في إنجاز طبي يُعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة، نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، في إجراء عملية تصغير للمعدة باستخدام المنظار الداخلي، لمريض خضع سابقًا لزراعة كلى، وهي حالة تتطلب دقة عالية في التحكم بالأدوية المثبطة للمناعة وتفادي أي مضاعفات قد تهدد العضو المزروع، ما يُشكل تقدمًا نوعيًا في تقديم حلول علاجية آمنة لمرضى الزراعة، تُسهم في تحسين بقاء العضو المزروع وجودة حياة المريض. وتُعرف هذه العملية باسم "تصغير المعدة بالتنظير الداخلي" (Endoscopic Sleeve Gastroplasty - ESG)، وتختلف عن عملية التكميم الجراحي، حيث لا تتطلب فتح البطن أو إزالة أي جزء من المعدة، بل يتم فيها استخدام المنظار عبر الفم لخياطة المعدة من الداخل وتقليل حجمها، مما يساعد المريض على فقدان الوزن وتحسين صحته العامة. وجاءت هذه الخطوة بهدف معالجة السمنة ومشاكل التمثيل الغذائي (أي الطريقة التي يعالج بها الجسم الدهون والسكريات)، والتي تُعد من أبرز الأسباب التي قد تؤثر سلبًا على صحة الكلية المزروعة، وترفع خطر الإصابة بأمراض القلب وتقلل فرص بقاء المريض بصحة جيدة على المدى الطويل. وأُجريت العملية بواسطة فريق طبي متعدد التخصصات بقيادة استشاري أمراض وزراعة الجهاز الهضمي للكبار، الدكتور إيهاب أبو فرحانة، ضم أطباء في تخصصات أمراض الجهاز الهضمي، وجراحة الجهاز الهضمي العلوي، وجراحة زراعة الأعضاء، وأمراض الكلى وتخدير مرضى الزراعة، إلى جانب طواقم التمريض عالية التأهيل لضمان أعلى درجات السلامة، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الأدوية المثبطة للمناعة التي يتناولها مريض الزراعة للحفاظ على الكلية المزروعة. ويعكس هذا الإنجاز الدور المحوري لمركز التميز لزراعة الأعضاء في التخصصي، بوصفه بيئة طبية متقدمة تُمكّن من تقديم تدخلات دقيقة لمرضى الزراعة ذوي الحالات المعقدة، من خلال تبني تقنيات مبتكرة تتوافق مع احتياجاتهم الدقيقة، وتطوير بروتوكولات علاجية تُراعي تعقيدات ما بعد الزراعة، بما يعزز دور المركز كمرجع في الشرق الأوسط للحالات التي يصعب التعامل معها ضمن المسارات العلاجية التقليدية. ويأتي هذا النجاح امتدادًا لدور مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في تقديم رعاية صحية متقدمة، وتحقيق رؤيته بأن يكون الخيار الأمثل لكل مريض، من خلال بيئة تعليمية وبحثية متكاملة تواكب تطلعات القطاع الصحي في المملكة.