسلة مصابيحها الأمامية المساعدة بلاك ماجيك بإضافة 32 شريط إضاءة جديد، ومن بين هذه الأشرطة، حصل 14 شريط إضاءة على موافقة اللجنة الأوروبية (ECE) للاستخدام على الطرق، بينما تم اعتماد الأشرطة المتبقية للاستخدام على الطرق الوعرة. تحليل: د. خالد رمضان