كاسب الرهان محمد بن سلمان    أرامكو السعودية توقع ثلاث مذكرات تفاهم خلال زيارة وزير الطاقة الأمريكي    وزير الموارد البشرية يصدر قرارًا وزارياً بتعديل تنظيم العمل المرن    في حال وفاة رئيسي.. من يتولى السلطة في إيران؟    طاقات عربية واعدة تجعل الإنتصار ممكنا    مانشستر سيتي بطلًا للدوري الإنجليزي 2023/24    وزير الخارجية يجري اتصالاً هاتفياً بنائب وزير الخارجية الباكستاني    أمير منطقة تبوك يرأس اجتماع جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية    مكتبة الملك عبدالعزيز تطلق مهرجان القراءة الحرة    "طريق مكة" دعم شامل لراحة الحجاج واهتمام خاص "بذوي الإعاقة"    صندوق تنمية الموارد البشرية يطلق منتج "التدريب التعاوني" لتزويد الكوادر الوطنية بخبرات مهنية    اتحاد الغرف يعلن تشكيل لجنة وطنية للتطوير العقاري    سمو محافظ الخرج يتسلم تقريراً عن الحملة الأمنية لمكافحة المخدرات في المحافظة    إعفاء مؤقت للسعوديين من تأشيرة الدخول إلى الجبل الأسود    الاتحاد السعودي يعلن روزنامة الموسم الجديد    بطولتان لأخضر الطائرة الشاطئية    أمير تبوك يستقبل رئيس جامعة فهد بن سلطان    1.8% نسبة الإعاقة بين سكان المملكة    الشلهوب: مبادرة "طريق مكة" تعنى بإنهاء إجراءات الحجاج إلكترونيا    نائب وزير الخارجية يشارك في اجتماع رفيع المستوى بين مركز الملك الفيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وتحالف الحضارات للأمم المتحدة ومركز نظامي جانجوي الدولي    وزير "البيئة" يعقد اجتماعات ثنائية على هامش المنتدى العالمي العاشر للمياه في إندونيسيا    استمطار السحب: حديث الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد حول مكة والمشاعر يمثل إحدى فرص تحسين الطقس    غرفة أبها تدشن معرض الصناعة في عسير    يايسله يوضح حقيقة رحيله عن الأهلي    الجمعية العليمة السعودية للصحة العامة ساف تشارك في مؤتمر يوم الابحاث    علامة HONOR تعلن عن رعايتها لمسابقة إجادة اللغة الصينية بعنوان "جسر اللغة الصينية" في المملكة العربية السعودية    ملتقى النص المعاصر: احتفالية شعرية وفنية تُضيء سماء نابل    سفير إندونيسيا لدى المملكة: "مبادرة طريق مكة" نموذج من عناية المملكة بضيوف الرحمن    وزير الصحة الماليزي: نراقب عن كثب وضع جائحة كورونا في سنغافورة    مستشفى دله النخيل ينهي معاناة عشريني يعاني من خلع متكرر للكتف وكسر معقد في المفصل الأخرمي الترقوي    رياح مثيرة للأتربة والغبار على أجزاء من الشرقية والرياض    الديوان الملكي: تقرر أن يجري خادم الحرمين فحوصات طبية في العيادات الملكية في قصر السلام بجدة    بيريرا: التعاون فريق منظم ويملك لاعبين لديهم جودة    ولي العهد يستقبل مستشار الأمن القومي الأمريكي    شهداء ومصابون في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    الأوكراني أوزيك يتوج بطلاً للعالم للوزن الثقيل بلا منازع في الرياض    رفضت بيع كليتها لشراء زوجها دراجة.. فطلقها !    