منذ إطلاق رؤية السعودية 2030 ونحن نشاهد التطور الكبير والواضح في القطاع الصحي، فعلى مدار عقود من الزمن ونحن نسعى جاهدًا لتحقيق إنجازات تاريخية في القطاع، ولنواصل المزيد من التطورات نحو نموذج الرعاية الصحية الحديث الذي يُلقي جُل اهتمامه في تحقيق الوقاية قبل العلاج، حيث كانت لفتة إنسانية وحكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- في توفير الرعاية الصحية المميزة لكل مواطن سعودي من خلال برنامج تحول القطاع الصحي كأحد برامج رؤية المملكة 2030. فالهدف الأول من هذه المبادرة العظيمة هو خلق «مجتمع حيوي» يعزز من قدرات ومكانة المملكة في الصحة بصورة فعالة ومتكاملة تمامًا لتجعل صحة المجتمع على قمة أولوياتها، ولتضمن تغطية الخدمات الصحية لجميع مناطق المملكة بصورة تحاكي التطلعات العالمية في الطب، ووفقًا لرؤية 2030 تم إطلاق عدة مبادرات هامة لكل مبادرة دورها الفعال في تحسين النظام الصحي من حيث الجودة والكفاءة التشغيلية. فمن خلال هذه المبادرات يمكننا اليوم أن نحكي إنجازات تاريخية يطول شرحها والحديث عنها متخطين أهداف الرؤية قبل أوانها بستة أعوام فضلًا من الله -عز وجل- علينا ومن ثم بفضل الجهود الجبارة التي نراها من الحكومة السعودية والعاملين بالقطاع، فمن أبرز قصص النجاح الصحية والتي نضعها في المقدمة تكمن في برنامج تحول القطاع الصحي، فمن خلال هذا البرنامج نرى معدل رضا المستفيدين والمرضى قد ارتفع ليصل إلى 84.2 % لعام 2025 وفقًا لتصريحات وزير الصحة. بالإضافة إلى أن تغطية الرعاية الصحية قد تميزت للغاية لتحقق نسبةً لا مثيل لها وتصل إلى 100 % في عام 2024 لتحقق رعاية صحية أساسية لجميع المواطنين السعوديين، وفي ذات العام بلغت نسبة التغطية لكافة سكان المملكة العربية السعودية إلى 95.9 %، ولا تزال الرؤية الطموحة تهدف إلى زيادة نسبة جاهزية المناطق الصحية ل 90 % لتواجه المخاطر الصحية بكفاءة. ولم نلبث إلا أن رأينا الحلم أصبح واقعًا قبل موعده، فمن المبادرات التي وضعت المملكة في مكانة عظمى؛ مبادرات الصحة العامة والوقاية، فالمملكة استطاعت أن تحقق نسبة 58.5 % في ممارسة النشاط البدني لعام 2024، وهذه النسبة ممتازة وتمثل تقدمًا قويًا نحو مستهدف الرؤية البالغ 64 %، كما أن مبادرات 2030 الصحية وفقًا للتقرير السنوي للرؤية أشارت بانخفاض نسبة وفيات الأمراض المزمنة لتصل إلى 40 %. ولأننا نعيشُ اليوم عصرًا من التقدم التكنولوجي الكبير، فلم يغب عن الرؤية تطوير البنية الرقمية بشكل مبتكر يشهد العالم بأجمعه عليه، حيث سبقت المملكة العربية السعودية الجميع ب «مستشفى الصحة الافتراضي» الذي يعد الأكبر من نوعه على مستوى العالم بشهادة غينيس، حيث ترتبط مستشفى الصحة بما يقارب 130 مستشفى وتقدم 34 خدمة تخصصية لتساهم في خدمة أكبر عدد ممكن من المستفيدين والمرضى حول المملكة. ومن المبادرات المميزة في التحول الرقمي والصحة الإلكترونية تطبيق «صحتي»، ففي عام 2024 وصل عدد مستخدمي التطبيق إلى ما يزيد عن 31 مليون، وفي هذا تطور ملحوظ من الجانب التقني لتحقيق التميز والازدهار في الخدمات الصحة باستمرار. ولا يخفى علينا التميز الكبير الذي حققته الرؤية لتصبح سبع مستشفيات سعودية ضمن أفضل 250 مستشفى عالميًا، فقد وصلنا بهذا إلى مستهدفات 2030 قبل موعدها تمامًا ليتجدد فينا الشغف ونكمل المسير لنحقق المزيد والمزيد من الإنجازات القوية والتي يشاهدها العالم ويتحدث عنها اليوم. كما نشهد متابعة وتوجيهات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- وفقًا للرؤية بتطوير البنية التحتية وزيادة الطاقة الاستيعابية، فقد وصل عدد المستشفيات والمراكز الصحية إلى ما يزيد عن 460 مستشفى، بالإضافة إلى أكثر من 2000 مركز رعاية صحية أولية في عام 2021، كما أن الخدمات الصحية قد ارتفعت نسبتها بشكلٍ يميز القطاع الصحي السعودي عن غيره لتصل هذه النسبة في 2023 إلى 88 %. ومن المبادرات أيضًا التي نعتبرها إنجازًا؛ مبادرات تعزيز الكفاءات الوطنية، حيث ازداد عدد الكوادر الوطنية في مختلف القطاعات الصحية حتى نهاية 2024 إلى 100 ألف مواطن سعودي وسعودية لتصبح الكوادر السعودية أكثر بكثير من الكوادر الصحية لغير السعوديين، بالإضافة إلى نمو قطاع التأمين الصحي الخاص ليُقدر في عام 2023 بما يقارب 21.4 %، وأيضًا تعزيز مبادرات عدة لتحسين جودة الخدمات ورضا المستفيدين والمرضى. ولأن تطلعات الرؤية طموحة؛ لم نلبث إلا ونرى إنجازًا جديدًا في الصحة يومًا بعد يوم، لنصل بعد 9 أعوام من إطلاق الرؤية إلى مجتمع ينبض بالحيوية، ونقترب من تجاوز المستهدفات وتحقيق المزيد من الإنجازات في بلادنا.