أثناء متابعتي للمسلسل الخليجي «أفكار أمي»، لفت انتباهي مشهد يعكس واقعًا مؤلمًا نعيشه منّذ زمن بعيد في منصات التواصل الاجتماعي، والتي تفرض علينا بعض الشخصيات التافهة من «مشاهير السوشال ميديا» لا تمت لواقعنا وليس لها صلة فينا. في مسلسل «أفكار أمي»، برزت شخصيات فنية مثلت أدوارا، جعلها المسلسل تتخلى عن الإبداع والمسيرة الفنية طوال السنوات الماضية، رغم عدم اقتناع بعض الفنانين للأدوار التي تقيد أبداعه، في بعض الأعمال يستخدم بعض المنتجين هذه الأساليب للصعود على «الترند»، وكسب ردود الأفعال حتى لو كانت سلبية، هذا المشهد يعكس واقع الكثير من مشاهير السوشيل ميديا، الذين يضطرون لتقديم ما يجذب الانتباه ويعيشون أحلامهم الوردية، حتى لو كان بعيدًا عن هويتهم الحقيقية، حيث إن الهدف منها الاكتساب المالي فقط، كما أن الجانب الفني غير موجود، لقد أصبح المشاهد اليوم يبحث عن النشوة السينمائية، وهي تتمثل بالأحداث التي تتصاعد بشكل غير مبرر له، وما يسميه البعض بالأكشن الدرامي. كما في الكتب والصحف، هناك كلمات «ما بين السطور»، لا يفهمها إلا المدرك، وهي تمثل بعض المسلسلات التي تحمل رسائل مبطنة، تكشف تناقضات عالمنا، وتسلط الضوء على تأخرنا عن قيم الأمس. لقد أصبح متذوق الفن، يجد في هذه المسلسلات، أمثلة مختلفة الأبعاد خيالية المنطق، تثير تساولات في المجتمع، حيث إنها تتناقض مع الواقع ومع وسلوك المجتمع. كذلك هناك بعض اللقطات تجعل صانع المحتوى يعترفون لمقربيهم: «شخصيتنا الحقيقية هي ما وراء الشاشات، وليست ما تعكسه!» تقول الأمثلة الشعبية في ذلك: «كن على طبيعتك يحبك الناس». حيث إن زمن التواصل الاجتماعي، تغيرت كل القواعد، إذا أردت الشهرة والمال، فعليك تقديم ما يثير جدل الجمهور ويلفت انتباههم، كما لو كان صانع المحتوى يميل للجنون، حيث إن الوقت وتقمص هذه الشخصيات يؤثر عليها مع مرور الوقت.