صقور السلة الزرقاء يتوجون بالذهب    خادم الحرمين يأمر بترقية 26 قاضيًا بديوان المظالم    330 شاحنة إغاثية إلى اليمن وبيوت متنقلة للاجئين السوريين    اشتباك بالأيدي يُفشل انتخاب رئيس البرلمان العراقي    المقبل رفع الشكر للقيادة.. المملكة رئيساً للمجلس التنفيذي ل "الألكسو"    27 جائزة للمنتخب السعودي للعلوم والهندسة في آيسف    انطلاق المؤتمر الأول للتميز في التمريض الثلاثاء    البرق يضيء سماء الباحة ويرسم لوحات بديعة    الماء (2)    جدول الضرب    «التعليم»: حسم 15 درجة من «المتحرشين» و«المبتزين» وإحالتهم للجهات الأمنية    عبر التكنولوجيا المعززة بالذكاء الاصطناعي.. نقل إجراءات مبادرة طريق مكة إلى عالم الرقمية    زيارات الخير    «تيك توك» تزيد مدة الفيديو لساعة كاملة    تحدي البطاطس الحارة يقتل طفلاً أمريكياً    دعاهم إلى تناول السوائل وفقاً لنصائح الطبيب.. استشاري: على مرض الكلى تجنّب أشعة الشمس في الحج    مختصون ينصحون الحجاج.. الكمامة حماية من الأمراض وحفاظ على الصحة    أمير عسير يُعزّي أسرة «آل مصعفق»    كيلا يبقى تركي السديري مجرد ذكرى    قائد فذٌ و وطن عظيم    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المشردون ومفترشو الأرصفة تتراوح أعمارهم بين أقل من (10) سنوات وأكثر من (30) عاماً وغالبيتهم يتعرضون للتحرشات الجنسية من مروجي المخدرات
في دراسة حول مشكلة التشرد في المجتمع السعودي أجريت في الرياض وجدة والدمام
نشر في الرياض يوم 13 - 12 - 2005

كشفت دراسة ميدانية لمعرفة درجة انتشار المشردين ومفترشي الأرصفة (Homeless) في المجتمع السعودي أجريت في مدينة الرياض وجدة والدمام أن المشردين ومفترشي الأرصفة يقعون في مختلف الأعمار من أقل من (10) سنوات إلى أكثر من (30) عاماً، وأن الغالبية العظمى منهم يبلغ سنهم أكثر من (30) عاماً.
وبينت الدراسة التي قام بها الدكتور مانع بن قراش الدعجاني أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بتكليف من وزارة الشؤون الاجتماعية أن المتشردين ومفترشي الأرصفة الذين يقعون في الفئة العمرية الأقل من (20) عاماً يتعرضون للتحرشات الجنسية، ويقعون فريسة للمجرمين ومروجي المخدرات و أن غالبية المتشردين ومفترشي الأرصفة يمتهنون التشرد لأكثر من (10) سنوات، وبعضهم يمتهن هذه المهنة منذ (5 -10) سنوات كما أن غالبية المتشردين ومفترشي الأرصفة ليس لديهم أعمال محددة، أو أعمال هامشية لا تمكنهم من الاستقرار والصرف على أنفسهم أو على عوائلهم، حيث تبين أن معظمهم بغير عمل، وأن الذين لديهم أعمال يمارسون بيع بعض الأشياء الهامشية، وأعمال النظافة وحراسة السيارات، والتحميل وغسيل السيارات، وهذه الأعمال الهامشية تقوم بها القلة القليلة من أفراد العينة، بمعنى أنهم يعملون متشردين فقط.
و تبين للباحث الدكتور مانع بن قراش الدعجاني من خلال هذا البحث أن مشكلة المتشردين ومفترشي الأرصفة في المملكة العربية السعودية لم تصل - ولله الحمد - إلى حد الظاهرة الاجتماعية بمعناها العلمي الدقيق، وإنما تُعد مظهراً من مظاهر الحياة نتيجة للتغيرات الاجتماعية التي يمر بها المجتمع، علماً بأن هناك اختلافاً في حجم هذه الظاهرة تبعاً لاختلاف المناطق.
وسعت الدراسة التي اعدها الدكتور مانع بن قراش الدعجاني أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بتكليف من وزارة الشؤون الاجتماعية الى دراسة المتشردين ومفترشي الأرصفة (Homeless) في المجتمع السعودي، بهدف معرفة درجة انتشار هذه الظاهرة، وأسباب وقوعها، وسمات الذين يقومون بها، ومعرفة خصائصهم الاجتماعية، والاقتصادية، والصحية، والأسباب المؤدية إلى هذا السلوك، بغية الخروج بتوصيات ومقترحات علمية، تسهم في الحد من تلك الظاهرة، والتخفيف من آثارها الضارة على الفرد والأسرة والمجتمع.
ولخصت الدراسة للإجابة الى عدد من التساؤلات منها:
1 ما حجم الظاهرة محور البحث في المجتمع السعودي؟
2 ما الخصائص الاجتماعية للمشردين ومفترشي الأرصفة؟
3 ما الخصائص الاقتصادية للمشردين ومفترشي الأرصفة؟
4 ما الخصائص الصحية للمشردين ومفترشي الأرصفة؟
5 ما العوامل والأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة؟
6 ما مستقبل الظاهرة محور البحث في مجتمع المملكة العربية السعودية؟
7 ما أبرز الحلول التي يمكن أن تسهم في التخفيف والحد من هذه الظاهرة ومواجهتها؟
كما تم كذلك في الفصل الأول التعريف بالأهمية العلمية والتطبيقية والاستراتيجية للبحث، وتمت مناقشة أبرز المفاهيم المستخدمة فيه.
وللإجابة عن تساؤلات البحث إجابة متكاملة، كان لا بد من القيام برسم إطار تصوري تحدد فيه المنطلقات النظرية التي يرتكز عليها البحث، وكذلك الدراسات السابقة في هذا المجال، والتي تناولت الظاهرة المدروسة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، من أجل ذلك تم في الفصل الثاني من هذا البحث، ومن خلال مبحثين تناول المبحث الأول استعراضاً لأبرز الاتجاهات النظرية المفسرة لظاهرة المتشردين ومفترشي الأرصفة، في كل من نظرية المركز الجغرافي، ونظرية النشاطات الروتينية، والنظرية الاقتصادية، ونظرية التفكك الاجتماعي، ونظرية الوصم، ونظرية الارتباط التفاضلي، وخُتم هذا المبحث بنظرة الإسلام للوقاية من ظاهرة المتشردين ومفترشي الأرصفة، وكان ذلك من خلال استعراض أبرز المفاهيم والمنطلقات النظرية لتلك النظريات، ومتابعة الكيفية التي تطورت بها تلك المفاهيم بما يكشف عن أهميتها في تفسير ظاهرة المتشردين ومفترشي الأرصفة.
كما تمت مراجعة عدد من الدراسات السابقة في المبحث الثاني من الفصل الثاني من هذا البحث، سواء تلك الدراسات التي تناولت موضوع البحث بصورة مباشرة أم غير مباشرة، في الوطن العربي وخارجه، بهدف توضيح أهم المفاهيم والقضايا التي تناولتها تلك الدراسات والبحوث، وأهم النتائج التي توصلت إليها، ولقد تم استعراض تلك الدراسات من خلال تقسيمها إلى مجموعتين أساسيتين، تمثل كل مجموعة السمات أو العناصر المشتركة بينها، والمجموعات هي:
أولاً: الدراسات التي تناولت ظاهرة التشرد بشكل عام، وظاهرة المتشردين ومفترشي الأرصفة على وجه الخصوص في الدول العربية بصفة عامة، وفي المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص.
ثانياً: الدراسات التي تناولت ظاهرة المتشردين ومفترشي الأرصفة ومشكلاتها في بعض الدول الأجنبية.
وفي ضوء ما تم رصده في الإطار النظري من استعراض لأبرز الاتجاهات النظرية، المفسرة لظاهرة المتشردين ومفترشي الأرصفة، وبعد الوقوف على ما أسفرت عنه الدراسات السابقة من نتائج تتعلق بموضوع البحث، فقد تم تحديد الإجراءات المنهجية لهذا البحث بما يحقق الإجابة عن تساؤلاته وتحقيق أهدافه، وذلك في الفصل الثالث منه، حيث تم تحديد مجتمع البحث، والذي يتكون من المتشردين ومفترشي الأرصفة من السعوديين في مدينة الرياض، وجدة، والدمام بالمملكة العربية السعودية.
