تم رصد هلال كأس العالم في مرصد الأندية لدى كل السعوديين لممثل الوطن الهلال، لم يكن هذا التأهل حدثًا عابرًا بل كان لحظة فارقة شعر بها كل من ينبض قلبه بحب هذا الوطن، فالهلال لا يمثل نادياً فقط بل يرفع راية المملكة في محفل كروي عالمي غير مسبوق بنظامه الجديد، يضم صفوة أندية العالم وهو ما يضع على عاتقه مسؤولية رياضية ووطنية كبرى. وإذا ما نظرنا للهلال من الناحية الفنية، فكان يملك الأدوات التي تجعله رقماً صعباً في المنافسة، وكان يملك لاعبين على مستوى عالٍ، خبراتهم تراكمت عبر مشاركات آسيوية وعالمية، لكنه وبعد موسم طويل المسير كثير المعارك يحتاج إلى ترميم ولملمة جراح بضم عدد من اللاعبين في بعض المراكز، وهذا ما ينتظره ملايين المشجعين للهلال وغيرهم، فلم يعد صعبا على صناع القرار الرياضي في السعودية أي مستحيل أو صعب، فمن كنا نراهم خلف الشاشات هم اليوم محط أنظار العالم، فهل يفرح الهلاليون بذلك؟ وأما من ناحية الجهاز الفني، فحاله مجهول إلى أن نرى بصمة المدرب الجديد الإيطالي سيموني إنزاغي، لكن التحدي الحقيقي هو استطاعة المدير الجديد في إعادة الهيبة وإصلاح الأعطال في وقت قياسي، فالمسألة لم تعد مجرد تمثيل مشرف بل فرصة لكتابة تاريخ جديد باسم الوطن. أما جماهيريًا، فالهلال يدخل البطولة والمدرج الأزرق الصعب جريح وينزف بعد موسم صفري لكنه واقف يواجه أعتى الرياح، لم ولن يستسلم أو يرمي المنديل، في كأس العالم لن تكون المدرجات زرقاء فقط بل خضراء أيضًا لأن كل سعودي سيرى في الهلال تمثيلاً له، وهذا يتطلب توحيد الصوت خلف ممثلنا بما يليق بالمناسبة. إعلاميًا، المسؤولية مضاعفة فهذه البطولة فرصة لتقديم صورة المملكة الحديثة القوية الطموحة من خلال قصة فريق يمثلها، ووسائل الإعلام مطالبة بتوثيق الرحلة وإبراز الوجه الاحترافي للهلال والسعودية عبر محتوى مميز ورسائل ذكية وتغطية غير تقليدية، هنا لا بد أن نسأل أنفسنا ماذا يجب أن نفعل نحن كأفراد ومجتمع ببساطة أن ندعم أن نشارك أن نحتفي بالفريق كما نحتفي بالوطن فكل تفاعل وكل دعاء وكل كلمة دعم لها أثرها. وعلى الجانب الآخر، يأتي دور الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي يقع عليه واجب توفير أفضل بيئة استعدادية ممكنة من تقديم كل التسهيلات اللوجستية والدعم الفني والإعلامي لأن النجاح هنا لا يُقاس بنتيجة مباراة فقط بل بصورة بلد كاملة في عيون العالم، الهلال لا يشارك وحده بل يسير على درب وضعته السعودية لنفسها درب الوصول للعالمية في كل المجالات، فهنيئًا لنا بهذا الهلال وهنيئًا للعالم برؤيته.