رئيس هيئة الأركان يقف على جاهزية القوات المسلحة في الحج    .. وعرفات يستعد ل«اليوم المُهيب»    وزير الصحة يطّلع على استعدادات «الغذاء والدواء»    المملكة.. تَشرُف بخدمة الحُجاج والدفاع عن حقوق الفلسطينيين    الإرهاب الإسرائيلي: الغذاء والعلاج مرهونان بالإصابة أو الموت    هجمات متبادلة.. روسيا تقصف سومي وأوكرانيا تضرب جسرا إستراتيجيا بالقرم    تشكيل اتحاد نووي صفقة غير تقليدية بين أمريكا وإيران    تفوق الألعاب الرياضية    مجلس جمهور الأخضر يوزّع التذاكر    الاتحاد يعلن تعاقده مع المدافع محمد برناوي قادمًا من الهلال    «سلمان للإغاثة» يوزع 1.339 سلة غذائية في مدينة حلب بسوريا    تعزيز الوجود الأمني في مداخل العاصمة المقدسة لمنع المخالفين    منظومة المياه تستعرض جهودها في خدمة الحجاج    جامعة أم القرى تُدرب الكوادر على أعمال الحج    سميحة أيوب في ذمة الله    تجمع الرياض الصحي.. خدمات وقائية للحجاج    وصول الدفعة الثانية لضيوف خادم الحرمين من غزة    المملكة تبني منظومة وقائية بالكشف والتحصين والتوعية    «الشؤون الإسلامية» بالشرقية تجهز (1119) جامعًا ومصلىً لإقامة صلاة عيد الأضحى    المدينة المنورة تودع الحجاج وتتهيأ لاستقبال الزوار    النخبة تنهي موسم السهام    ستة توائم من كشافة الوطن جمعتهم الصدفة في الميدان.. وقلوبهم تنبض بالعطاء لخدمة ضيوف الرحمن    355 من فتيات الكشافة يشاركن في تنظيم الحشود بالمسجد الحرام    فرع وزارة الصحة بجازان يشارك في مبادرة "يسر وطمأنينة" لتوديع حجاج بيت الله الحرام بصبيا    رئيس مركز قوز الجعافرة ورئيس البلدية يحثان مقاولي البلدية على سرعة الإنجاز    "الصحة": إرشادات توعوية للتعامل مع الإصابات الشائعة أثناء أداء المناسك    أبناء توجيه الدمام يشاركون في برنامج "التعافي بالفن"    محمية نيوم تحقق نجاحات نوعية في إعادة توطين ستة أنواع من الحيوانات في بيئاتها الأصلية    بلدي+" يقدّم تجربة رقمية متكاملة للحجاج بالشراكة مع الهيئة الملكية لمكة والمشاعر المقدسة    الخليج يتجه شرقاً نحو «آسيان»    "محمد الحبيب العقارية" و "شركة الأول للاستثمار" تُتمان صفقة تخارج ناجحة من "لمارا" بقيمة 268 مليون ريال    في أول معرض شخصي يضم 120 لوحة.. الجوهره الجديبا ترسم فنًا مبكرًا يلفت أنظار وزير التعليم    أرامكو تُكمل إصدار سنداتٍ بقيمة 5 مليارات دولارٍ    قتيلة و 69 مصابا بجروح في زلزال جنوب غرب تركيا    6 شهداء جراء قصف إسرائيلي جنوبي ووسط قطاع غزة    الدفاع المدني يدعو ضيوف الرحمن إلى التعرف على مخارج الطوارئ في مقار إقامتهم    «الموارد البشرية» توفر «ضيافة الأطفال».. خدمات نوعية لتسهيل رحلة ضيوف الرحمن    مرافق الضيافة في مكة تحت مجهر السياحة    أقر عقد مؤتمر استثنائي لتعيين مدير عام مساعد.. برئاسة السعودية: «الألكسو» يطلق 7 لجان جديدة لدعم العمل العربي    كيف يقضي الطلاب والطالبات الإجازة الصيفية ؟    