ضمن تصفيات كأس العالم .."رينارد"يعلن قائمة الأخضر لمواجهتي البحرين وأستراليا    نادي المنطقة الشرقية الأدبي ينظم ملتقى الكُتّاب السعوديين بالتعاون مع إثراء ويسلم "جائزة الموقف الأدبي" للفائزين بها    الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف تصل إلى 107 آلاف طائف في الساعة    توخيل يُفسر استدعاء إيفان توني    "الدرعية" تنضم لقائمة "الوجهات العالمية الصديقة للبيئة" لعام 2025م    رئيس البرلمان العربي يستقبل ولي عهد الفجيرة ويهنئه بمناسبة تكريمه في اليوم العربي للاستدامة    «أهلاً بالعالم .. لكن بثقافتنا وعلى طريقتنا»    شركة المنطقة الخاصة اللوجستية المتكاملة تحصد جوائز الخدمات اللوجستية السعودية 2025 لتميزها اللوجستي    قوات أمن الحج تُفعّل طائرات مسيّرة وتقنيات حديثة لضبط المخالفين    القبض على يمني في الباحة لترويجه مادة الإمفيتامين المخدر    مدينة الحجاج ب «حالة عمار» تقدم خدمات جليلة ومتنوعة لضيوف الرحمن    تجمع القصيم الصحي يشغّل مركز مدينة حجاج البر لخدمة ضيوف الرحمن    "سباهي" يطلق المعايير الوطنية للجودة والسلامة في مستشفيات المشاعر المقدسة    ريال مدريد يعلن رحيل أنشيلوتي رسميا    ترمب يهدد برسوم 25% على هواتف آيفون المنتجة خارج أمريكا    ماريسكا يلمح لاستبعاد بعض نجوم تشيلسي من «مونديال الأندية»    جامعة جازان تقر برامج ماجستير جديدة وتعتمد ميزانية 2026 والتقويم الأكاديمي للعام المقبل    محافظ صبيا يكرم اللجنة الإعلامية لمهرجان المانجو والفواكه الاستوائية بنسخته ال 21    قول فايف بطلاً لبطولة كرة القدم المصغرة للسيدات بمنطقة جازان    والد الزميل سالم الأسمري في ذمة الله    وجهة الفرسان تفوز بجائزة مجلس التعاون الخليجي للتطبيقات والتقنيات الذكية في المشاريع الإسكانية    أكثر من 36 مليون دولار جوائز مالية لبطولة كأس العربFIFA قطر 2025    إمام المسجد الحرام: الابتلاء تكفير للذنوب ورفعة في الدرجات وعلى المسلم الصبر والاحتساب    الداخلية: غرامة مالية تصل إلى (100,000) ريال بحق من تقدم بطلب إصدار تأشيرة زيارة بأنواعها كافة لشخص قام أو حاول أداء الحج دون تصريح أو الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما    استشهاد ثمانية فلسطينيين في قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلًا جنوب قطاع غزة    الصين تدعو الفلبين لوقف الاستفزازات في بحر الصين الجنوبي    النفط يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية منذ أبريل مع احتمال زيادة إنتاج أوبك+    دراسة نوعية تكشف دور المحتوى المتخصص في تشكيل هوية رقمية موثوقة ومتفاعلة    رياح على معظم مناطق المملكة و حرارة مرتفعة في الشرفية    زلزال بقوة 3ر6 درجة يهز جزيرة سومطرة الإندونيسية    النصر يحسم مصير عبد الإله العمري    تجمع القصيم الصحي يطلق خدمة العلاج الكيميائي بالمنزل لمرضى الأورام    موعد كأس السوبر السعودي 2025-2026    %16 تراجعا في الصفقات العقارية    مركز التنمية الاجتماعية في جازان ينفذ ورشة عمل بعنوان "إدارة المشاريع التنموية"    أمير منطقة تبوك يرعى حفل جائزة سموه للتفوق العلمي والتميز في عامها ال ٣٨    المملكة تطلق منتدى TOURISE وتقود قطاع السياحة العالمي إلى آفاق واعدة ومستدامة    سمو أمير منطقة نجران يتفقد مدينة الحجاج ويطلع على خدمات هيئة الأمر بالمعروف بمنفذ الوديعة بشرورة    أمير منطقة جازان يستقبل المهنئين بتعيينه أميرًا للمنطقة    مخبأة في شحنة طاولات.. ضبط أكثر من (1.5) مليون قرص من مادة الإمفيتامين بالرياض    السكري تحت المجهر: فهم الحالة والوقاية    علامة HONOR تكشف عن سلسلة HONOR 400 Series بكاميرا 200 ميجابكسل مدعومة بالذكاء الاصطناعي و AI Creative Editor الرائد    مركز الملك سلمان للإغاثة يُسيّر الدفعة ال17 من الجسر البري الإغاثي السعودي لمساعدة الشعب السوري    تزامنا مع العام الثقافي الصيني- السعودي الأول .. افتتاح الصالون الإعلامي «الزيارة الودية على خطى تشنغ خه»    تدشين إصدار أحمد فلمبان.. «الفن التشكيلي السعودي في ذكرى التسعين»    السجن والغرامة ل12 مخالفًا نقلوا أشخاصًا بدون تصاريح حج    القيادة تعزي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان في وفاة حمد النعيمي    أمير الرياض يطلع على الأعمال الميدانية والرقابية ل" الأمانة"    فلسطين تتهم إسرائيليين بإطلاق النار على وفد دبلوماسي    دعوة للتحرك لإيجاد حل عاجل.. تحذيرات أممية ودولية من تفاقم الأزمة الإنسانية باليمن    تحرك سعودي فاعل.. وضغط غربي على إسرائيل.. صرخات أطفال غزة توقظ العالم    إبداعات" إثراء" تسطع في" داون تاون ديزاين الرياض"    ملابس للاستخدام المتكرر بنكهة البرتقال    حفاظ وحافظات جمعية خيركم يشكرون نائب أمير منقطة مكة وسمو محافظ جدة    المكانة لمن يستحقّها    نجاح عملية روبوت في جراحة الصدر بطبية مكة    بحضور محافظ الطائف ..