ومن أجل حصر مجتمع البحث، فقد قام الباحث بزيارة الجهات التي كان يتوقع وجود المتشردين فيها، وهي:
1 مكاتب مكافحة التسول في مدينة الرياض، وجدة، والدمام.
2 دور الرعاية الاجتماعية التابعة لفروع وزارة الشؤون الاجتماعية بالمدن الثلاث.
3 أقسام الشُرط في بعض أحياء مدينة الرياض، وجدة، والدمام.
4 فروع وزارة الشؤون الاجتماعية في المنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية والمنطقة الغربية.
حيث تبين للباحث من خلال مقابلاته مع المسؤولين في مكاتب مكافحة التسول ودور الرعاية الاجتماعية والشُرط، أنه لا توجد أعداد من السعوديين مقبوض عليها بتهمة التشرد، وكذلك أفاده المسؤولون بالشرطة والدوريات الأمنية أنهم لا يقومون بإلقاء القبض على أي متشرد أو مفترش رصيف إلا في حالة ارتكاب مخالفة جنائية أو بلاغ أو شكوى مرفوعة ضده.
وعليه فقد اختار الباحث باختيار عدد من الأحياء في المدن الثلاث لاحظ أنها من أكثر الأحياء التي ينتشر بها مشردون ومفترشو أرصفة من السعوديين، وقام بجمع البيانات مباشرة من قبل المشردين الموجودين في تلك الأحياء، وتمثلت تلك الأحياء في مدينة الرياض في كل من: حي البطحاء، والديرة (وسط المدينة)، وحي الشميسي، ومنفوحة والصناعية والعود.
أما مدينة جدة، فتمثلت في حي باب مكة، وباب شريف (وسط المدينة)، والكرنتينا، والسبيل، وغليل، وحي البغدادية.
وتمثلت الأحياء في مدينة الدمام في كل من أحياء وسط المدينة حي الميناء والمنطقة الصناعية.
وقام بتعبئة الاستبانات من قبل المشردين ومفترشي الأرصفة في المدن الثلاث في الأحياء التي تم تحديدها، كما قام بدراسة عدد من الحالات دراسة متعمقة أثناء وجوده في الميدان، وقابل عدداً من المسؤولين في الجهات التي تمت تحديدها، وبلغ حجم مجتمع البحث (96) فرداً.
وتم تحديد نوع المنهج المستخدم في البحث، وهو المزاوجة بين المناهج الكيفية والكمية، وبالنسبة للمناهج الكيفية، فقد قام الباحث باستخدام منهج الملاحظة بالمشاركة، لأنه من أنسب المناهج التي تلائم طبيعة البحث، واستخدم كذلك المقابلات المتعمقة على عدد من الأفراد الذين تمت دراستهم دراسة متعمقة، وتم جمع جميع الحقائق المتعلقة بهم، كما قام بجمع العديد من الوثائق والبيانات المتعلقة بالظاهرة محور الدراسة.
أما بالنسبة للمناهج الكمية، فقد اُستخدم في البحث منهج المسح الاجتماعي، والذي يسعى إلى وصف الظاهرة محور الدراسة، وتحديد العوامل المرتبطة بها، ويعنى بدراسة وفحص العوامل، وجمع الحقائق والبيانات التي تؤثر في الظاهرة، بهدف الوصول إلى تعميمات على الواقع المادي الملموس.
كما تم تحديد عينة البحث التي تمثلت في المشردين ومفترشي الأرصفة في مدينة الرياض، وجدة، والدمام، في الأحياء التي تم الحديث عنها في مجتمع البحث، وبلغ مجموع عينة البحث (96) فرداً تمت مقابلتهم وتعبئة الاستبانات منهم.