صعود النفط والذهب    الإطاحة ب 17 شخصاً لنقلهم 54 مخالفاً لأنظمة الحج    ترخيص إلزامي لمنشآت التوصيل المنزلي    10.5 مليون ريال من" إنسان" للأسرة المستفيدة    لا حج بلا تصريح    أحدث الوسائل التقنية بمركز العمليات الأمنية لخدمة الحجيج    بحث ملف السلاح بالمخيمات.. لبنان يبدأ خطوات حساسة نحو ضبط الأمن    عبء العادات    اليابان تختبر دماً صناعياً لإنقاذ ملايين الأرواح    تجمد مفاوضات الهلال لضم برونو فرنانديز    ختام أعمال ندوة رؤساء وفود دورة ألعاب التضامن الإسلامي "الرياض 2025"    كشافة وزارة الرياضة يباشرون مهام مسح مشعر منى لجمع المعلومات الميدانية قبل وصول الحجيج    كونفاسيل الروسي يكافح متحور كورونا    أمن الحج    مهندس صيني يفك شيفرة اللغة الفضائية    موناكو الأعلى في متوسط العمر المتوقع عالميا    أمن ضيوف الرحمن أولوية سعودية لا تعرف التهاون؟    جامعة الراجحي تحتفي بتخريج الدفعة ال11    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المزاج العالمي تجاه إسرائيل يتغير..
نشر في الرياض يوم 01 - 06 - 2025

إسرائيل وبشهادة عالمية ومن محكمة العدل الدولية ترتكب مجازر بحق الفلسطينيين، وهذا ما ساهم فعليًا في كشف حقيقة إسرائيل التي تصرفت في غزة دون وعي بالتحولات الاستراتيجية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وسيكون من الطبيعي أن تتجه إسرائيل إلى فقدان الكثير من مكانتها على المدى الطويل بسبب التحولات الشعبية والجيوسياسية المحيطة بالأزمة..
من الواضح أن هناك تحولا دوليا تجاه إسرائيل التي تخلط بشكل متعمد بين أهدافها التوسعية وبين طبيعة الأحداث في غزة وكيفية الرد عليها، فأحداث غزة فتحت صفحة دولية جديدة حول الموقف من فلسطين، لأن حكومة نتنياهو ومنذ السابع من أكتوبر لم تتوقف عن استخدام الهجمات الممنهجة ضد الفلسطينيين كذريعة هدفها إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، في الحقيقة أن هذا الاتجاه الذي تبنته إسرائيل في تعاملها مع أحداث غزة ساهم بشكل تدريجي في انخفاض الدعم الدولي لإسرائيل التي بدأت تعاني من الموقف الدولي الذي يتحول الى الجانب السلبي تجاهها.
الطريق الصعب الذي تسلكه إسرائيل في المجتمع الدولي ليس مفاجئاً فهناك تحول حقيقي في المزاج العالمي الشعبي والسياسي، وخاصة تجاه غموض الأهداف الإسرائيلية في غزة، فالحالة السياسية والعسكرية في غزة لا تتطابق مع طبيعة الهدف الإسرائيلي، فالواضح أن إسرائيل ترغب في القفز على أحداث أكتوبر لتحقيق ما هو أبعد في استراتيجيتها التوسعية، صحيح أن الغرب بجميع دوله لم يغير موقفه من إسرائيل من حيث فكرتها الوجودية، ولكن المزاج العالمي والشعبي له موقف مختلف.