العدواني يحتفل بتخرج نجله    أمام خادم الحرمين الشريفين.. أمراء يؤدون القسم عقب صدور الأوامر الملكية بتعيينهم في مناصبهم الجديدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخِطَابُ الإِثنُوغرَافِيُّ
نشر في الرياض يوم 22 - 05 - 2025

حينما نقرأ الأدب في مختلف أجناسه وأنواعه وأشكاله، سوف نجد أنه يسلّط الضوء أحياناً على ظروف الحياة، وطريقة العيش، وسلوك البشر، وكيف يفكّرون، ويتعاملون، ولا ريب أن هذه الوظيفة هي جزء مهم من وظائف الأدب التي ينطلق منها، ويسمو بها، ويرتكز عليها، فما الأدب إلا تعبير جمالي يصف الناس، والحياة، والكون بشكل عام؛ ومن هنا كان الأدب مرآة للمجتمع منذ عصور سحيقة، يعالج همومهم، ويهذّب نفوسهم. ويشتبك هذا المفهوم مع ما تنصرف إليه
(إثنوغرافيا التواصل) التي تعني: تحليل التواصل في السياق الاجتماعي، والثقافي، وتحليل الخطاب من زاويته الإنسانية (الإنثروبولوجية).
من هنا يسعى الخطاب (الإثنوغرافي) -في أي ميدان كان- إلى كشف الأقوال، والأفعال، والتصرفات، والسلوكيات، والأنماط الحياتية للمجتمع، ومحاولة التعرف على الجماليات، والبينيات، وذلك من أجل توظيف هذه المفارقات فيما يخدم الأدب ووظائفه، ويمكن استعمال هذا الخطاب لتحسين التواصل مع الناس، واكتشاف الثقافات المتنوعة للبشر، وما فيها من تباين، وتشابه، وتغاير، ومن ثم تمييز تلك المجموعات بعضها عن بعض، ليس بقصد التنافس أو التسابق، ولكن بهدف التعرف، والاكتشاف؛ تحقيقاً للغايات الجمالية التي ينشد الخطاب الوصول إليها.
لقد انطلق اللسانيون المعاصرون –كديل هايمز 2009م مثلاً– من هذا التصور (الإثنوغرافي) في التواصل؛ إذ قدّم هذا الباحث اللغوي الأميركي عام (1962م) ورقة علمية بعنوان (إثنوغرافيا الكلام)، ثم طورها في ورقة أخرى عام (1964م) بعنوان (نحو إثنوغرافيا التواصل)، وربما يكون هذا اللساني الأميركي من أوائل الذين نادوا بأهمية الخطاب (الإثنوغرافي)، وأثره في استيعاب صفات التواصل غير اللفظية، وغير المسموعة، وإن كان للعرب الأوائل -كابن جني مثلاً (392ه) وغيره– جهود بارزة في الحقل (الإثنوغرافي)، وذلك من خلال التركيز على الكلام بوصفه وسيلة تواصل، وأن اللغة «أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم»، وهذا لبّ الخطاب (التواصلي).
إننا حين نطالع الروايات العالمية والعربية مثلاً، أو القصص، أو المذكرات، أو اليوميات، أو السير الذاتية، أو الرسائل، أو الرحلات، أو المسرح، فإننا واجدون ملامح (إثنوغرافية) كثيرة، بل إن الشعر أيضاً قد ينبئ عن هذا الملمح الذي عُرِف منذ القديم، سواء أكان ذلك عند العرب في قصائد المعلقات، وما قبلها، وما بعدها، أم عند الأمم والأقوام الأخرى، كالسومريين، والآشوريين، والكلدانيين، والإغريق، واليونان، والرومان، والفراعنة، وغيرهم، ويمكن أن نجد في الملاحم الشعرية مثالاً واضحاً على ذلك؛ حيث صورّت تلك القصائد شيئاً من الممارسات اللغوية التي تنبئ عن العادات، والأعراف، والتقاليد، والطبائع، وما شابهها.
إن الخطاب (الإثنوغرافي) خطاب ذو طابع تطبيقي، يمكنه التعايش مع أصناف متنوعة من النسيج الاجتماعي البشري في بيئات مختلفة، في المدن، أو القرى، أو الأرياف، وقد يتعدى ذلك إلى بيئات أخرى مثلاً، كالبيت، أو المدرسة، أو العائلة، أو المصنع، أو المؤسسة، أو المستشفى، أو أماكن العمل، أو نحوها، فيتسم الخطاب (الإثنوغرافي) حينئذ بتنوع المعطيات، والمعلومات، ومن ثم تلون الثقافات، والتعرف على مزيد من المقومات والجماليات؛ لذلك ذاع شعر المعلقات قديماً، وكثير من شعر العرب ونثرهم، كما تميزت الروايات العالمية –أعمال بولو كويلو مثلاً– والأعمال الروائية العربية -نجيب محفوظ مثلاً- وغيرهم؛ لأن خطاباتهم لم تكن تخلو من طابع (إثنوغرافي) يصف ثقافات الأمم، ويعالج هموم الناس، ويبحث في الأنماط الاجتماعية المختلفة، وهو ما يجعل الخطاب أكثر قيمة وجمالاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.