رؤية المملكة 2030 هي خطة سبّاقة وطموحة تهدف إلى التنويع والرفعة باقتصاد البلاد واستدامته، وتهدف أيضاً إلى تعزيز مختلف القطاعات ومنها القطاع الصحي، وتحسين نوعية وجودة الحياة للمواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية. ومن ضمن أهداف الرؤية التحويلية والشاملة، يلعب قطاع الصحة دوراً حاسمًا في تطوير خدمات الرعاية الصحية وتعزيز الرفاهية بداية من الوقاية، مروراً بالتوعية ثم العلاج. ففي إطار رؤية 2030 هناك تركيز قوي على تطوير البنية التحتية الحالية للرعاية الصحية في المملكة حتى تواكب أعلى المعايير العالمية وتحاذي أفضل الأنظمة الصحية. ويشمل ذلك إنشاء مستشفيات على النموذج الحديث ومراكز أولية تحت شعار طبيب لكل أسرة وعيادات تخصصية ومرافق بحثية وتدريبية، والتي تعتبر ضرورية لنمو وتقدم خدمات جراحة العظام. وتضمن مثل هذه الاستثمارات في البنية التحتية أن تصبح المملكة مركزًا رائدًا لرعاية العظام، وجذب المتخصصين وتقديم العلاجات المتقدمة. إن مع استمرار نمو سكان المملكة وتقدمهم في العمر، سوف يكون هناك طلب متزايد على الخدمات الصحية ككل، ومنها جراحات العظام والعمود الفقري. كما أن رؤية 2030 تدرك هذه الحاجة تماماً وتهدف إلى سد الثغرة من خلال التوسع في أقسام جراحة العظام، وأيضاً من خلال الاستثمار وتوفير المعدات الحديثة التي تخدم هذه التطلعات، وتدريب الفرق الطبية، والمتابعة والمراجعة الدقيقة للمخرجات، وعمل الأبحاث العلمية، وإقامة المؤتمرات الدورية لاكتساب الخبرات ونقل التجربة السعودية للمحافل العالمية. سوف تتمكن الإدارة الصحية في المملكة من علاج الطلب المتزايد على جراحات العظام بشكل فعال، وأيضا تسهيل الوصول إلى هذه الرعاية الضرورية، وإلى تقليل أوقات الانتظار للمواعيد والعمليات المجدولة والإسعافية. ورؤية المملكة 2030 تركز على البحوث والابتكار. ويمثل ذلك فرصاً كبيرة لمجال جراحة العظام لاستخدام التقنيات المتطورة، مثل تبني الذكاء الاصطناعي وتقنياته، واستخدام الروبوت في العمليات الجراحية، وتقنيات التصوير المتقدمة، والطباعة ثلاثية الأبعاد للزراعات العظمية. وهذه التطورات تؤدي إلى تعزيز دقة ونتائج الجراحات، وتضع المملكة أيضاً في مركز متقدم في مجال البحث والتطوير والابتكار في مجال جراحة العظام، كما تفتح المجال إلى الابتكار وتعزيز مفهوم الهندسة الطبية والميكانيكا الحيوية. ويمكن للمملكة جذب السياح الطبيين الباحثين عن أفضل العلاج المتخصص في مجال جراحة العظام، من خلال ترسيخ نفسها كمركز للتميز في جراحة العظام. وهذا أحد أهم أهداف رؤية 2030 وهو الترويج للسياحة ككل ومنها السياحة العلاجية. إن التدفق في المرضى من كل العالم لا يعزز الاقتصاد فحسب، بل يعزز أيضًا مفهوم التبادل المعرفي والتنوع الثقافي والتعاون مع المؤسسات الطبية المتقدمة. تهتم رؤية 2030 في تعليم وتنمية وتدريب رأس المال البشري والحفاظ عليه، لكونه أحد أهم روافد التنمية والرخاء الاقتصادي. إن الاستثمار في تعليم وتدريب الممارسين الصحيين في جراحة العظام، بما في ذلك الجراحون والممرضون واختصاصيو التأهيل، يضمن وجود واستدامة قوة عاملة مختصة قادرة على تقديم رعاية صحية عالية الجودة حيث أصبحت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية رافداً مهماً للتدريب والتأهيل