أدى دمج أدوات الذكاء الاصطناعي إلى حدوث نقله نوعية في الرعاية الصحية، كما جلبت معها عددًا من التحديات. فبالإضافة إلى التحديات التقنية، تشكل الاعتبارات الأخلاقية والعقبات التنظيمية تحديات رئيسة في وجه تطبيقات الرعاية الصحية القائمة على الذكاء الاصطناعي. أثار الاستخدام المتزايد لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية مخاوف بشأن خصوصية البيانات. حيث يستوجب تطوير هذه التطبيقات جمع معلومات سكانية حساسة، مما يثير التساؤلات حول من يملك هذه البيانات، ومن يمكنه الوصول إليها، وكيف يتم استخدامها. قد يولد ذلك ردة فعل سلبية تجاه هذه التطبيقات مما يجعل من الصعب على الشركات العثور على مستثمرين، أو فرض قيود مشددة من قبل الجهات التنظيمية. لذلك يعد ضمان سرية البيانات بالإضافة إلى التخزين الآمن أمرًا بالغ الأهمية لمنع أي ممارسات مسيئة وكسب ثقة المستهلك. مصدر قلق آخر هو التحيز الخوارزمي، والذي يكون انعكاسًا لقصور في مجموعات البيانات المستخدمة لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤثر على كفاءة التطبيق على مجموعات سكانية لم تكن ممثلة في البيانات. علاوة على ذلك، ونظرًا لأن الخوارزمية ستكون عاملاً رئيسا في عملية اتخاذ القرار، في حالة حدوث خطأ من سيكون المسؤول؟ هل سيتم مساءلة الممارس الصحي أو الشركة المطورة للتطبيق؟ هناك حاجة إلى إرشادات واضحة لتحديد الأدوار والمسؤوليات، من أجل حماية المريض ومقدم الرعاية الصحية والشركة المطورة. مصدر قلق آخر هو تقليص دور مقدمي الرعاية الصحية في توفير الرعاية المباشرة، مما قد يحرم المريض من التواصل الإنساني. بالإضافة إلى أن هذه التحولات ستؤثر أيضا على العاملين في القطاع، حيث من المتوقع أن تحدث تغييرا كبيرا في الأدوار والمسؤوليات، مما يحتم إعادة تخطيط القوى العاملة وتدريبها لاكتساب المهارات الجديدة اللازمة لضمان سير العمل. أما بالنسبة للتحديات التنظيمية، يجب استحداث مسارات تنظيمية مستقلة لإيجاز تطبيقات الرعاية الصحية القائمة على الذكاء الاصطناعي تتناسب مع طبيعة هذه المنتجات، من أجل ضمان السلامة والفعالية. إن أهم المخاوف التي يجب أن تتصدى لها هذه الأطر التنظيمية الجديدة هي الامتثال لمعايير خصوصية وحماية البيانات، بالإضافة إلى معايير جودة وشمولية البيانات المستخدمة لإنشاء المنتج. هذا يضمن تطوير المنتج ضمن إطار أخلاقي، كما يضمن دقة التطبيق وإمكانية تعميمه على البيئات السريرية في العالم الحقيقي. ثانيًا، الشفافية وقابلية التفسير. قد تكون خوارزميات الذكاء الاصطناعي معقدة ويصعب شرح عمليات صنع القرار الخاصة بها. هذا النقص في الشفافية يثير المخاوف، لا سيما في التطبيقات الطبية حيث تؤثر القرارات القائمة على الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر على حياة المرضى. يجب وضع لوائح تلزم المطورين على شرح كيفية اتخاذ الخوارزميات للقرار وتقديم مبررات منطقية لمخرجاتها. هذه الخطوة أساسية لسلامة المرضى، ولإثبات المساءلة ومعالجة أي آثار قانونية. ثالثًا، يجب على الجهات التنظيمية النظر في سياسات مراقبة المنتجات بعد الموافقة، حيث أن المسارات التنظيمية الحالية ليست مصممة لتقييم منتج يتطور ذاتيًا مثل خوارزميات التعلم الآلي. لذلك، من الضروري فرض تدابير إضافية لمراقبة هذه المنتجات بعد طرحها في السوق. وذلك لتقييم أداء هذه التطبيقات في سياقات العالم الحقيقي، ومراقبة أي انحرافات حسابية يمكن أن تؤدي إلى ضعف الأداء. عالمة أبحاث