تطور سريع في أساليب تقديم الخدمات بتأثير التطور التقني.. ما يحدث يوصف بأنه تطور، وهو فعلاً كذلك من منظور تقني، ويتضمن بعض الإيجابيات لمن تمنعهم ظروف صحية الخروج من البيت لتأمين احتياجاتهم. أما الإنسان القادر على الحركة، فهل من المفيد له صحياً ونفسياً البقاء في البيت والاعتماد على وسيلة التوصيل لكل احتياجاته الأساسية والكمالية. سيصله في منزله الطعام، والقهوة، والملابس والأجهزة، ولن يكون بحاجة للخروج من البيت، لن يذهب إلى المكتبة لأنها موجودة في مكتبه عبر جهاز صغير، لن يقود السيارة لأنها ذاتية القيادة، لن يذهب إلى السوق لأن السوق سيأتي إليه، لن يدخل المطبخ لأن الطعام سيطرق الباب. التقنية ليست المشكلة، التقنية طورت الأداء والجودة في مجالات الحياة المختلفة، في الطب، والصناعة، والتعليم، والزراعة، والإدارة، وسائل النقل ووسائل الاتصال.. المشكلة في سوء الاستخدام.. الإنسان قد يتكيف بطريقة سلبية مع المتغيرات التقنية، قد يسيء استخدام وسائل الاتصال، أو يبالغ في طلبات التوصيل رغم أنه شاب يتمتع بالحيوية واللياقة لكنه يستسلم للراحة وقد ينظر لهذه الراحة كمتعة أو رفاهية، وهي يمكن اختصارها بكلمة واحدة (الكسل) أو الاتكالية. الكسل ليس متعة، الحركة هي المتعة والصحة والتفاعل الاجتماعي، أشعر بالتقدير والاعجاب والاحترام نحو أشخاص كبار في السن أو من ذوي الإعاقة لكنهم يخرجون من البيت، يتحركون، يمارسون رياضة المشي، يقضون احتياجاتهم، يحضرون الفعاليات، لا يستسلمون للإعاقة أو كبر السن. التقنية خدمت وتخدم الإنسان في مجالات كثيرة لكنها لا تدعوه للكسل، التقنية لا تمنع إعداد الطعام في البيت، لا تحذره من الحركة، لا تأمره بشراء مكائن إعداد القهوة لتكون مزهريات للزينة في البيت، لا تمنعه من البحث وإعداد التقارير وإنجاز الأعمال، الاستخدام المبالغ فيه للتقنية في التعليم والعمل والمجالات الأخرى يعني انخفاض اللياقة البدنية وارتفاع مستوى الاتكالية، وتعطيل القدرات الذهنية أو منحها إجازة، والتعاقد مع الذكاء الاصطناعي.. لا شك أن الذكاء الاصطناعي يساعد الإنسان في تحليل البيانات واتخاذ القرارات لكن المهتمين بالشؤون التعليمية والإدارية والاجتماعية بدؤوا يطرحون الأسئلة حول تأثير التقدم التكنولوجي في انتشار الكسل وخاصة بين المراهقين، ولهذا بدأت الجامعات ومراكز البحث تنفذ دراسات واستطلاعات عن هذا الموضوع. من المقترحات التي يمكن أن تساهم في مكافحة الكسل ممارسة الرياضة، والأنشطة الاجتماعية، وجدولة استخدام التقنية، وممارسة الأعمال المنزلية، وتوزيع المهام داخل الأسرة، وتجنب الاتكالية الكاملة على العمالة المنزلية إن كانت موجودة. أسئلة ذات علاقة: هل كانت العمالة المنزلية هي بداية عادة الاتكالية؟ هل ستنتقل عدوى الكسل إلى العمالة المنزلية بعد أن تعتمد على التقنية في أداء المهام؟ هل ستؤدي التقنية إلى الاستغناء عن العمالة المنزلية؟ وأخيراً؛ هل الكسل متعة؟