تواصل طائرات الاحتلال ومدفعيته ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث أسفرت الغارات المتواصلة عن استشهاد 33 فلسطينيًا على الأقل منذ فجر أمس، وسقوط عشرات الجرحى، في سلسلة من الغارات التي استهدفت مناطق سكنية ومراكز إيواء للنازحين في مختلف مناطق القطاع. في جنوب قطاع غزة، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة مروعة باستهداف خيام نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، ما أدى إلى استشهاد سبعة فلسطينيين وإصابة أكثر من عشرة، بحسب ما أفاد به مجمع ناصر الطبي. كما أدى قصف آخر استهدف خيمة بالقرب من مسجد حنين في ذات المنطقة إلى اندلاع حريق، بينما استُشهد الشاب أحمد العقاد متأثرًا بجراحه التي أصيب بها في وقت سابق إثر قصف استهدف خيمة نازحين في نفس المنطقة. وتواصل القصف الجوي الإسرائيلي على منطقة المواصي بعدة غارات متتالية، استهدفت خيام نازحين قرب مخيم البركة للأيتام، ما أسفر عن استشهاد فلسطينيَين وصلا إلى مجمع ناصر الطبي.وأفادت مصادر طبية بوصول إصابتين خطيرتين جراء إلقاء طائرة استطلاع إسرائيلية قنبلة على مجموعة من الفلسطينيين قرب مدينة أصداء شمال غرب خان يونس. في وسط قطاع غزة، استُشهد فلسطينيان وجرح عدد آخر نتيجة قصف طائرات الاحتلال منزلاً في مخيم المغازي. كما تعرض مخيم النصيرات لغارة جوية عنيفة، أدت لاحقًا إلى استشهاد الشاب محمد شريم، الذي فارق الحياة متأثرًا بجراحه التي أُصيب بها في قصف سابق. كما استُشهد الشاب أحمد عبدالحميد قطايف، متأثرًا بإصابته قرب مركز توزيع المساعدات الأمريكية في منطقة نتساريم وسط القطاع. وفي قصف آخر، استُشهد فلسطينيان إثر استهداف منزل بمخيم البريج. كما تعرضت المناطق الشرقية لمدينة دير البلح لقصف مدفعي عنيف، ضمن الهجمات المتواصلة. أما في شمال قطاع غزة، فقد أسفر قصف جوي على حي الشيخ رضوان بمدينة غزة عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين، واستهداف مباشر لمنزل مقابل مدرسة "الموهوبين" أدى إلى وقوع شهداء وجرحى. كما استُشهد فلسطينيون وأُصيب عدد من الأطفال جراء استهداف شقة سكنية في نفس الحي، نُقلوا إلى مستشفى الشفاء للعلاج. كما تعرض حي الزيتون جنوب شرقي غزة لغارات متكررة، إحداها استهدفت مدرسة "الشافعي"، ما تسبب في سقوط شهداء وجرحى، فيما تعرضت منطقة الزرقاء شرق مدينة غزة لغارات جوية متكررة، أسفرت عن إصابات. واستهدفت المدفعية محيط مفترق الشجاعية والمناطق الشرقية من حي التفاح شرق مدينة غزة، مع تواصل عمليات قصف مدفعي متكرر على مناطق الزرقاء جنوب غرب جباليا. وتشهد مدينة غزة انفجارات ضخمة جراء قيام جيش الاحتلال بنسف منازل الفلسطينيين في الأحياء الشرقية، لا سيما حي التفاح، حيث امتدت عمليات النسف إلى شرقي جباليا البلد شمال القطاع، ما أدى إلى تدمير منازل عدة. كما نفذ جيش الاحتلال عمليات مماثلة شرقي مدينة خان يونس. وأفاد الدفاع المدني بأن طواقمه أنقذت 11 إصابة بينهم أطفال من تحت أنقاض منزل لعائلة الزيناتي في حي الشيخ رضوان، حيث تم التعامل مع الحالات ميدانيًا في ظل القصف المتواصل. في الأثناء، تواصل طائرات الاحتلال الحربية والمروحية شن غارات على أحياء متعددة من مدينة غزة وخان يونس، وسط تحليق مكثف في أجواء القطاع. انهيار المستشفيات حذرت وزارة الصحة في غزة من استمرار أزمة نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات، مؤكدة أن الأزمة تراوح مكانها ضمن مؤشرات غير مسبوقة، وتُفاقم من حالة الاستنزاف الحاد لما تبقى من مرافق صحية عاملة في القطاع. وأوضحت الوزارة أن الضغط المتزايد الناتج عن الأعداد الكبيرة من الإصابات الحرجة يتطلب ضمانًا دائمًا لاستمرار عمل المولدات الكهربائية لتشغيل الأقسام الحيوية، في ظل تعمد الاحتلال اتباع سياسة "التقطير" في إدخال كميات الوقود، ما يُعمّق من الأزمة الصحية والإنسانية. وأضافت أن الفرق الهندسية في المستشفيات تُعاني من حالة استنزاف متواصل بفعل الجهد الكبير في متابعة عمل المولدات وتطبيق إجراءات الترشيد التي لم تعد مجدية في ظل تفاقم الأزمة. وجددت وزارة الصحة مناشدتها العاجلة للجهات المعنية والدولية من أجل التدخل والضغط على الاحتلال للسماح بإدخال كميات كافية من الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات وضمان استمرارية الخدمات الصحية. من جهتها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن الوقود يمثل شريان حياة لسكان قطاع غزة، وأن أي تأخير في إدخال شحناته سيؤدي إلى انقطاع الخدمات الأساسية، مما يعني مزيدًا من المعاناة والعقاب الجماعي. وطالبت بالسماح العاجل بإدخال الوقود على نطاق واسع عبر الأممالمتحدة للحفاظ على الخدمات المنقذة للحياة. وفي وقتٍ سابق، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من أن الأوضاع الصحية والإنسانية في القطاع وصلت إلى مستويات كارثية، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال الإمدادات الطبية الطارئة والوقود، وتدمير المستشفيات، وتصاعد الضغط على ما تبقى من مرافق طبية عاملة. وأكد المكتب أن المستشفيات المتبقية على وشك التوقف التام، مع اكتظاظ غير مسبوق في أقسام المبيت والعناية المركزة، وتزايد الإصابات الحرجة التي تفوق قدرة الطواقم الطبية والمرافق على الاستجابة. وأشار إلى أن 45 غرفة عمليات فقط من أصل 312 لا تزال تعمل ضمن إمكانيات محدودة، مما يعيق إجراء التدخلات الجراحية الطارئة والمعقدة. وبيّن المكتب أن 47% من قائمة الأدوية الأساسية نفدت بالكامل، فيما بلغت نسبة نفاد المستهلكات الطبية 65%، ما أدى إلى انهيار حاد في الخدمات التخصصية خاصة لمرضى السرطان والقلب. وتعمل 9 فقط من أصل 34 محطة أكسجين بشكل جزئي، فيما لا تزال 49 مولدًا كهربائيًا تعمل بأرصدة محدودة من الوقود لا تغطي حاجة الأقسام الحيوية. وأشار المكتب إلى أن 338 من مرضى الأورام توفوا أثناء انتظارهم السفر للعلاج، كما تُوفي 513 مريضًا آخرين بعد منعهم من مغادرة القطاع، بينما أُغلقت أمام 11 ألف مريض سرطان فرص العلاج عقب تدمير المراكز التخصصية ونقص الأدوية. أما مرضى الفشل الكلوي فواجهوا ظروفًا معقّدة تسببت في وفاة 41% من إجمالي عددهم. وأضاف أن شمال القطاع فُرغ تمامًا من المستشفيات بسبب التدمير والحصار، تاركًا المرضى والجرحى دون أي رعاية طبية، ما زاد من الضغط على المستشفيات المتبقية في مدينة غزة. كما أشار إلى أن الحملات المجتمعية للتبرع بالدم لم تعد فعالة نتيجة تفشي سوء التغذية وفقر الدم، فيما تعاني بنوك الدم من نقص شديد. وفي السياق الإنساني، يعيش الفلسطينيون في مراكز الإيواء ومخيمات النزوح ظروفًا صحية بالغة السوء، وسط انعدام مصادر التغذية ومياه الشرب، وتفاقم الإصابات بالأمراض المعدية، إذ سُجلت 59 ألف حالة