على مدى فترة تلامس ثلاثة عقود، نجح برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، في تحقيق أهدافه التي أُنشئ من أجلها، وفي مقدمتها بناء علاقات إيجابية مع النخب العالمية في العالم الإسلامي، وفتح مجالات أوسع للنخب المسلمة، للتعاون والتنسيق فيما بينها، إلى جانب توثيق الصلات مع الشخصيات الإسلامية المؤثرة، ورموز الأقليات الإسلامية حول العالم، وتعزيز الأخوة الإسلامية. وبحجم الاهتمام الذي لقيه البرنامج من القيادات السعودية، لتعزيز مكانته في وجدان العالم الإسلامي، بحجم الثمار التي تجنيها الفئات المستهدفة منه، فمنذ انطلاقته في العام 1417، استضاف البرنامج نحو 65 ألف حاج وحاجة من 140 دولة، وفرت لهم المملكة منظومة متكاملة من الخدمات اللوجستية، والدينية، والصحية، والثقافية، بدءاً من لحظة ترشيحهم، وحتى عودتهم إلى بلدانهم سالمين غانمين، الأمر الذي يجعل من البرنامج رحلة إيمانية متكاملة الأهداف، تعكس أصالة المملكة، وتؤكد مكانتها، باعتبارها حامية للإسلام والمسلمين. وعاماً بعد آخر، يكتسب برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، ثقلاً استثنائياً، باعتباره صورة مشرقة من صور عطاء المملكة الذي لا ينضب، في خدمة الإسلام والمسلمين، فضلاً عن كونه يجسد رؤية المملكة في تعميق علاقاتها مع الشعوب والشخصيات الإسلامية، وتعزيز الحضور الإيجابي عالمياً، تحقيقاً لمستهدفات رؤية 2030 في بُعدها الإسلامي والإنساني، وتقديم صورة جلية للوعي الإسلامي الوسطي المعتدل، ووقوف المستضافين على جهود خدمة القرآن الكريم، والحرمين الشريفين. وفي هذا العام، نال البرنامج اهتماماً استثنائياً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث وجه - حفظه الله - باستضافة ألف حاج وحاجة من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، إلى جانب استضافة 1300 حاج وحاجة من 100 دولة، لأداء مناسك الحج، مع تسخير جميع الإمكانات والطاقات لتقديم أفضل الخدمات للضيوف، فضلاً عن إعداد خطة تنفيذية متكاملة، تشمل برامج إيمانية، وثقافية، وعلمية، وزيارات ميدانية لأبرز المعالم الإسلامية والتاريخية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، إلى جانب تنظيم لقاءات مع العلماء وأئمة الحرمين الشريفين، مما يعزز الأثر الروحي والمعرفي للزائرين. وترصد الأوساط الإعلامية الدولية، في كل عام، علامات الرضا والسعادة على وجوه ضيوف البرنامج، الذي يعد اليوم إحدى ثمار الجهود العظيمة التي يقدمها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خدمة للإسلام والمسلمين حول العالم، وتتبلور هذه الجهود في مواسم الحج، وصولاً إلى موسم الحج لهذا العام، وفيه يشدد ولاة الأمر على توفير كل سبل الراحة لضيوف الرحمن، حتى يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة.