اجتزاء المقاطع.. إثارة لكسب المشاهدات

في ظل تسارع وتيرة تطور مواقع التواصل الاجتماعي ومع انتشار المقاطع القصيرة تبرز ظاهرة اجتزاء المقاطع المطولة من إحدى المنصات لشخصيات مؤثرة في المجتمع، ويتم استخدامها بشكل مضلل لإثارة الجدل ونشر المعلومات المغلوطة حول الشخصية، كما يعود سبب انتشار هذه الظاهرة إلى تفضيل مشاهد اليوم للمقاطع القصيرة نتيجة توافر المعلومات المتاحة على التكنولوجيا، وهذا التوجه يدفع بعض صناع المحتوى إلى استغلاله للحصول على التفاعل، حيث يتم اختيار أجزاء معينة تفقد سياقها الأصلي من تلك المقاطع ثم تداولها.
هذا النوع من التلاعب بالمحتوى يساهم في تشكيل انطباعات مشوهة لدى المتابعين، وبالتالي، تتولد ردود فعل غير مدروسة قد تؤدي إلى التأثير على صورة الشخص المؤثر أمام جمهور واسع، مما يعرضه لهجوم غير مبرر. ويمتد ضرر الظاهرة على الاستخدام الصحيح لمواقع التواصل الاجتماعي حيث يصبح من الصعب التمييز بين المعلومات الصحيحة والمزيفة.
كما أن هذا التلاعب يعزز من ثقافة الاستهلاك السطحي للمحتوى، ويؤدي إلى تسطيح النقاشات العامة، بحيث تُعطى الأولوية للمحتويات المثيرة للجدل على حساب الموضوعات المهمة والهادفة.
هذا الأمر يؤثر على جودة التفاعل بين الأفراد، مما يعزز من الانقسامات الفكرية ويزيد من الاحتقان بين الجماعات المختلفة. في نهاية المطاف، يؤدي هذا التوجه إلى إضعاف دور مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر موثوق للمعلومات ويشوه استخدامها كأداة للتواصل البناء والمثمر.