ولتأمين البيانات اللازمة للبحث، فقد استخدم البحث لكل منهج من المناهج التي اتبعها الأدوات التي تناسبه، فللمناهج الكيفية أداة مقابلة مقننة تم استخدامها في إجراء مقابلات معمقة مع عدد من المسؤولين عن دور الرعاية الاجتماعية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، ومع المسؤولين في مكاتب مكافحة التسول في مدينة الرياض، وجدة، والدمام، وكذلك مع عدد من المتخصصين والمهتمين بمكافحة المتشردين ومفترشي الأرصفة.
وقد توصل الباحث إلى العديد من النتائج المتمثلة في الآتي:
(أ)- تبين للباحث من خلال هذا البحث أن مشكلة المتشردين ومفترشي الأرصفة في المملكة العربية السعودية لم تصل - ولله الحمد - إلى حد الظاهرة الاجتماعية بمعناها العلمي الدقيق، وإنما تُعد مظهراً من مظاهر الحياة نتيجة للتغيرات الاجتماعية التي يمر بها المجتمع، علماً بأن هناك اختلافاً في حجم هذه الظاهرة تبعاً لاختلاف المناطق.
(ب)- ومن خلال مناقشة خصائص المشردين ومفترشي الأرصفة توصل البحث إلى النتائج الآتية:
1 أن غالبية المبحوثين من المشردين، يليهم مفترشو الأرصفة.
2 أن المشردين ومفترشي الأرصفة يقعون في مختلف الأعمار من أقل من (10) سنوات إلى أكثر من (30) عاماً، وأن الغالبية العظمى منهم يبلغ سنهم أكثر من (30) عاماً.
3 أن المشردين ومفترشي الأرصفة الذين يقعون في الفئة العمرية الأقل من (20) عاماً يتعرضون للتحرشات الجنسية، ويقعون فريسة للمجرمين ومروجي المخدرات.
4 أن غالبية المشردين ومفترشي الأرصفة يمتهنون التشرد لأكثر من (10) سنوات، وبعضهم يمتهن هذه المهنة منذ (105) سنوات.
5 أن غالبية المشردين ومفترشي الأرصفة ليس لديهم أعمال محددة، أو أعمال هامشية لا تمكنهم من الاستقرار والصرف على أنفسهم أو على عوائلهم، حيث تبين أن معظمهم بغير عمل، وأن الذين لديهم أعمال يمارسون بيع بعض الأشياء الهامشية، وأعمال النظافة وحراسة السيارات، والتحميل وغسيل السيارات، وهذه الأعمال الهامشية تقوم بها القلة القليلة من أفراد العينة، بمعنى أنهم يعملون مشردين فقط.
6 أن غالبية المتشردين ومفترشي الأرصفة من الأميين ومن المستويات التعليمية المتدنية.
7 أن غالبية المشردين ومفترشي الأرصفة من العزاب، والمطلقين حيث إن أوضاعهم المادية لا تمكنهم من الزواج والاستقرار.
8 أن غالبية المشردين ومفترشي الأرصفة من ذوي الدخول المنخفضة جداً، إذ لا تتعدى الدخول الشهرية لمعظمهم (500) ريال في الشهر.
9 كما تبيّن أن معظمهم من مواليد المدن، وأن المشردين ومفترشي الأرصفة من أبناء الهجر قليلة.
10 وتبيّن أن معظم أهاليهم يسكنون في البيوت الشعبية وبيوت الطين.
11 كما تبيّن أن غالبيتهم يفضلون الوحدة على العيش في مجموعات.
12 كما تبين أن غالبيتهم يأوون إلى الممرات في الأسواق للمبيت ثم إلى الحدائق العامة وتحت الكباري وفي المباني المهجورة وعلى الأرصفة وفي المستودعات إضافة إلى المقاهي والمناطق الصناعية في المدن.
13 وتبيّن أن معظم سوابقهم تمثّلت في المضاربة والمخدرات والسرقة والسكر إضافة إلى القضايا الأخلاقية والتزوير.