لهذه القوة العاملة، وأيضاً يمكن للمنح الدراسية سد بعض الاحتياج، كما أن الشراكات مع المؤسسات الطبية العالمية تساعد في تعزيز المهارات والمعرفة للمتخصصين السعوديين في جراحات العظام. كما يمكن لبرامج مثل برنامج "البروفيسور الزائر" أن تسد بعض الثغرات التدريبية الدقيقة المتخصصة في مدة قصيرة. ولا ننسى دور المؤتمرات العلمية المقامة في المملكة وإحضار الكفاءات العالمية فيها. لا تقتصر جراحات العظام على العمليات الجراحية فقط، بل دورها يشمل التأهيل، والتأهيل جزء لا يمكن فصله عن جراحات العظام، بل هو مكمل له ولا يستوي من دونه، وذلك يشمل برامج التأهيل الشاملة حتى استعادة القدرة على الحركة والأداء الوظيفي الأقرب لما كان قبل الإصابة. إن رؤية المملكة 2030 تدرك أهمية الخدمات التأهيلية وتهدف إلى توفرها في جميع أنحاء البلاد حيث تكون أقرب إلى المستفيد من خلال توفير المراكز والاختصاصيين المدربين والأجهزة الحديثة والتقنيات المساعدة، حيث يمكن للمملكة أن تعزز بشكل كبير مفهوم رفاهية مرضى العظام وتعزيز الشمولية في أسلوب العلاج. واكتسبت الهيئة خبرات عبر السنين وأصبحت مرجعاً إقليمياً للتدريب المقنن العام والمتخصص في مجال جراحة العظام والعمود الفقري وفحص الشهادات المكتسبة من العالم أجمع. كما أنها تصرح للجمعيات العلمية المتعددة وفي هذا المجال، وسوف تأخذ دوراً في مجال القضايا الطبية. وأيضاً تقرر وتدرس التخصصات الطبية الجديدة في مجال جراحة العظام، وتفتح في كل حين تخصصاً جديداً في هذا المجال لتواكب التقدم العلمي. وتعد منافسة العظام والعمود الفقري من أهم المنافسات في وزارة الصحة وأكثرها تعقيداً. مؤخراً ومن الأفكار المنبثقة من رؤية المملكة 2030 تم اعتماد منصة الشراء الموحد والتي تسعى إلى رفع كفاءة وجودة سلاسل الإمداد الطبية من خلال عمليات الشراء الموحد في الخدمات الطبية لتعمل على رفع مستوى أداء قطاع الرعاية الصحية، وزيادة كفاءة الإنفاق فيما يتعلق بمشتريات الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية، مستعينة برؤية وطنية واعدة. وسعياً نحو تمكين المجتمع من الحصول على أعلى معايير الرعاية الصحية، من خلال توفير منتجات الرعاية المناسبة، وتحسين المرافق الصحية بشكل استراتيجي في جميع المستشفيات العامة والمراكز الطبية. وجراحة الإصابات الرياضية هو تخصص متقدم من تخصصات جراحة العظام، ومن أهداف الرؤية للمملكة 2030 خلق مجتمع رياضي وتعزيز مفهوم الرياضة للجميع. ومع الرياضة يكون هناك احتياج للممارسين الصحيين في مجال الطب الرياضي من جراحين واختصاصيي علاج طبيعي. والاستثمار في هذا التخصص واعد وجاذب للسياحة العلاجية. إن مجال جراحة العظام والعمود الفقري لديه إمكانات هائلة لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. من خلال الاستثمار في البنية التحتية الصحية واستخدام التكنولوجيا والبحث العلمي والابتكار والعلاج الجراحي ثم التأهيلي، سوف تتمكن المملكة من تعزيز النظام الصحي وجذب الاستثمارات وجذب السياحة العلاجية والنمو الاقتصادي، وتحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين والقادمين للسياحة. ويمكن للمملكة ترسيخ مكانتها الرائدة عالمياً وإقليمياً في مجال الرعاية الصحية والبحثية والمساهمة في تقدم جراحة العظام والعمود الفقري.