إسهال مدمم، و254 ألف إصابة بأمراض تنفسية، و337 حالة سحايا، منها 259 حالة فيروسية منذ بداية العام. وأشار المكتب الإعلامي إلى أن المرضى المزمنين حُرموا من المتابعة الطبية اللازمة، ولا تتوفر لهم الأدوية، ما يهدد حياتهم بمضاعفات خطيرة. كما تُفاقم الحرارة المرتفعة ونقص مستلزمات النظافة من احتمالات تفشي الأمراض والأوبئة. وأشار إلى أن نسبة التطعيمات انخفضت إلى 80% نتيجة استمرار منع الاحتلال إدخال اللقاحات، خاصة لقاح شلل الأطفال. وشدد المكتب على أن استمرار العدوان الإسرائيلي، إلى جانب تعنته في تقويض جهود المؤسسات الدولية ومنع المساعدات، يدفع بالقطاع نحو انهيار كامل للمنظومة الصحية، مجددًا نداءه العاجل لكافة الجهات الدولية والإنسانية للتدخل الفوري وإنقاذ ما تبقى من الخدمات الصحية في غزة. مفاوضات فورية أعلنت حماس في بيان رسمي الليلة الماضية، أنها سلمت الوسطاء ردا "اتسم بالإيجابية" على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرة إلى استعدادها للدخول في مفاوضات فورية حول آلية تنفيذ هذا الإطار. وجاء في بيانها: "أكملت حماس مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف العدوان على غزة، وقامت بتسليم الرد للوسطاء والذي اتسم بالإيجابية، وتقول حماس أنها جاهزة بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار". ونقلت مصادر اعلامية أن رد حماس تضمن تأكيدات على ضرورة الالتزام بالبروتوكول الإنساني، وتحفظات على وجود "مؤسسة غزة الإنسانية" ومطالبة بدور لمنظمات الأممالمتحدة. وأوردت القناة 13 الإسرائيلية، أن تل أبيب تستعد لإيفاد وفد لمحادثات تقارب عقب رد حماس، فيما أكد مسؤول إسرائيلي للقناة 12، أنه "تلقينا رد حماس من الوسطاء ونقوم بدراسته". وكان مسؤول فلسطيني مطلع على المباحثات مع الوسطاء من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار في غزة، قد أكد أن رد حماس على المقترح إيجابي وسيساعد في التوصل إلى إتفاق". وقال قيادي في حماس، إن حماس سلمت الوسطاء ردها على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل. ونقلت مصادر ان حماس قدمت ردا إيجابيا بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة. وأشارت إلى أن حماس قدمت موافقة على جوهر مقترح وقف إطلاق النار مع طلب تعديلات طفيفة وشكلية. مسؤول إسرائيلي وفي السياق، أورد موقع "واينت" الإلكتروني، أن "الكابينيت" سيلتئم اليوم الاحد، للتداول في الصفقة، وتشير التقديرات إلى أن الكابينيت والحكومة سيصادقان على الصفقة رغم معارضة الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وحتى لو صوت أعضاء الكنيست عن حزبيهما ضدها. ونقل عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن "التوجه سيكون بإعلان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الصفقة خلال لقائهما يوم الإثنين". وأضاف أن "جميع الأطراف تدعم الصفقة. رئيس الأركان والشاباك يدعمان أيضا صفقة جزئية، ويقولان إنه في النهاية علينا التوصل إلى وضع يسمح لنا بالإفراج عن المختطفين بأسرع وقت ممكن". نص المقترح الأميركي وينص المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في غزة، على إفراج حماس عن 28 أسيرا ومحتجزا إسرائيليا بينهم 10 على قيد الحياة و18 من جثث الأسرى المحتجزة خلال 60 يوما، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وإدخال