علاقة الوطن بالمواطن في المملكة العربية السعودية هي علاقة عطاء ووفاء وتقدير للرواد الذين قدموا ويقدمون أعمالاً تمثل قدوة للأجيال القادمة. أحد النماذج في هذا المجال هو مؤسسة وقف فهد بن عبدالعزيز السعيد وأخوانه الذين قرروا إيقاف جزء من عقاراتهم للأعمال الخيرية المتعددة، وتم إنشاء مؤسسة وقفية تدير هذه الأوقاف وتنميها وتشرف على إنفاق ريعها في إطار تنظيم إداري يتضمن قواعد محددة ولجهات رسمية مرخصة ولأعمال دائمة، ودعم الجهات الخيرية حتى تكسب صفة الاستدامة. من يطلع على موقع هذا الوقف وعلى الرؤية والرسالة والأهداف يتعرف على عمل منظم يقوم بدور إنساني وخيري وتنموي من خلال رعاية المحتاجين من أفراد الأسرة، ودعم المشاريع الرعوية والتنموية للجهات الخيرية للوصول بها إلى مستوى الاستدامة والنماء. برنامج الوفا المستمر في محافظة عنيزة تضمن هذا العام تكريم عائلة الفهد (فهد بن عبدالعزيز الفهد السعيد وإخوانه)، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم. الانتماء هوية، الولاء حب، العطاء وفاء، المشاركة مسؤولية. هكذا تجتمع هذه الصفات في المواطنين الذين يعيشون المسؤولية قولاً وعملاً ومنهم الشيخ فهد وإخوانه الذين ترجموا الانتماء إلى مبادرات عملية ساهمت وتساهم في دعم مشاريع التنمية المستدامة، وحولوا مفهوم المسؤولية الاجتماعية إلى أعمال ملموسة على أرض الواقع. هذا الانتماء الفعال من المواطن يقابله الوطن بالتقدير والوفاء والاحتفاء والأضواء التي يستحقونها ولم يبحثوا عنها. وهكذا كانت الرعاية الرسمية لحفل التكريم ممثلة بأمير منطقة القصيم، الأمير المتفاعل مع هذه النماذج المشرفة والمحفز للمبادرات والأفكار التي تخدم المجتمع. هنا لا بد من الإشارة إلى لجنة أهالي عنيزة على جهودها في تنظيم مثل هذه المناسبات وعلى نشاطها وحيويتها في المتابعة والتقييم الموضوعي فهي مصدر للتقدير والوفاء لكل من يستحق.