(ج)- ومن خلال مناقشة خصائص المتشردين ومفترشي الأرصفة الأسرية توصل البحث إلى النتائج الآتية:
1 تبين الضعف العام للمستويات التعليمية لوالدي المتشردين ومفترشي الأرصفة، حيث كانت الغالبية العظمى منهم من الأميين.
2 كما تبيّن أن مستويات الدخول الشهرية بالنسبة لأسرهم ضعيفة، إذ لا تزيد على (3000) ريال في الشهر.
3 كما تبيّن ارتفاع حجم الأسر بالنسبة لمعظم المتشردين ومفترشي الأرصفة، من حيث عدد الإخوة والأخوات.
4 كما تبيّن أن معظم المتشردين ومفترشي الأرصفة قد فقدوا أحد الوالدين سواء بالوفاة أو بالانفصال، حيث اتضح ارتفاع مستوى انفصال الأبوين بالنسبة لغالبية أفراد العينة.
5 كما اتضح أن معظم أفراد المتشردين ومفترشي الأرصفة يسكنون في مساكن ملك لهم أو مستأجرة، ولكن معظمها غير صالحة للسكن.
6 تبيّن أن العلاقات الأسرية لمعظم المتشردين ومفترشي الأرصفة معدومة وضعيفة.
7 تبيّن أن غالبية المتشردين ومفترشي الأرصفة غير راضين عن علاقاتهم مع آبائهم وإخوانهم وأخواتهم الكبار، ومع أخوالهم وأعمامهم، وبقية إخوانهم الذكور والإناث، وأنهم راضون فقط عن علاقاتهم مع أمهاتهم.
8 كما اتضح عدم وجود أي علاقة بين التشرد وسوابق أفراد الأسرة الجنائية، إذ تبيّن أن معظم المتشردين ومفترشي الأرصفة ليست لأفراد أسرهم سوابق جنائية.
(د)- ومن خلال مناقشة خصائص المتشردين ومفترشي الأرصفة الصحية توصل البحث إلى النتائج الآتية:
1 أنه لا علاقة بين التشرد ومعاناة أحد أفراد الأسرة من العاهات، حيث اتضح أن غالبية أسر المتشردين ومفترشي الأرصفة لا يعاني أحد من أفراد أسرهم من عاهات، سواء من قبل والديهم أو أمهاتهم أو أحد الإخوان أو إحدى الأخوات.
2 أن المتشردين ومفترشي الأرصفة يعانون من عاهات، وتمثلت أغلب تلك الحالات في التخلف العقلي، وفي تشوهات عامة في الجسم، والشلل، وضعف في البصر.
3 كما تبيّن أن غالبية المتشردين ومفترشي الأرصفة لا يهتمون بمعالجة أنفسهم، وأنهم يلجؤون في حالة الاضطرار إلى المستوصفات والمستشفيات الحكومية بالدرجة الأولى، ويذهبون لأي صيدلية للعلاج، وأن بعضهم ينتظر مساعدة أحد المحسنين ليقوم بعلاجه.
4- تبيّن من خلال الدراسة الكيفية أن الحالة الصحية للمتشردين ومفترشي الأرصفة ضعيفة جداً ويعدون مصدراً خطراً على النواحي الصحية في المجتمع، حيث يكونون سبباً في نقل الأمراض المعدية.
أسباب التشرُّد:
توصل الباحث من خلال نتائجه الكمية والكيفية إلى أن الفقر وضعف الدخل الأسري والمشكلات الأسرية وانفصال الوالدين والوقوع في المخدرات والتربية السيئة داخل الأسر وسهولة كسب العيش بهذه الطريقة والنبذ من الأسر والمجتمع من أهم العوامل التي تؤدي إلى ممارسة التشرُّد وافتراش الأرصفة، وقد جاءت أسباب التشرد منحصرة ومرتبة وفقاً للآتي:
1- أسعى من خلال ما أقوم به لتوفير لقمة العيش.
2- وجود مشاكل كثيرة بين أفراد أسرتي.
3- لأنه أسهل وسيلة لكسب العيش.
4- مارست التشرد برغبتي ومحض إرادتي.
