تسعى المملكة بخطوات واثقة نحو تعزيز قطاع الصحة والتنمية الاجتماعية، حيث شهد عام 2024 سلسلة من الإنجازات غير المسبوقة التي انعكست إيجابًا على جودة حياة المواطنين والمقيمين. نجحت المملكة في تحقيق إنجازات لافتة في قطاع الصحة، منها تنفيذ 20 مشروعًا صحيًا جديدًا بتكلفة 2 مليار ريال، تشمل مستشفيات ومراكز صحية في مختلف مناطق المملكة، ومن هذه الإنجازات تم رفع نسبة التجمعات السكانية المغطاة بالخدمات الصحية إلى 96 %، مما يعكس التزام المملكة بتوفير الرعاية الصحية للجميع، كما تم إطلاق أول مركز للعلاج الجيني في منطقة الشرق الأوسط، ما يضع المملكة في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال الطبي المتقدم. مستهدفات واقعية تواصل المملكة جهودها وتعزيز استثماراتها المحلية والأجنبية في القطاع الصحي، مع التركيز على تحقيق مستهدفات جديدة، كان من بينها افتتاح وتشغيل 5 مستشفيات جديدة، وزيادة عدد الأسرة الفاعلة بمقدار 963 سريرًا، بما يرفع معدل الأسرة الصحية إلى 23 سريرًا لكل 10 الآف نسمة، وتخصيص 10 مليارات ريال لدعم أكثر من 140 ألف مستفيد من رواد الأعمال والأسر المنتجة، في إطار تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى رفع الطاقة الاستيعابية لمركز زراعة الأعضاء إلى 600 زراعة كلية سنويًا، ليصبح الأكبر في الشرق الأوسط والخامس عالميًا. تعكس هذه الإنجازات والمستهدفات التزام المملكة بتطوير القطاع الصحي والاجتماعي ضمن رؤية المملكة 2030. بفضل هذه الجهود واستراتيجية العمل، تخطو البلاد بثقة نحو مستقبل يتمتع فيه المواطنون برعاية صحية شاملة وبيئة اجتماعية داعمة. لقد حققت المملكة السبق في مجالات نافست فيها، ونجحت وتصدرت، فلا يمكن أن تكون هناك حياة دون صحة جيدة، فوضعت أهدافًا ضمن رؤية 2030 ليكون لدينا أفضل نظام صحي، فكان برنامج التحول الصحي الذي يهدف إلى إعادة هيكلة القطاع الصحي في المملكة، بما يساهم في تعزيز مكانته وتفعيل مقوماته كنظام صحي فعال ومتكامل، وتحسين الوصول إلى الخدمات الصحية والتأمين المجاني للمواطنين عبر ضمان تغطية الخدمات وفق التوزيع الجغرافي الشامل، الذي يمكّن منظومة الرعاية الصحية من الوصول لكافة مناطق المملكة، والتوسع في تقديم خدمات الصحة الإلكترونية والحلول الرقمية، وكذلك الارتقاء بجودة الخدمات الصحية بالتركيز على تعزيز مستويات رضا المستفيدين، من خلال تطبيق واتباع أفضل المعايير الدولية، إضافة إلى تعزيز وعي المجتمع بالسلامة المرورية، والوقاية بمختلف تنوعاتها. إعادة الهيكلة حدث تغيير في هيكلة القطاع الصحي، فنشأت التجمعات الصحية بمستشفيات مركزية تتبعها مراكز رعاية صحية أولية، وأتيحت فرص الاستثمار في الصحة للمستثمرين، منها الاستثمار في الصناعات الدوائية، كذلك مجال تأمين الخدمات الطبية بالذات مع دخول شركات التأمين الطبي الخاصة مجال الرعاية الصحية في المملكة. ونتيجة الجهود التي توليها الحكومة الرشيدة اهتمامها، وتخصيصها ميزانية ضخمة للقطاع الصحي، تم في عام 2023 تدشين العديد من المستشفيات في مناطق عديدة من المملكة، التي أضافت 1200 سرير للخدمات الصحية، كما تمت زيادة عدد مراكز علاج الأورام من 9 مراكز إلى 18 مركزًا خلال عام 2023، للتخفيف عن المواطنين أعباء الانتقال لمناطق أخرى للعلاج، إضافة إلى رقمنة القطاع الصحي، فنشأت لدينا العديد من التطبيقات الصحية كتطبيق صحتي. كما خصصت ميزانية المملكة 2024 إجمالي 1.251 تريليون ريال للقطاعات، بواقع 269 مليار ريال للقطاع العسكري، ومبلغ 216 مليار ريال لقطاع البنود العامة، ومبلغ 214 مليار لقطاع الصحة والتنمية الاجتماعية. وبالنسبة للإنفاق الفعلي على القطاعات في 2023، شهد قطاع الصحة والتنمية الاجتماعية ارتفاعًا ملحوظًا عن المبلغ المعتمد له، الذي سجل 189 مليار ريال، أي أن الإنفاق الفعلي على القطاع شهد زيادة 61 مليار ريال عن المبلغ المعتمد بزيادة 32.2%، وهو ما يثبت أولوية الإنفاق على القطاع من قبل الحكومة. وقد أعلن معالي وزير الصحة ارتفاع متوسط عمر الفرد إلى 77.6 سنة، بعدما كان لا يتجاوز 74 عامًا في عام 2016، وذلك بتحسن الخدمات الصحية وانخفاض معدل الوفيات المبكرة نتيجة الأمراض المزمنة كالضغط والسكري، وانخفاض معدل الحوادث المرورية. كما