في مشهد اقتصادي يزدان بالإنجازات ويزهو بالتحولات، حملت نشرة سوق العمل للربع الأول من عام 2025 بشائر مفرحة، ونتائج تاريخية تؤكد أن المملكة تمضي بخطى راسخة نحو تحقيق تطلعات رؤية 2030، فقد جاءت الأرقام شاهدة على مرحلة مفصلية تشهد فيها سوق العمل السعودية نمواً متصاعداً وتقدماً نوعياً في استقطاب الكفاءات الوطنية وتوسيع نطاق مشاركتها. كشفت النشرة عن تراجع غير مسبوق في معدل البطالة لإجمالي، إذ انخفضت النسبة إلى 2.8 %، بانخفاض قدره نقطة مئوية واحدة عن الربع الرابع من عام 2024، وبفارق سنوي بلغ 0.7 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الأول من العام ذاته. إنها النسبة الأدنى تاريخياً، في دلالة صريحة على صلابة سوق العمل وقدرته على استيعاب الطاقات البشرية في مختلف القطاعات، إنه انخفاض تاريخي في معدلات البطالة واستقرار يتجذر. عند هذا الحراك المتنامي، لم يكن المواطنون السعوديون بعيدين، فقد شهد معدل البطالة انخفاضاً ملموساً ليصل إلى 6.3 %، منخفضاً ب 0.7 نقطة مئوية عن الربع الذي سبقه، وبفارق سنوي بلغ 1.3 نقطة مئوية، وبهذا الإنجاز، يكون السوق قد تجاوز بالفعل أحد أبرز مستهدفات رؤية المملكة 2030. تواصل المرأة السعودية في مسار موازٍ، إثبات حضورها في المشهد الاقتصادي بثقة وفاعلية، فقد أظهرت النشرة أن معدل البطالة بين السعوديات انخفض إلى 10.5 %، بعد أن كان 11.9 % في الربع الرابع من عام 2024، ليسجل بذلك تراجعاً سنوياً لافتاً بلغ 3.7 نقطة مئوية. هذا الانخفاض التاريخي هو ثمرة برامج ومبادرات وُضعت خصيصاً من أجل تعزيز مشاركة المرأة في التنمية الوطنية.. أن تمكين المرأة.. ثمار تنضج في حقول الطموح. ومن بين الأرقام التي تلقي بظلالها على تفاؤل المستقبل، ما أعلنته النشرة من بلوغ عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص 2.48 مليون، وهو رقم قياسي يعكس مدى نجاح برامج التوطين وجهود تمكين القطاع الخاص ليكون شريكاً رئيساً في دعم المسار التنموي، وهو توطين مثمر ينهض بالكفاءات الوطنية. ارتفع معدل مشاركة القوى العاملة في المملكة إلى 68.2 % خلال الربع الأول من العام الجاري، مسجلاً زيادة قدرها 1.8 نقطة مئوية عن الربع السابق، مما يعكس تنامياً في حيوية الاقتصاد السعودي واتساع رقعة الإسهام المجتمعي في عجلة الإنتاج، ويعبر عن اتساع الحضور الوطني في المشاركة الاقتصادية. ارتفع معدل مشاركة المواطنين السعوديين تحديداً في القوى العاملة إلى 51.3 %، بزيادة بلغت 0.2 نقطة مئوية عن الربع الرابع من عام 2024، في حين ارتفعت مشاركة النساء السعوديات لتصل إلى 36.3 %، بزيادة ربع سنوية قدرها 0.3 نقطة مئوية وسنوية ب 0.5 نقطة مئوية، لتبرهن المرأة مجدداً على أنها أحد أعمدة التنمية المستدامة. تجتمع هذه المؤشرات جميعها لتشكل لوحة متكاملة الألوان لسوق عمل يتسم بالحيوية، وتحوّل اقتصادي يعبّر عن مرحلة وعي وطني ناضج، وفي الوقت الذي تواصل فيه المملكة السير بثقة نحو عام 2030، فسوق العمل السعودي.. نهضة استثنائية في الربع الأول من 2025 ترسم ملامح المستقبل، ولم يكن مجرد فترة زمنية، بل كان إشراقة جديدة في سجل التحول الوطني، تُسطر بأرقام لا تكذب وطموحات لا تحدها حدود.