تُظهِر التوقّعات أنه بحلول منتصف القرن 21، سوف تكون نسبة 80٪ تقريباً من سكّان العالم، أي ما يوازي أكثر من 6 مليارات شخص، قد انتقلوا للعيش في المراكز الحضرية على الصعيد الدولي. ولا شك أن هذا التحوّل السريع على صعيد التطوّر المُدني يترافق مع العديد من التحدّيات الحتمية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر التلوّث المتفاقم، والاستهلاك المتزايد للموارد الحالية، وكذلك الضغوطات المتنامية على البُنى التحتية في المُدن. ضمن هذا السياق، تعي دول مجلس التعاون الخليجي أنها ليست منيعة تجاه تأثيرات التوسّع المُدني الإضافي، ولقد أصحبت على دراية جيدة بأن الاستدامة على المدى الطويل تَكمُن في تطوير مُدن ذكية – والتي هي عبارة عن مناطق حضرية يكون التطوّر الرقمي عنصراً محورياً فيها. نتيجة لهذا الأمر، فإن المُدن في المنطقة قد بدأت تتحوّل إلى مراكز ابتكار دولية، مع ضخ استثمارات هائلة لجعل المراكز الحضرية الحالية أكثر ذكاءً، إلى جانب تطوير مناطق ذكية أخرى جديدة. والجدير ذكره أنه يُتوقَّع أن تقوم كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بالاستثمار في المشاريع المرتبطة بالمُدن الذكية بحلول العام 2025. وتتضمّن هذه المشاريع اعتماد التقنيات الحديثة مثل 'إنترنت الأشياء'، الذكاء الاصطناعي، أنظمة تحليل البيانات الضخمة لتعزيز مستوى العيش في المُدن، تخفيف التأثيرات البيئية، وتحسين المستوى العام لجودة الحياة بين أوساط السكّان. المركبات المتصِلة: منافع متوارَثة بالنسبة للمُدن والعملاء على حد سواء يتمثّل التنقُّل المتصِل بالنظام الإيكولوجي الرقمي المكوَّن من المركبات، البنى التحتية وباقي الأجهزة الذكية التي تتواصل فيما بينها لزيادة الكفاءة وتعزيز السلامة وتخفيف التأثيرات البيئية، وهو يلعب دوراً محورياً في هذا التحوّل الإقليمي باتجاه المُدن الذكية. ويهدف هذا التوجّه المتكامل لابتكار أنظمة نقل سلسة وفعّالة ومستدامة، وهي في الواقع ضرورية لمستقبل العيش في المُدن بمجلس التعاون الخليجي. تُعتبَر المركبات محور هذه الشبكة المتطوّرة للتنقُّل. فالمركبات المزوَّدة بميّزة الوصول إلى الإنترنت والقدرات اللاسلكية - وذلك اعتماداً على موافَقة المالكين - قادرة على مشارَكة البيانات مع الأجهزة الداخلية والخارجية على حد سواء. ويُشار إلى أن نطاق تطبيق هذه التقنية واسع جداً، وهذا يشمل القيادة بدون استخدام الأيدي، الأوامر عن بُعد، المساعَدة الصوتية المدمَجة، المساعَدة المتقدِّمة للحفاظ على مسار السير، أنظمة الترفيه المتصِلة، الوصول إلى مستشاري الطوارئ، والأنظمة الوقائية. وتُعدّ هذه المزايا مفيدة بشكل خاص بالنسبة للعائلات في المنطقة. فعلى سبيل المثال، يستطيع الأهل الذين يصطحبون معهم أطفالهم أو أولادهم الصغار تشغيل السيارة عن بُعد لضمان التمتُّع بحرارة مريحة داخلها خلال فترات الصيف الحارّة في المنطقة وذلك حتى قبل الدخول إلى السيارة. 