مع نهاية موسم الجح في كل عام وانتهاء جميع أعماله تنطلق مرحلة جديدة استعداداً لموسم الحج القادم، وفي ضوء ذلك تبدأ الأجهزة الحكومية في مختلف المجالات بوضع الأهداف ورسم الخطط وإعداد البرامج المتنوعة وبذل الجهود الجبارة لكي تحقق راحة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين، وتوفر لهم أفضل الخدمات التكاملية من الأمنية والصحية والغذائية والدينية وكذلك خدمات الايواء والنقل وغيرها. ولعل ما نشاهده في مواسم الحج في كل عام في وسائل التواصل الاجتماعي وما ينشر في وسائل الإعلام المختلفة من شواهد ومناظر تثلج الصدر تدل على الخدمات الجليلة التي تقدمها حكومتنا الرشيدة لخدمة ضيوف الرحمن يدعو إلى الفخر والاعتزاز خاصة وهي تحكي تطوراً جلي يشمل التطور على كافة الأصعدة وكذلك التوسع في استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات رقمية تسهل على ضيوف الرحمن أداء مناسكهم بيسر وسهولة. كما نرى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين لم تغفل الجانب الإنساني، حيث هيأت الكثير من البرامج والكوادر التي تسهم في السعي لراحة الحجيج وخاصة ممن يحتاج إلى خدمة طبية أو غذائية أو إرشادية، فسخرت الكوادر المدربة والمتخصصة الأمنية والطبية، وقامت بإنشاء مراكز الإرشاد الديني، وكذلك الدعم النفسي مع توفير الاحتياج اللازم من الغذاء والدواء ومياه الشرب ووسائل التبريد في المشاعر المقدسة بالإضافة إلى الخدمات الطارئة على مدار الوقت. هنا سأورد منظرين فقط من الرحلة الحضارية والإيمانية لموسم الحج التي ترسمها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده عرّاب الرؤية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهم الله جميعاً- وسطرت حروفها من نور لتعلن للعالم أجمع أن خدمة الحاج والمعتمر هي رسالة هادفة وسامية، المنظر الأول وهو منظر الأسطول الكبير من سيارات الإسعاف التي تقل الحجاج الذين تستدعي حالتهم الصحية وجود رعاية طبية ملازمة فوفرت لهم الدولة -حفظها الله- الرعاية المطلوبة في سيارات إسعاف مكتملة التجهيزات لتنقلهم في المشاعر بحيث يؤدون حجهم ويتمون مناسكهم ويحظون بالرعاية المطلوبة في ذات الوقت، أما المنظر الآخر فهو منظر رجل الأمن الذي يقدم المساعدة للحجاج من كبار السن بسكب أو رش الماء عليهم لتخفيف درجة الحرارة أو الآخر الذي يقوم برفع المظلة على تلك الأم مع طفلها ليظلهما من أشعة الشمس أو رجل الأمن الثالث الذي يقوم بحمل أحد الأطفال التائهين على كتفه في المناسك لإيصاله إلى أهله. إننا في المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً كبيرنا وصغيرنا نفخر ونفاخر أمام العالم أجمع بما يقدم لضيوف الرحمن، لأننا لا نرى هذه الخدمات عملاً وظيفياً بل نراها شرفاً ومصدر فخر تتوارثه الأجيال وتبذل من أجله الأرواح قبل الأموال.