5- لأنني تعودت العيش على هذه الطريقة.
6- ضعف الدخل لدى أسرتي.
7- يعاملني أفراد الأسرة بقسوة.
8- لأني أشعر بأنني منبوذ من قبل أفراد الأسرة.
9- هناك الكثيرون من أصدقائي لهم السلوك نفسه والعمل.
10- لا يوجد من يمنعني عن ذلك داخل الأسرة.
11- بسبب تعاطي المخدرات.
12- غرر بي أحد المعارف.
13- لم يقبلني المجتمع بعد وقوعي في الجريمة.
14- أسرتي منبوذة من قبل المجتمع.
15- لانفصال الوالدين.
16- أجد التشجيع من قبل أفراد أسرتي.
17- العاهة والمرض التي أعاني منها سبباً في ذلك.
18- عدم قدرتي على تحمل أعبائي الأسرية.
19- فقدي للوالدين منذ الصغر.
20- تقليدي للأفلام والمسلسلات.
إضافة لتلك الأسباب، فقد ذكر للباحث عدد من أفراد العينة أسباباً أخرى للتشرد، من بينها عدم وجود عمل ثابت، وبعضهم ذكر بأنه لا يقدر على أي عمل سوى التشرُّد، كما ذكر بعضهم أنه متشرِّد بسبب كثرة الديون، ومن ضمن الأسباب أيضاً عدم وجود سكن وعدم القبول من الأسرة والمجتمع والفقر الشديد والطرد المتكرر من الأسرة، بسبب الغياب عن العمل والأمراض وعقوبة السجن، وغيرها.
وفي نهاية البحث قدم الباحث الدكتور الدعجاني عدداً من التوصيات للحد من مشكلة التشرد كان من أهمها:
1 أوضحت نتائج البحث أن دخل غالبية أسر المبحوثين ضعيفة، وأن المتشردين ومفترشي الأرصفة أيضاً ليست لديهم أعمال ومهن، مما يعني أن الفقر والعوز هو العامل الأساسي الذي يقف وراء هذه الظاهرة، وبناء عليه فإن الباحث يوصي بالعمل على إجراء دراسات مسحية متعمقة لأسر هؤلاء المتشردين ولأوضاعهم من قبل الجهات ذات الاختصاص في وزارة الشؤون الاجتماعية، والقائمين على صندوق الفقر، ومؤسسة الأمير عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي، ومؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخيرية وغيرها من المؤسسات الخيرية في هذا البلد المعطاء، للعمل على دراسة أوضاع هذه الفئة وتأمين السكن الملائم لهم ولذويهم، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمساعدتهم للحد من التشرد وافتراش الأرصفة.
2 تبيّن للباحث أن غالبية المتشردين ومفترشي الأرصفة يقعون في فئات عمرية شابة، وأن معظمهم من الأميين، ومن العاطلين عن العمل، فيوصي الباحث بعمل دراسات متعمقة لهم، بغرض إدخالهم في معاهد التأهيل المهني لتأهيلهم، وجعلهم فئة منتجة في المجتمع كل حسب رغبته وتوجهه.
3 تبين للباحث أن هناك فئة منهم لديهم سوابق جنائية، وقضوا محكوميتهم في السجون، وقد تم تدريبهم على عدد من المهن داخل السجن، ولم يستوعبهم المجتمع في مؤسساته المختلفة؛ لكي يكونوا أعضاء منتجين فيه، وعليه، يوصي الباحث بدراسة هؤلاء وتأمين ورش لهم كل حسب تخصصه، لكي يصبحوا أعضاء منتجين لديهم مهنة يعيشون منها.
4 تبيّن للباحث من خلال مراجعة الأدبيات المختلفة والإحصاءات أن هناك قصوراً واضحاً في معرفة حجم هذه الظاهرة واتجاهها في المجتمع، ورغم أن المؤشرات العليا من هذا البحث تشير إلى أنها لم تبلغ مرحلة الظاهرة في بعض مناطق الدراسة، ولكنها متجهة إلى احتمالية ارتفاعها وتوسعها وانتشارها على المدى القريب، وعليه فإن الباحث يوصي بإجراء دراسات مسحية شاملة على مستوى المملكة لدراسة أوضاع هؤلاء المتشردين بصورة متعمقة، ودراسة أوضاع أسرهم لمعرفة جوانب القصور والنقص.