'اونستار': رائدة في قطاع التنقُّل المتصِل ودلالة على تبنّي المنطقة لهذا المفهوم الحديث حقّقت 'اونستار' من 'جنرال موتورز' مكانة رائدة لنفسها ومتفرّدة عن غيرها في مجال تقنيات التنقُّل المتصِل وذلك عبر توفير باقة من الخصائص المميّزة مثل 'الاستجابة التلقائية لحوادث التصادم'، الاتصال بخدمات الطوارئ، الملاحة، والتحليل عن بُعد، وكل هذا مدعوم بواسطة مستشارين مدرَّبين بشكل خاص ومتوفرين دوماً لتقديم المساعَدة اللازمة. ومنذ إطلاقها في المنطقة، تكشف بيانات 'اونستار' عن مستويات متزايدة بشكل كبير لتبنّي هذه التقنية في مختلف أنحاء مجلس التعاون الخليجي، مع زيادة ملحوظة باستخدام ميّزة الأوامر عن بُعد، وخصوصاً خلال شهور الصيف الحارّة. وحتى الآن، توجد في المنطقة أكثر من 32,000 سيارة من 'شفروليه'، 'جي إم سي' و'كاديلاك' متصِلة عبر تقنية 'اونستار'، مع إصدار ما يزيد عن مليون أمر عن بُعد حتى تاريخ كتابة هذه المقالة. إلى جانب هذا، قام العملاء أيضاً في مجلس التعاون الخليجي بشراء كميات كبيرة من البيانات النقّالة الإضافية لتقنية 'اونستار'، مما يُوضِح أن مالكي السيارات يستخدمون بنشاط هذه الخدمة والمنافع العديدة الملحَقة بها، مثل خدمة الاتصال اللاسلكي 'واي-فاي' المدمَجة في مركباتهم. علاوة على هذا، فإن تطبيق الأجهزة النقّالة من 'اونستار'، وما يتميّز به من تفاعل قوي ومعدَّلات عالية للاحتفاظ بالمستخدِمين، يسلّط الضوء على المستويات البارزة من الولاء والرضى السائدة بين أوساط المستخدِمين. هذه المعلومات الدقيقة توكّد أن العملاء في مجلس التعاون الخليجي لا يتقبّلون فقط خدمات المركبات المتصِلة، بل هم يتبنّونها بكل اهتمام. وبينما هذه الخدمات توفر دون أي شك مستويات عالية من الملاءمة والحماية والترفيه للسائقين والركّاب، إلا إن الأثر الأوسع والأهمية طويلة الأمد لها تكمُن في قدرتها على تحويل النظام الإيكولوجي الرقمي في مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب تعزيز النمو الاقتصادي المستقبلي. الدفع باتجاه مستقبل أكثر ذكاءً إن الانتشار المتزايد للمركبات المتصِلة والخدمات المتطوّرة مثل 'اونستار' عنصر أساسي ضمن مسيرة انتقال دول مجلس التعاون الخليجي إلى مستقبل أكثر ذكاءً ومناعة واستدامة. ضمن هذا الإطار، تُظهِر وزارة الاقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً وتركيزاً كبيرين على سُبُل التنقُّل المتصِل، والدور الذي تلعبه في تمكين تحقيق تطلُّعات المنطقة، مع التوقُّع بأن تصل قيمة سوق خدمات التنقُّل المتصِل على الصعيد الدولي إلى أكثر من 40 مليار دولار في العام 2030 – بزيادة قدرها 12 مرّة عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات فقط. وفي ظل تسريع المنطقة لمسيرتها نحو تحقيق الأهداف الطموحة، سوف تبقى المركبات المتصِلة في موقع المقدِّمة ضمن عملية إعادة رسم المشهد العام للحياة الحضرية. وإلى جانب توفير مستويات لا تُضاهى من الملاءمة والسلامة والاتصال، فإن هذه المركبات تُعتبَر أساسية في دفع مجلس التعاون الخليجي باتجاه تحقيق رؤيته المتمحورة حول مُدن تتميّز بكونها أذكى ومُمكَّنة رقمياً ومستدامة أكثر.