مساعدات إنسانية بشكل فوري وبكميات كافية تحت إشراف الأممالمتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني. ووفقا للمقترح، فإنه بعد إفراج حماس عن 8 أسرى على قيد الحياة في اليوم الأول لوقف إطلاق النار، يبدأ الجيش الإسرائيلي في الانسحاب من أجزاء من محاور التوغل في شمال القطاع، على أن ينسحب بعدها من جنوب القطاع. وفي اليوم العاشر من وقف إطلاق النار، سيطلب من حماس تقديم معلومات عن حالة الأسرى المتبقين لديها، على أن تعلن إسرائيل عن حالة أكثر من ألفي أسير من غزة ممن جرى اعتقالهم إداريا منذ بدء الحرب، كما ستلتزم بالإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين في إطار الاتفاق؛ بحسب المقترح. كما ينص المقترح على وقف إسرائيل لكافة عملياتها العسكرية في القطاع مع بدء سريان الاتفاق، بالإضافة إلى وقف حركة طيرانها وعملياتها الجوية لمدة 10 ساعات أو 12 ساعة في الأيام التي يكون فيها تبادل أسرى. اقتحامات واعتداءات شهدت مناطق متفرقة في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة، الليلة الماضية وفجر أمس، اقتحامات واعتداءات من قبل قوات الاحتلال ومجموعات المستوطنين، تخللها مواجهات عنيفة واعتقالات واعتداءات على منازل ومركبات وإسعافات فلسطينية. في شمال الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس، وانتشرت في حي المساكن الشعبية شرق المدينة، وداهمت بناية سكنية في جبل عسكر، وعبثت بمحتويات عدد من المنازل خلال عمليات التفتيش. كما اقتحمت بلدة بيتا جنوبالمدينة، حيث اندلعت مواجهات عنيفة في جبل قماص بين بلدتي بيتا وأوصرين، عقب تصدي الشبان الفلسطينيين لهجوم نفذته مجموعات المستوطنين، وأطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز والإضاءة بشكل مكثف، ما أسفر عن 30 إصابة اختناق جرى التعامل معها ميدانيًا، وفق الهلال الأحمر، الذي أفاد أيضًا بتعرض سيارة إسعاف تابعة له للاعتداء من قبل المستوطنين. كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة كفر اللبد شرق طولكرم، وكررت اقتحامها لاحقًا، فيما اعتقلت الشابين أيهم وسام عمور وأكرم عصام عمور من بلدة رمانة غرب جنين. وفي مدينة الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة بئر حرم الرامة، كما داهمت مدينة حلحول شمال المحافظة مرتين خلال ساعات الليل والفجر. وفي سلفيت، داهمت قوات الاحتلال عددًا من المنازل في بلدة قراوة بني حسان غرب المدينة، وفي طوباس، اقتحمت بلدة تياسير شرق المحافظة وسط انتشار كثيف في شوارعها. وفي رام الله، داهمت قرية بلعين غرب المدينة، ونفذت عمليات تفتيش داخل المنازل. أما في القدسالمحتلة، فاقتحمت قوات الاحتلال بلدة عناتا شمال شرق المدينة وسط إجراءات أمنية مشددة، فرضت خلالها القيود على تحركات الفلسطينيين وأغلقت مداخل البلدة بشكل مؤقت. وفي السياق، أقدم مستوطنون على إطلاق مواشيهم بين أشجار الزيتون في منطقة شعب البطم بمسافر يطا جنوب الخليل، ما أدى إلى إتلاف مساحات من الأراضي الزراعية. واعتبرت منظمة البيدر ما جرى من تهجير لعرب المليحات بداية لمرحلة ترانسفير قسري، وتتواصل الدعوات الفلسطينية في الضفة الغربية للتصدي لاعتداءات الاحتلال وميليشيات المستوطنين، التي تتكرر يوميًا وبشكل ممنهج، وسط غياب لأي تدخل دولي لحماية المدنيين الفلسطينيين. سقوط شهداء جرحى على الأرض