إنها الفاتنة بطبيعتها الساحرة ولياليها الشتوية وأكلاتها الشعبية.. هي الشامخة مثل جبالها.. والتي تحكي كل صخرة فيها عبقَ التاريخ وإرثاً إنسانياً عتيقاً يختزل حضارة تمتد إلى آلاف السنين.. إنها حائل أرض الكرم والجود وعروس الشمال ووجهة المغامرين.. ذلك المكان الغني بتنوع موارده الطبيعية ومدنه التاريخية؛ ففي كل درب من ثناياها تنطق روعة آثارها وتطور عمرانها واستثمار مواردها عن نهضة حضارية. تتجه الأنظار نحو منطقة حائل، مع قرب إقامة منتدى حائل للاستثمار الذي تنظمه غرفة حائل تحت رعاية إمارة منطقة حائل، في 17 مايو القادم، تحت شعار (#كنجزءاًمنالمستقبلالواعد)، وذلك بحضور أصحاب السمو والمعالي ونحو 1000 شخصية من كبار المسؤولين والمستثمرين. ويتضمن المنتدى الاقتصادي الواعد، استعراض أكثر من 125 فرصة استثمارية تقدر بنحو 30 مليار ريال و14 فرصة نوعية تقدر ب14.3 مليار ريال، و91 موقعاً متاحاً للاستثمار، وإقامة 9 جلسات حوارية لمناقشة أوراق العمل، من خلال 6 متحدثين من أصحاب المعالي الوزراء، و42 متحدثاً في الجلسات، و42 محوراً عن فرص وميزات الاستثمار في حائل، وطرح 6 مبادرات مبتكرة، واستهداف الخروج ب 12 اتفاقية تعاون للشراكة بين القطاعين العام والخاص تسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي بالمنطقة. وفي هذا السياق، قال الأستاذ محمد بن إبراهيم الرخيص نائب رئيس مجلس إدارة غرفة حائل: إن منتدى حائل للاستثمار هو تجسيد لرؤية المملكة 2030 الطموحة التي تسعى لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، من خلال دعم الاستثمار في القطاعات الحيوية، حيث يستعرض المنتدى الفرص الاستثمارية المبنية على المزايا النسبية والتنافسية بالمنطقة، والتي تتيح للمستثمرين تحقيق عوائد إيجابية، وفي ذات الوقت تدعم جودة الحياة في حائل. وأوضح الأستاذ الرخيص :أن المنتدى يحقق العديد من المزايا الاقتصادية، ومنها تسهيل التواصل بين المستثمرين المحليين والدوليين عبر الجلسات الرئيسة التي تميز فعالياته، وتبادل الخبرات وبناء شراكات استراتيجية، وتعزيز بيئة الأعمال والتنافسية، وتحفيز الابتكار الداعم للشركات الناشئة ورواد الأعمال، وتطوير البنية التحتية المحلية، وجذب المزيد من الشركات والكيانات الاقتصادية؛ بما يدفع عجلة النمو الاقتصادي بالمنطقة. وأضاف الرخيص: أن ميزات حائل، لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تمتد أيضاً إلى الجانب السياحي والسياحة البيئية، حيث تتمتع المنطقة ببيئة طبيعية خلابة ومعالم تاريخية عريقة تمتد لآلاف السنين، فضلاً عن تتويج حائل بكونها الوجهة الأولى في المملكة، في معدل نمو إنفاق السياح الدوليين بنسبة 491 % خلال عام 2024م، وارتفاع النمو السياحي بنسبة 166 %، وكذلك وجود متحف حائل، ورالي حائل لمنافسات السيارات، وموسم حائل الذي يقدم أنشطة وفعاليات ترفيهية وفنية وتراثية وفلكلورية؛ مما يرفع من جاذبيتها كوجهة للاستثمار السياحي. فيما أكد الأستاذ ثامر بن نايف الجنيدي نائب رئيس مجلس ادارة غرفة حائل أن منطقة حائل تتمتع بمزايا نسبية وتنافسية كبيرة، تجعلها من أميز الوجهات الاستثمارية الواعدة، ففي قطاع الزراعة والثروة الحيوانية، تتمتع بخصوبة أراضيها وتوافر المياه، وبإنتاجها الوفير من المحاصيل؛ مما جعلها تسهم بنسبة 33 % من إنتاج المملكة في القطاع الزراعي، موضحاً أنها تعد ثاني أكبر منتج للبطاطس في المملكة، وثالث أكبر منتج للحبوب والعنب والزيتون، وخامس أكبر منطقة في تربية الدواجن، وخامس أكبر منتج للتمور في المملكة؛ مما يوفر للمستثمرين فرص إقامة المشاريع الزراعية الحديثة، وبما يعزّز من الأمن الغذائي، وتحفيز الاكتفاء الذاتي. وأشار الأستاذ الجنيدي، إلى أهمية منتدى حائل للاستثمار في استعراض الفرص الاستثمارية في قطاع التعدين بالمنطقة، موضحاً أن حائل تتميز بثروة معدنية تُقدر ب72.3 مليار ريال، تفتح أبوابها للصناعات التعدينية في البوكسيت ورمال السيليكا، والقصدير والزنك والرصاص والنحاس، لافتاً إلى ما تقدمه المنطقة للمستثمرين من تسهيلات لإنشاء مصانع وخطوط إنتاج، الأمر الذي يوفر فرص العمل ويعزز من التنمية المستدامة والاقتصاد المحلي والوطني. وأوضح الجنيدي، أن الموقع الاستراتيجي لحائل، يميزها كمحطة مهمة تربط بين 5 مناطق، وهي (الجوف، والحدود الشمالية، والقصيم، والمدينة المنورة، وتبوك)، مما يجعلها محوراً رئيساً للنقل والخدمات اللوجستية، مشيراً إلى أن المنتدى يُسهم في جذب استثمارات في مجال تطوير البنية التحتية للنقل، مثل الطرق والمطارات، وكذلك إقامة مراكز لوجستية متطورة توفر خدمات التخزين والتوزيع، مما يدعم العمليات التجارية في المنطقة وخارجها. وأضاف إن منطقة حائل تشهد تطوراً كبيراً في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية، بدعم قيادة المملكة -حفظها الله- والحس القيادي لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل، ومن خلال الجهود المستمرة للتطوير والتنمية ومنها منتدى حائل للاستثمار الذي يؤدي دوراً مهماً في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة. ا. محمد الرخيص ا. ثامر الجنيدي