مع مضي مختلف دول الشرق الأوسط بتحقيق رؤاها الخاصّة المتعلّقة بالتحوّل الرقمي، يبرز تطوّر مبهر من هذه الناحية في العديد من المجالات ومنها التجارة الإلكترونية، التقنية المالية، تقنية الاتصالات والمعلومات، إنترنت الأشياء والحكومات الإلكترونية. فهذه الرؤى تتمحور حول تحويل الخدمات من خلال الاعتماد على التقنيات الرقمية الحديثة، وباعتبار أن الاتصالات هي عنصر تمكين أساسي في صياغة مستقبل المدن الذكية، تبرز أهمية أن ينسحب هذا الأمر أيضاً على قطاع السيارات، وذلك في سعي لاستباق متطلّبات واحتياجات السوق من هذه الناحية. فسُبُل الاتصال الحالية في السيارات تشمل مجموعة من أجهزة الاستشعار وأدوات الاتصال – مثل الملاحة عبر نظام تحديد المواقع العالمي وأجهزة الاستشعار المخصَّصة لعمليات التشخيص، والتي تتيح مستويات أعلى من التفاعل بين المركبة والسائق، وذلك من خلال الأنظمة المتقدّمة لمساعَدة السائق. ضمن هذا السياق، يظهر دور 'أونستار' – تقنية الاتصال الرائدة داخل المركبة من 'جنرال موتورز' – الذي يتوافق مع هذا التحوّل السائد، حيث تهدف 'أونستار' لتحويل تجربة القيادة وابتكار تجربة تكون بمثابة استخدام هاتف ذكي على عجلات. فهذه التقنية توفر العديد من المزايا التي تشمل مستويات معزَّزة من السلامة والراحة والملاءمة. وبالنظر إلى النطاق الأوسع، فباستطاعة ميّزة الاتصال داخل المركبة أن تساهم بتخفيض تكاليف الضمان، وتقصير مدّة التفاعل تجاه أعطال المنتَجات، وتعزيز الاستفادة القصوى من انتظام التنبيهات في المركبة. ومن شأن الوصول إلى بيانات أعلى جودة أن يوفر أيضاً معلومات أفضل حول مدى إمكانية الاعتماد على المورِّدين، ومساعَدة المصنِّعين في اختيار أفضل الشركاء لتلبية احتياجاتهم، وفي الوقت ذاته الارتقاء بمخطَّطات سلسلة التوريد فيما يرتبط بعمليات صيانة المركبات. ويظهر بشكل جلي من خلال مجموعة البيانات المستمدَّة من السوق لدى 'جنرال موتورز' أن سُبُل الاتصال المدمَجة داخل المركبة تشهد نمواً متزايداً في الشرق الأوسط، حيث تستفيد حالياً أكثر من 23,000 مركبة من خدمات 'أونستار' أثناء سيرها على طرقات المنطقة. وكان قد جرى مؤخراً طرح هذه الخدمة في المملكة العربية السعودية التي تسعى بجهد حثيث لتوسعة نطاق التحوّل الرقمي الذي تشهده، وذلك توافقاً مع 'رؤية السعودية 2030' التي تهدف للتطوير العصري لمختلف النواحي والعمل بشكل مركَّز على التعامل بفعالية مع مسألة السلامة المرورية وتطويرها عبر إجراء تغييرات في الأنظمة والسياسات المعمول بها. وبالنظر للمستقبل، فإن نتائج الدراسات تدعم بشكل واضح التوجّه الظاهر في السوق لجهة الطلب القوي من العملاء على سُبُل الاتصال المتطوّرة في المركبات. ضمن هذا الإطار، أظهرت دراسة من شركة 'ماكينزي' أن نصف مالكي السيارات الذين شملهم الاستبيان قد أعربوا عن رغبتهم باستخدام حلول الاتصالات أثناء التنقُّل. كما تبيّن أن عملاء المركبات الكهربائية هم الأكثر انفتاحاً على هذه الخدمات، مع 69٪ من الذين شملهم الاستبيان يخطّطون لزيادة مستوى استخدامهم لهكذا حلول خاصّة بالاتصال، وذلك كجزء من التحوّل المتكامل نحو مستقبل التنقّل. بدورها، أشارت شركة الاستشارات 'بيرينغبوينت' إلى أن 59٪ من مالكي السيارات المتصِلة اعتبروا أن خيارات الاتصال داخل المركبة تشكّل عنصراً بارزاً