انطلقت اليوم (الأربعاء) في العاصمة الرياض أعمال القمة الخليجية الأمريكية، بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة في مستهل جولة إقليمية تشمل قطر والإمارات. وتحظى القمة باهتمام سياسي وإعلامي واسع، إذ تُعد محطة محورية في العلاقات الخليجية الأمريكية، وسط توقعات بأن تُشكّل مخرجاتها انطلاقة نحو مرحلة أكثر تنسيقًا وتكاملًا في الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية. وتأتي القمة في توقيت حساس تشهده المنطقة، حيث يتصدر جدول أعمالها ملفات استراتيجية، أبرزها الأمن الإقليمي، التعاون الدفاعي، الاستثمارات المشتركة، والتحديات الجيوسياسية في الشرق الأوسط. وتُعد هذه القمة الخامسة من نوعها، وتمثل امتدادًا لمسار طويل من الحوار والتنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي والولاياتالمتحدة، فيما يُنتظر أن تؤسس لمقاربات جديدة في التعامل مع قضايا المنطقة، بما يعكس تطلعات الشراكة الشاملة بين الجانبين. ويعكس انعقاد القمة الخليجية الأمريكية نجاح رؤية خادم الحرمين الشريفين لتعزيز العمل الخليجي المشترك في تفعيل الشراكات الدولية الاستراتيجية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إقليمياً وعالمياً، بما يدعم التطور المستمر للقدرات الاستراتيجية لمنظومة مجلس التعاون. وترتكز الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولاياتالمتحدةالأمريكية على روابط تاريخية متينة ومصالح مشتركة، وإيمان بالعمل على المحافظة على أمن واستقرار المنطقة. وترتبط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعلاقات تجارية واستثمارية وثيقة مع الولاياتالمتحدة الأميركية، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بينهما (180) مليار دولار في عام 2024م. ويعكس انعقاد القمة الخليجية الأمريكية حرص القيادة الرشيدة -حفظها الله- على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولاياتالمتحدةالأمريكية في إطار رؤية خادم الحرمين الشريفين لتعزيز العمل الخليجي المشترك، الهادفة إلى تفعيل الشراكات الاستراتيجية للمجلس إقليمياً وعالمياً، بما يخدم المصالح المشتركة. ويمثل انعقاد القمة الخليجية الأمريكية فرصة لمناقشة التحديات السياسية والأمنية الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، ومواءمة جهود قيادات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في التواصل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بهدف تنسيق العمل الدولي المشترك الرامي لتعزيز أمن واستقرار المنطقة. وشهدت العلاقات الخليجية الأمريكية تطوراً ملحوظاً حيث عقدت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولاياتالمتحدةالأمريكية خمس قمم مشتركة، إضافة إلى انعقاد العديد من الاجتماعات على المستوى الوزاري بهدف حوكمة جهود تطوير الشراكة الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة من خلال تشكيل 10 مجموعات عمل وفرق مشتركة معنية بتعزيز التعاون في عدد من المجالات المحورية ذات الاهتمام المشترك. ويعد التعاون الدفاعي المشترك أحد أبرز مجالات التعاون المحورية بين الجانبين الخليجي والأمريكي، ومن ذلك الجهود التي تبذلها مجموعات العمل المتكاملة للدفاع الجوي والصاروخي والأمن البحري بين مجلس التعاون والولاياتالمتحدةالأمريكية، وما تؤديه هذه المجموعات من أدوار هامة في تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الجانبين في هذه المجالات.