منظر المشردين في بعض المجتمعات الغنية (المتحضرة) المتقدمة علميا وإداريا يطرح أسئلة حول المبادرات والحلول، سواء على مستوى الدول أو المؤسسات أو الأفراد، العالم (يحتفل) سنويا باليوم العالمي للمشردين، هو يوم توعية، وتذكير للمجتمع الإنساني بأن المشكلة لا تزال قائمة وتنتظر الحلول والدليل استمرار اليوم العالمي للمشردين وازدياد أعدادهم. كان عدد المشردين حول العالم عام 2005، 100 مليون حسب الأممالمتحدة، وفي 2021 وصل العدد إلى 150 مليون شخص حسب المنتدى الاقتصادي العالمي. مشكلة المشردين واضحة على أرصفة شوارع دول تتحدث بشكل مستمر عن حقوق الإنسان لكنها توجد الأسباب التي تنتج التشرد، المتشرد لا يفتقد فقط للاحتياجات الأساسية مثل الطعام والسكن وإنما يفتقد الحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية، التسول قد يؤمن الطعام والمال لكنه لا يؤمن الاحتياجات العاطفية والتفاعل الاجتماعي والشعور بالانتماء. هناك حاجة لتضامن إنساني يعالج مشكلة التشرد خاصة أن كثيرا من الدراسات شخصت المرض وحددت أسبابه لكن الشفاء لم يتحقق حتى الآن، يتقدم العلم والطب وتصنف بعض الدول بأنها متقدمة ومتحضرة وهي تتفرج على المشردين، وكأنهم ظاهرة يجب المحافظة عليها! بعض المشكلات أو الظواهر الاجتماعية تكثر حولها الدراسات والأبحاث وتحدد أسبابها وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع، لكن الحلول تبقى في مساحة التنظير وساحة الانتظار حتى يأتي اليوم العالمي للتشرد، تنظم الفعاليات المعتادة والحملات الإعلامية كعمل روتيني لا يحدث أي تغيير على أرض الواقع. وهو أمر يتكرر مع أيام عالمية أخرى تكتفي بالتذكير والتنظير دون إحداث تأثير جوهري. التضامن الإنساني والتعاون الدولي الذي يحقق تكامل وتنسيق الجهود وإثراء الأفكار مطلب للتعامل مع كافة المشكلات الإنسانية والاجتماعية وليس التشرد فقط. تضامن يعزز ثقافة التعاون والتسامح والمفهوم الإنساني الذي ينشر السلام والأمان، تضامن ينتظر عملا أكبر من المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة. التضامن الإنساني حالة مثالية لن تقضي على الفقر والتشرد والتعصب فقط وإنما ستوقف الحروب، وتجرم الفكر الاستعماري والفكر الإرهابي، والنرجسية الدولية. قيل إن العالم أصبح قرية صغيرة، القرية تملك مقومات العيش بسلام وتوفير الحياة الكريمة والأمان والعدالة لأبنائها.. ليت العالم فعلاً قرية صغيرة.