مُنذُ أن أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عام 2016م، عن رؤية 2030 ووضع الاستراتيجية، بدأت الجهات الحكومية والخاصة والقطاع غير الربحي؛ بل وحتى المواطن السعودي العمل وفق هذه الرؤية، وأصبحنا نرى المُنجز تلو المنجز، والنجاح يعقبه نجاح، نسابق الزمن، حتى أنَّ الكثير من المستهدفات التي من المفترض أن تكتمل في 2030 تحققت قبل موعدها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الوصول لمليون متطوع والذي أعلن عنه وزير الموارد البشرية أحمد الراجحي وغيرها الكثير ولله الحمد. إنَّ ما تحقق فقط في عام 2024 يجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز بما حققناه، أكثر من 200 مؤتمر وملتقى دولي عقد في المملكة العربية السعودية، آلاف القيادات والشخصيات العالمية حضرتها في شتى التخصصات؛ حتى أضحت الرياض مركزاً رئيسياً لاستضافة الموتمرات الدولية ما يعكس التزامها بتعزيز مكانتها على الساحة العالمية، وكسبت الثقة الدولية، مما جعل الشركات العالمية تتسابق لفتح مكاتبها الإقليمية في العاصمة الرياض. بلاشك لم يحدث ذلك إلا نتيجةً للتخطيط الدقيق ووضع الأشخاص المناسبين في أمانكم التي يستحقونها؛ لقد أعاد خادم الحرمين الشريفين تشكيل مجلس الوزراء برئاسة سمو ولي العهد في 2022، وقبل ذلك أعيد تشكيل الوزراء واستحدثت وزارات وهيئات، واليوم نجني بفضل الله ثمار تلكم الخطط والقرارات التي اتخذتها الحكومة الرشيدة. ولو نظرنا فقط لآخر ثلاثة أشهر لوجدنا قرابة 45 مؤتمر وملتقى وندوة أقيمت في السعودية حيث لا يكاد يمر أسبوع إلا ويعقد مؤتمرين أو ثلاثة يحضرها من شتى بقاع العالم، ومنها مؤتمر الأطراف ال 16 لمكافحة التصحر المنعقد في الرياض، والذي عدّهُ الخبراء أكبر قمة في تاريخه، وتقديم المملكة 150 مليون دولار لدعم المبادرة عقب الإعلان عن شراكة الرياض العالمية. وقبل أن ينتهي عام 2024 وفي 11 ديسمبر منه، أعلن اتحاد الفيفا عن استضافة السعودية لكأس العالم 2034، ليس ذلك فحسب، بل نال الملف الذي قدمته المملكة أعلى تقييم فنّي على مرّ تاريخ بطولات العالم بنسبة 419،8 من "5" بمعنى أننا حصلنا على الفوز بجدارة وبمرتبة الشرف الأولى على مستوى العالم. وقد دُعيت قبيل انطلاق قطارالرياض بشكل رسمي بمعية عدد من الإعلاميين من قبل الهيئة الملكية لمدينة الرياض مشكورة، للاطلاع على هذا القطار وآلية حجز التذاكر وما فيه من خدمات، كونه أكبر مشروع قطار في العالم يُنفذ دفعة واحدة بدون سائق مع تكلفة تُعدّ الأقل عالمياً، وقد رأيت ونحن في عربة القطار متجهين من المركز المالي "كافد" لمطار الملك خالد الدولي المعدات تعمل على قدم وساق في ملعب الملك سلمان الدولي التي ستقام عليه بطولة كأس العالم، وهذا قبل الإعلان مما يدل على أن هناك خطط واضحة وعمل مدروس، كما أن هذا المشروع الوطني "قطار الرياض" افتتح كذلك بنهاية الربع الأخير من عام 2024. كل هذه المنجزات الوطنية التي تحققت بفضل الله ثم بقيادة حكيمة وسياسات مدروسة ورجال ونساء سعوديين آمنوا برؤية وطنهم، وأخص هنا المسؤولين من وزراء وقيادات الذين نراهم لا يكادون يلامسون تراب الوطن، حتى يحلقوا بطائراتهم من دولة لأخرى، ولا ينامون إلا الساعات القليلة، كل ذلك خدمة لقيادتنا ووطننا، مما جعلنا نرى الأحلام واقعاً نعيشه. واليوم نعيش فرحة كبيرة بفوز المملكة لاستضافة حدث رياضي تاريخي وهو كأس العالم لكرة القدم 2034، والذي نثق جميعاً بأنه سيكون النسخة الأبرز في تاريخ البطولة. واختم بما قاله سمو ولي العهد (نحن لا نحُلم.. نحن نفكر في واقع يتحقق).