أفاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته الأربعاء بأن الولاياتالمتحدة «ملتزمة تماما» بالمادة الخامسة الواردة في ميثاق الناتو والقائمة على الدفاع المشترك، بعدما بدا الرئيس الأميركي دونالد ترمب مشككا فيها. وقال روته للصحافيين قبيل قمة قادة الحلف: «بالنسبة إلي، هناك وضوح كامل بأن الولاياتالمتحدة ملتزمة تماما حيال الناتو وملتزمة تماما بالمادة الخامسة». وفي طريقه إلى القمة، رفض ترمب تأكيد التزامه حيال المادة الخامسة من ميثاق الناتو التي تعتبر أي هجوم على أحد أعضائه بمثابة هجوم عليهم جميعا. وقال ترمب للصحافيين في تصريحات لا شك في أنها شكّلت هزّة لحلفاء أميركا الأوروبيين «يعتمد الأمر على التعريف الذي يتم تبنيه. هناك العديد من التعريفات للمادة الخامسة». وأضاف «أنا ملتزم أن أكون صديقا لهم». وذكر روته أنه «من المتوقع» أن يزيد الكنديون والأوروبيون إنفاقهم، علما أن الولاياتالمتحدة لطالما اشتكت من أنها تدفع الكثير من أجل الدفاع عن بلدان أوروبية. ويوقّع حلفاء الناتو في وقت لاحق تعهّدا لتنفق كل دولة 3,5 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع الأساسي إضافة إلى نسبة 1,5 في المئة على المجالات الأوسع المتعلقة بالأمن مثل الأمن الإلكتروني والبنى التحتية. وقال روته إنه «من المنصف أن يعادل إنفاقنا إنفاق الولاياتالمتحدة». هذا وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي من أنها قد تتعرض لهجوم من روسيا إذا لم تتكبد موسكو الهزيمة في أوكرانيا، ودعا تلك الدول إلى الاستجابة للدعوات الأميركية للموافقة على هدف إنفاق جديد وضخم للحلف خلال القمة المقررة في لاهاي. ويهدف الاجتماع الذي ينعقد على مدى يومين إلى إرسال إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن حلف الأطلسي متحد وعازم على تعزيز دفاعاته وردع أي هجوم من موسكو رغم انتقادات الرئيس الأميركي دونالد ترمب السابقة للحلف العسكري. وقال زيلينسكي في فعالية لقطاع الدفاع على هامش القمة «روسيا تعتزم شن عمليات عسكرية جديدة على أراضي حلف شمال الأطلسي، أي دولكم». وجاءت هذه التعليقات بعد ساعات من مقتل 11 شخصا على الأقل في جنوب شرق أوكرانيا بصواريخ روسية. وأضاف «لا شك أننا يجب أن نوقف بوتين الآن ولا سيما في أوكرانيا. لكن علينا أن ندرك أن أهدافه تتجاوز أوكرانيا. على الدول الأوروبية زيادة إنفاقها الدفاعي». هذا وأعلنت رئاسة الوزراء البريطانية أنّ المملكة المتّحدة ستعيد العمل في إطار حلف شمال الأطلسي، بالردع النووي المحمول جوّا جنبا إلى جنب مع قدراتها النووية الحالية المقتصرة على الغواصات، من خلال شرائها 12 مقاتلة من طراز إف-35 قادرة على إطلاق صواريخ مزوّدة رؤوسا نووية. وقال داونينغ ستريت في بيان إنّ رئيس الوزراء كير ستارمر سيعلن خلال القمة قرار بلاده شراء هذه المقاتلات، في «أكبر تعزيز للوضع النووي للمملكة المتحّدة منذ جيل» ما سيمكّنها من زيادة مشاركتها في مهمة الردع الأطلسي. ونقل البيان عن ستارمر قوله إنّ «مقاتلات إف-35 ذات الاستخدام المزدوج هذه ستطلق عصرا جديدا لقواتنا الجوية الملكية الرائدة عالميا وتردع تهديدات عدائية تطال المملكة المتحدة وحلفاءنا». كما نقل البيان عن الأمين العام للناتو مارك روته ترحيبه بالإعلان، واصفا إياه بأنه «مساهمة بريطانية قوية جديدة في حلف شمال الأطلسي».