حققت المملكة إنجازًا متكررًا غير مسبوق عالميًا في إدارة الحشود في موسم الحج، وكذلك إدارة منظومة السياحة الدينية بكفاءة كبيرة، ونجحت في الحفاظ على صحة ضيوف المملكة بموسم الحج وخلوه من الأوبئة التي تهدد الصحة العامة حتى في أوج الجائحة، وتقديم الخدمات الصحية في وقت ومكان واحد لما يقارب من مليوني حاج. إنجازات طبية عالمية ومن أهم الإنجازات الطبية، نجاح فريق طبي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في العاصمة السعودية الرياض، بقيادة الجراح السعودي الدكتور فراس خليل، استشاري جراحة القلب، ورئيس قسم جراحة القلب، في إجراء أول عملية زراعة قلب كاملة بالروبوت في العالم لشاب في مقتبل العمر. وأنجز الفريق الطبي هذه المهمة التي تمثل تحولًا نوعيًا في الممارسات الجراحية لزراعة القلب، والتحول من شق القفص الصدري الذي يفرض على المريض فترة تعافٍ طويلة تمتد لأسابيع وربما أشهر، وتقيّده من ممارسة أبسط أنشطته اليومية، إلى استخدام تقنيات الروبوت، التي تتيح إجراء العملية بأقل تدخل جراحي ممكن، ما يُخفّف من الألم، ويختصر من فترة التعافي، كما يَحِدّ من احتمالات الإصابة بالمضاعفات، محققًا بذلك قفزة نوعية في تحسين جودة حياة المرضى وتسريع استعادة صحتهم. ويأتي المستشفى في المرتبة الأولى في الشرق الأوسط وأفريقيا، والمرتبة ال20 عالميًا، للسنة الثانية على التوالي، ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية حول العالم، والعلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في المملكة والشرق الأوسط، وذلك حسب «فاينانس براند» (Finance Brand) لعام 2024، كما صُنّفته مجلة نيوزويك (Newsweek) في العام نفسه من بين أفضل 250 مستشفى في العالم. كما أُجريت 20 عملية زراعة قلب صناعي في عام واحد، وهو إنجاز طبي يُعد الأول من نوعه عالميًا. التجمعات الصحية الأمل يتحقق تبقى التجمعات الصحية من أهم الإنجازات التي تحققت في عام 2024 على وجه التحديد، وضمن 20 تجمعًا صحيًا، تتكاتف الجهود لتقديم الرعاية الصحية المثالية للمجتمع، حيث يعد التجمع الصحي منظومة مؤسسية تتبع له جميع المرافق الصحية تغطي منطقته الجغرافية المحددة، وهو مسؤول عن صحة وسلامة سكان هذه المنطقة، وهذا لا يقتصر على العلاج، بل يمتد إلى الوقاية والتوعية، من مراكز الرعاية الأولية، والمستشفيات، والمدن الطبية/المستشفيات التخصصية. طفرة التصنيع الدوائي تقود المملكة استثمارات كبيرة في صناعة الأدوية المحلية، من أجل زيادة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، حيث تعمل الحكومة على تشجيع استثمارات القطاع الخاص في الصناعة، مع التركيز بشكل أكبر على البحث والتطوير، مما أدى إلى إنشاء مرافق جديدة بالإضافة إلى شراكات مع شركات الأدوية العالمية. ومع تقدم المملكة العربية السعودية نحو أهداف رؤيتها لعام 2030م، تحدث هذه التطورات في شكل إصلاحات في مجال الرعاية الصحية الأولية، وزيادة أعداد العاملين في المجال الطبي، والتوطين التدريجي لصناعة الأدوية. وصل حجم سوق الأدوية في المملكة العربية السعودية إلى 9.2 مليارات دولار أمريكي في عام 2023م، وبالنظر إلى المستقبل، تتوقع مجموعة "IMARC" أن يصل السوق إلى 11.5 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2032م، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ %2.52 خلال الفترة (2024م-2032م). ويعد من الأسباب والعوامل الرئيسية وراء الانتعاش في هذا السوق التوسع السكاني السريع، وزيادة احتياجات الرعاية الصحية، وزيادة المبادرات الحكومية في تحسين قطاع الرعاية الصحية، وتضخيم مستويات الدخل، وتزايد الوعي الصحي بين الجماهير، واستمرار الاستثمارات في تطوير الأدوية المتقدمة. ومن المتوقع أن تصل الإيرادات في سوق الأدوية إلى 5.56 مليار دولار أميركي في عام 2024م، وتشغل أدوية الأورام النسبة الأكبر من السوق بحجم سوق يُتوقع بلوغه 1.08 مليار دولار أمريكي في عام 2024م، وأشارت المنصة إلى بلوغ الإيرادات معدل نمو سنوي بنسبة 6.08 % خلال الفترة (2024م-2028م)، وهو ما يشير إلى حجم سوق يبلغ نحو 7.04 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2028م. التجمعات الصحية من أهم الإنجازات التي تحققت في عام 2024