في صياغة قرار اختيارهم للمركبة. وفي الدراسة ذاتها، قال ثلث المشارِكين أن هكذا مزايا كانت عنصراً أساسياً مؤثِّراً على قرارات شرائهم، فيما بيّنت دراسة 'ماكينزي' أن 40٪ من الذين شملهم الاستبيان يُمكِن أن يبدّلوا سياراتهم بسبب الحاجة لمركبة متصِلة أكثر. وتُظهِر دراسة من 'إس بي جي غلوبال' أن خصائص السلامة المعزَّزة المدفوعة مثل ميّزة المساعَدة الخاصّة بالضوء العالي ومسجِّل الفيديو أثناء القيادة قد حظيتا بأعلى مستويات الرضى بين أوساط العملاء - عند نسبة 89٪ - من بين كل الخدمات المتصِلة، بينما كانت الملاحة والسلامة والأمن الأكثر ذكراً كخصائص مرغوبة ضمن المركبات القادمة لدى المشارِكين في الدراسة. إلا إن 17٪ من العملاء الذين شملتهم دراسة 'ماكينزي' أشاروا إلى رضاهم عن خيارات الاتصال التي كانت متاحة لهم بالأساس، وهو ما يُظهِر بوضوح وجود مجال واسع جداً أمام مصنِّعي المعدّات الأصلية للاستفادة من عملية التحسين المستمر لما يقدّمونه، والتركيز جيداً على الخصائص والخدمات التي يستخدمها العملاء وتحظى بأعلى دراجات القيمة لديهم. ولأجل الابتكار بشكل ناجح، يجب الأخذ بعين الاعتبار التحدّيات الممكِنة أمام مصنِّعي المعدّات الأصلية، وهذه تشمل التعامل مع مسألة الحيرة لدى العملاء، إلى جانب سوء الفهم والقلق حيال أمن البيانات والاتصال داخل المركبة. ولقد أعرب 37٪ من المشاركين في استبيان 'إس بي جي غلوبال' عن قلقهم حول خصوصية البيانات، بينما 32٪ لم يعوا القيمة التي يُمكِن للخدمات المتصِلة أن توفرها باستخدام البيانات المشترَكة. وبخصوص هذه النقطة، نطمئن العملاء أنه بالرغم من كون المركبات – مثل تلك التابعة ل'جنرال موتورز' من علامات 'شفروليه'، 'جي إم سي' و'كاديلاك' – القادمة إلى الشرق الأوسط تحوي تقنية الواي-فاي والاتصال المدمَج داخل المركبة، إلا إن اشتراك العميل بالخدمة مطلوب قبل تفعيلها. وعليه، يتوجّب على جميع السائقين التأكيد على الرغبة بالاشتراك، ومن شأن إلغاء الاشتراك أن يعني إيقاف الوصول إلى البيانات، فيما يساهم التزام موفر الخدمة بالمعايير الدولية لحماية البيانات بإضفاء المزيد من الاطمئنان من هذه الناحية. بناءً على ما تقدّم، ما هو مستقبل الاتصال داخل المركبة؟ فدراسة 'ماكينزي' تَعتبِر أن 95٪ من المركبات التي يتم بيعها على الصعيد الدولي سوف تكون متصِلة بحلول العام 2030 – بزيادة من نسبة 50٪ تقريباً اليوم. ويُقدَّر أيضاً أنه ستكون هناك حوالي 470 مليون مركبة متصِلة على الطرقات السريعة في العالم بحلول العام 2025، بحيث تولّد كل منها نحو 25 غيغابايت من البيانات في الساعة. ويُمكِن لحالات الاستخدام الرئيسية للاتصالات، مثلما يتعلّق بالألعاب الإلكترونية والتحديثات عبر الأثير من بين غيرها من الأمور الأخرى، أن تحقّق ما بين 250 و400 مليار دولار من القيمة السنوية المجمَّعة بالنسبة للاعبين ضمن النظام الإيكولوجي العام لقطاع التنقّل. هذه التوجّهات من المتوقَّع أن تنعكس في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وبالتالي رؤية هذا المفهوم والتقنيات المرتبطة به تساهم بشكل أكبر بكثير في تفعيل عمليات التحوّل الرقمي، ومن ثم تحقيق العديد من الرؤى في كافة أنحاء المنطقة. *المدير التنفيذي ل'أونستار' والأعمال الرقمية، 'جنرال موتورز أفريقيا والشرق الأوسط'