5 تبيّن للباحث من خلال مراجعته للجهات التي قام بزيارتها أن هذه الظاهرة لا يمكن علاجها أو الحد منها من خلال جهة واحدة، وعليه يوصي بضرورة التكامل في معالجتها من خلال استراتيجية واضحة يشترك في وضعها كل الجهات ذات العلاقة، والمتمثلة في:
أ- وزارة الشؤون الاجتماعية.
ب- وزارة الداخلية.
ج- وزارة الشؤون البلدية والقروية.
د- وزارة الصحة.
ه- وزارة الثقافة والإعلام.
و- وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
ز- وزارة التربية والتعليم.
ح- المؤسسات والجمعيات الخيرية.
6 ضرورة تشكيل لجان متخصصة في المناطق والمحافظات لدراسة هذه الظاهرة والعمل على وضع الخطط للحد منها.
7 تبيّن للباحث أن ممارسة التشرد وافتراش الأرصفة في المدن تتركَّز في عدد من الأحياء في جهات محددة في تلك الأحياء، كما تبيّن للباحث أن الدوريات الأمنية والمسؤولين في الشرط أفادوا بأنهم لا يقومون بملاحقة المتشردين أو إلقاء القبض عليهم ما لم يكن هناك بلاغ ضدهم أو تسببوا في مشكلة، وعليه يوصي الباحث بمعالجة هذه الظاهرة من خلال التنسيق بين الأجهزة الأمنية لملاحقة هؤلاء المتشردين والتحقق منهم، ومن هوياتهم ومن الأسباب التي دعتهم إلى ذلك، ويمكن بعد ذلك توجيههم للجهات ذات العلاقة لحل مشكلاتهم.
8- ضرورة تفعيل دور المدرسة في المجتمع، بحيث لا تقتصر على التدريس فقط، بل لديها دور أكبر في خدمة المجتمع بحيث يمكن أن تسهم المدارس بميادينها ومكتباتها في تثقيف الشباب والأسر، ويصبح لديها مناشط مسائية ثقافية رياضية وتوعوية.
9 ضرورة أن يؤدي القطاع الخاص دوراً أكثر فاعلية في توظيف الشباب السعودي وتوفير فرص العمل لهم، حيث تبيّن أن العطالة والفقر من الأسباب الرئيسة في التشرد وافتراش الأرصفة.
10- حيث تبيّن للباحث من خلال اطلاعه على البيانات الإحصائية الصادرة عن الأجهزة الأمنية أنه لم يخصص فيها تصنيف للتشرّد وافتراش الأرصفة كأحد الجرائم، وربما يعود ذلك إلى عدم وجود ظاهرة التشرّد وافتراش الأرصفة ظاهرة جنائية في الماضي، وعليه يوصي الباحث بضرورة إدخال تصنيف التشرّد وافتراش الأرصفة ضمن الجرائم التي تعرض في الإحصاءات الجنائية والشرطية؛ حتى يمكن معرفة مؤشراتها وتطورها من خلال تلك الإحصاءات.
11 نسبة لأهمية هذا الموضوع فإن الباحث يوصي بضرورة القيام بدراسة متعمقة وشاملة من فريق متخصص لهذه الظاهرة، لدى غير السعوديين ومدى انتشارها بينهم.
12 العمل على تشكيل لجنة متخصصة لدراسة التوصيات التي خرج بها البحث والعمل على تفعيلها وتنفيذها، للعمل على الحد من الظاهرة.
وفي نهاية البحث قدم الدكتور مانع الدعجاني شكره لجميع الجهات التي أسهمت في نجاح هذا البحث وخص بالشكر معالي وزير الشؤون الاجتماعية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.