قال أسامة بن يوسف القصيبي، مدير عام مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، إنه بعد 19 عاما من الإعلان عن اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام، للأسف مازالت الألغام تحصد الأرواح وتعيق الكثيرين في اليمن وداخل اليمن. وأشار القصيبي خلال مداخلة على إذاعة «العربية FM» إلى أن المنظمات الدولية في اليمن اختارت أن تسحب تمويلها العام الماضي عن البرنامج الوطني اليمني لنزع الألغام مما أدى إلى توقف 66 فريقا يتبعون البرنامج الوطني -خارج إطار مشروع مسام- في الوقت القاتل، وهو الوقت الذي يتطلب زيادة الدعم وزيادة الفرق والحرص على نزع الألغام وليس وقف الفرق عن العمل. وأضاف القصيبي: "للأسف أرى أن الكثير من المنظمات الأممية أو التي تدعمها الأممالمتحدة لها دور سياسي، واليمن في أمس الحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى لعمليات نزع الألغام، اليمن ليس بلدا صغيرا هناك مساحات شاسعة جدا وهناك أعداد يومية للمصابين والضحايا، وهذا وقت تضافر الجهود بعيدا عن السياسة والمعايير المزدوجة المستخدمة ضد الدول العربية". وبخصوص المناطق الملوثة بالألغام في اليمن، قال القصيبي إن أي منطقة حدث فيها تقدم وتواجد لميليشا الحوثي شهدت زراعة للألغام، فالحوثي إذا تواجد في منطقة لمدة 24 ساعة لا ينسحب منها إلا بعد زراعة الألغام بها، ولدينا تجارب في مناطق كثيرة مختلفة مثل الجوف عندما كانت تتحرك الجبهات وأعدنا تطهير نفس المنطقة أكثر من مرة، فإذا دخل الحوثي إلى منطقة محررة وجلس بها 3 أيام وانسحب منها، نكتشف أنها ملغمة من جديد، ونفس الشئ حدث بمحافظة شبوة في بيحان وعسيلان. وعن إمكانية تخليص اليمن من الألغام نهائيا، أوضح القصيبي أننا اليوم نتحدث عن ما بين مليون إلى 2 مليون لغم في اليمن بالإضافة إلى العبوات الناسفة والذخائر غير المنفجرة، ولا يمكن لليمن أن يصل إلى هذه المرحلة إلا بجهود عظيمة وجبارة، فهناك الكثير من المناطق التي لم ندخلها؛ نحن لا نعمل على الجبهات ومازالت 80% من الإصابات في الجبهات هي من الألغام، وهذه الكارثة ستأخذ سنوات طويلة، واليوم المشروع الوحيد القائم حاليا ويعمل بكامل طاقمه وبدون توقف خلال 6 سنوات هو مشروع «مسام»، فالأممالمتحدة سحبت يدها العام الماضي والآن في محاولة إعادة تموضع وجودها في اليمن ولا نعرف كيف سيكون ذلك وكيف سيتم دعم الفرق اليمنية من جديد، وإلى الآن هذا الأمر غير واضح. جدير بالذكر أن فرق مشروع «مسام» تمكنت خلال عملها منذ بدء المشروع في منتصف العام 2018م وحتى اليوم من تخليص اليمنيين من شرور (436,376) لغماً ما بين ألغام مضادة للأفراد وأخرى مضادة للدبابات وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، ولدى كافة العاملين في المشروع العزم والإصرار على مواصلة العمل ومضاعفة هذه الإحصائيات، حتى الوصول إلى يمنٍ خالٍ من الألغام