الصين تعمل على تطوير نظام للقطارات فائقة السرعة باستخدام تقنية التعليق المغناطيسي في أنبوب منخفض الضغط، فهذا الإنجاز إذا تحقق، فإنه سوف يضاف إلى إنجازات الصين في هذا المجال بعد تطويرها فيما مضى، لنظام ماجليف Maglev المغناطيسي بسرعة 600 كيلومتر في الساعة. إن سرعة القطارات إذا تضاعفت كما هو مخطط له، سوف يعطيها ميزة، ستؤدي إلى مزاحمتها للطائرات بصورة أكبر، بل وربما الاستغناء عنها في المستقبل. إن القطار يتمتع بميزات لا تحصى، تجعله أفضل من الطائرة. وفي المقدمة تأتي السلامة، فحوادث القطارات وخسائرها لا تقارن بخسائر الطائرات، خاصة الطائرات الحديثة التي تقل أعداداً كبيرة، والتي تزايدت حوادثها، كما هو مع الطائرة المنكوبة في الهند. كذلك فإن القطارات الحديثة، على وجه التحديد، غير ملوثة للبيئة. أما الطائرات، فإنه على الرغم من التطور الذي طرأ على صناعتها، وانتقالها من الاعتماد على 4 محركات إلى محركين، فإنها تظل ملوثة لمحيطها بشكل كبير، والأمر هنا لا يقتصر على الدخان المنبعث منها، وهذا أمر سلبي جداً، ولكن أيضاً الضجيج الصادر عنها، والذي يعتبر على درجة عالية من الإزعاج. ولذلك فليس مصادفة أن تمنع العديد من الدول مرور طائرات الركاب التي تستخدم 4 محركات بأجوائها. أما من ناحية متعة السفر، فليس هناك مقارنة بين القطارات والطائرات. وذلك على الرغم من أن القطارات التي يدور الحديث عنها، تنطلق محلقة في أنبوب منخفض الضغط. ولكن وضع الجلوس والكراسي سوف تكون بالتأكيد أكثر راحة من الطائرات، خصوصاً ركاب الدرجة الممتازة ورجال الأعمال. فهذان الأخيران سوف يحصلان على خدمات متقدمة وبأسعار أقل بكثير من ركاب الدرجات الممتازة على الطائرات. كذلك، حقائب السفر. إذ إن ركاب القطارات بإمكانهم اصطحاب حقائب أكثر وحمل أوزن أكبر، وهذا أمر مهم خصوصاً للمسافرين لفترات طويلة نسبياً، والذي يحتاجون إلى حمل الكثير من الأمتعة معهم. فهذه ميزة، مقارنة بركاب الدرجة السياحية أو مستخدمي شركات الطيران الاقتصادي منخفض التكلفة، التي تشدد بشكل كبير على وزن الأمتعة. ولكن الأمر الحاسم طبعاً هو الوقت. فالقطارات القادمة "هايبرلوب"، بسرعة 1000 كم/ساعة، وربما أكثر سوف تكون أسرع من الطائرات، وهذا سوف يغير المعادلة لصالحها. ولذلك نلاحظ من الآن، اهتمام صانعي الطائرات بزيادة سرعتها، لتكون على نحو مماثل لسرعة الطائرات المقاتلة. فالتنافس بين القطارات والطائرات سوف يكون على أشده في المستقبل. وهذا سوف يعطي الصين، ميزة نسبية إضافية، فهذا البلد متقدم على غيره في العديد من المجالات، ولكن هذا المجال سوف يحدث ثورة في وسائل النقل القادمة. فمن يدري؟ فلربما تكون صناعة القطارات فائقة السرعة، هي القشة التي سوف تؤدي إلى ميل كفة الميزان، في الصراع الدائر خلال المرحلة الانتقالية التي يمر بها النظام العالمي، لصالح الصين.