لن تعود إسرائيل من حرب غزة كما كانت تفعل من قبل عندما كانت تهاجم السكان من الفلسطينيين، فهناك أهداف دولية تتبلور بشكل سريع من أجل حسم الموقف الدولي ووضع الخيارات المناسبة أمام إسرائيل التي يتوجب عليها قبولها دون تردد، وأهم هذه الخيارات قبول دولة فلسطينية مستقلة، المزاج الشعبي في الغرب أصبح يفكر بطريقة مختلفة، فالسمعة المستقبلية للغرب الذي يعاني من التحول في مكانته السياسية والاقتصادية أصبحت على المحك وأصبح الحديث عن قتل الأطفال وتجويع السكان قضية معتادة في الإعلام والصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما يثبت أن الدعم الشعبي لإسرائيل يتجه نحو الانخفاض في الغرب، الذي أصبح ينظر الى الشرق الأوسط ودوله بطريقة لم تعد فيها إسرائيل تمتلك الدعم المطلق وبلا قيود.
إسرائيل وبشهادة عالمية ومن محكمة العدل الدولية ترتكب مجازر بحق الفلسطينيين وهذا ما ساهم فعليا في كشف حقيقة إسرائيل التي تصرفت في غزة دون وعي بالتحولات الاستراتيجية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وسيكون من الطبيعي أن تتجه إسرائيل إلى فقدان الكثير من مكانتها على المدى الطويل بسبب التحولات الشعبية والجيوسياسية المحيطة بالأزمة، وهذا ما خلّف وجهة نظر سلبية تجاه إسرائيل، بل إن الاجيال الشابة وطلاب الجامعات في الغرب وخاصة في أميركا أصبحوا أكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين، لذلك فصناع السياسات في الغرب يغيرون اليوم مواقفهم، وهذا سوف يؤدي بشكل تلقائي إلى عزلة إسرائيل التي تستحق هذه العزلة ما لم تعترف بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة.
الطموح الإسرائيلي يجب أن يتوقف عند نقطة مهمة وهي أن هيمنة حلفاء إسرائيل في الغرب والعالم الذين كانوا يسيطرون على الفضاء الجيوسياسي الإقليمي والدولي خلال العقود الماضية قد تغير؛ بل هو في تغير مستمر، ولعل زيارة ترمب للمنطقة خلال الأيام الماضية تثبت هذه النظرة، التحولات الدولية في الاقتصاد والسياسية أصبحت تتيح الفرصة لدول ناشئة لتهيمن على المسار السياسي والاقتصادي العالمي، ووفقاً لقراءة عميقة لشركة برايس ووترهاوس كوبرز، فإنه بحلول عام 2050، سوف تتفوق الصين والهند على الولايات المتحدة باعتبارهما أكبر اقتصادين في العالم، كما أن القوائم الاقتصادية العالمية سوف تشهد دخول دول آسيوية وشرق أوسطية، وسوف تمثل هذه الدول مفاتيح مهمة في صناعة النظام العالمي منذ هذه اللحظة وحتى منتصف هذا القرن.
إن القوى العالمية الصاعدة في مسار النظام العالمي الجديد وغير المحسوبة على الاتجاه الغربي مثل روسيا والصين وحتى الهند سوف تمارس دورا حيويا من أجل إثبات أن الغرب لا يدعم الحلول العادلة للقضية الفلسطينية، فالدول الغربية سوف تجد نفسها أمام تحديات فعلية وخاصة عندما تفكر تلك الدول بدعم مطلق لإسرائيل بينما يشهد العالم تلك الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل.
العالم الذي كانت إسرائيل فيه تقود توجهاته تحت معايير محاربة العنصرية والهلوكوست أصبح الآن في وضع مختلف، فالدول الصاعدة في المنطقة -وعلى رأسها السعودية- أصبحت في مكانة يمكنها التأثير في القرار الدولي بشكل مباشر، بل إن السعودية يمكنها اليوم الذهاب أبعد من ذلك من خلال موقعها المنتظر في منظومة الأمن الدولي، ولذلك فإن تغير المزاج الدولي تجاه إسرائيل ليس حالة مؤقتة بل هو حقيقة واضحة وفي تزايد مستمر، وليس أمام إسرائيل سوى أن تدرك أن قواعد المنطقة قد تغيرت لصالح دول المنطقة، ومهما كان حجم الدعم الغربي لإسرائيل مفتوحا إلا أنه أصبح في حالة تغير اليوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.