أكد الناقد رمزي بن رحومة بتجربة الدكتور سامي المرزوقي في معرضه الفردي الثاني الذي حمل عنوان "هل هذه سبيكة ذهبية؟" أنها تجربة فنية استثنائية تسلط الضوء على التجديد والابتكار في الفن المعاصر، واكتشاف مسارات جديدة في عالم الفن والتعيير الإبداعي. وقال: "ليس الرسم عند الدكتور سامي المرزوقي مُعادلةً ثلاثيّةً، بالشكل واللون والفكرة، ولا مُعادلةً رباعيّةً، بالشكل واللون والفكرة والشعور، بل هو الشعور يولد في الشكل، وينمو باللون، ويتفشّى بالفكرة. وما عنوان المعرض والتقسيمُ المُعتمد للفضاء، وطريقةُ تنظيم اللوحات الفنّيّة إلّا سبيل من بين سبل كثيرة ممكنة لاكتشاف العالم الداخليّ لرسّام وُلد ونما في الظلّ وآن له أن ينتشر في نور المُشاهدة والاستمتاع، والظلّ إذا اشتدّ تحوّل إلى عتمة موحشة ليس يُبدّدها إلّا نور الفنّ والإبداع".. ويضيف: "ينجذب الفنّان إلى هوّة الشكّ انجذاب الأجرام المضيئة إلى الثقوب السوداء. ولا عجب أن وُسِمت المجموعة الأولى من اللوحات ب"العتمة" عنوانًا يُوطّد ما بينها من صلة القرابة، وخُصّت ب"الشكّ" حالةً نفسيّةً سائدةً وما أصعب اليقين. أمّا "النور"، روح الضوء وجوهره، فحاضر في المجموعة الثانية من الرسوم، يُغالب الظُلمة ويُكافئ الذات الخلّاقة ب"الإشراق". والنور لقاء وائتلاف، وكيف لا وهو وليد امتزاج جميع ألوان الطيف. وكلّما تعاظم نور الفنّان الخلّاق تَحوّل إلى هالة تُجلّله وتُميّزه من سائر البشر". ويؤكد ابن رحومة أن هالة الدكتور سامي المرزوقي مؤلّفة من صور وأحداث ومواقف راكمتها نفسه وحوّلتها ذاكرته الانفعاليّة إلى مشاعر تنتشر على أوراقه البيضاء ألوانًا في حالتها البكر، مُتخفّفةً من وطأة الرمز، ومُتحرّرةً من سجن الدلالة. وهذا الطابع العفويّ لرسومه لا يلزمه مرسم في مكان مُحدّد، بقدر ما تلزمه مسيرة وجوديّة غنيّة بالسفر والتنقّل والتجوال، وعينان ترصدان وتُخزّنان، وروح مُنفتحة على كونيّة الإنسان. فإذا توفّر كلّ ذلك كانت المُحصّلة فنًّا حسّيًّا رفيعًا حُقّ له أن يُرعى ويُتداولَ وأن أكتب فيه هذا الذي كتبت. اكتشافات فنية ولد الدكتور سامي المرزوقي عام 1945، وأمضى ثلاثة عقود غنية بالاكتشافات الفنية، مكرسًا مسيرته للتعرف على الإمكانيات اللامحدودة للون والخط في التعيير الفني. ويتجلى في أعماله مزيج رائع بين التجريد والتشكيل، معبرًا من خلاله عن فهم عميق لنظرية الألوان وفق رؤية فنية متفردة. عودته إلى المملكة العربية السعودية في منتصف الثمانينات، بعد عقد من الزمان مليء بالخبرات والتجارب المهنية في مجال طب التخدير بألمانيا، مثلت تحولاً مهماً في مسيرته الفنية. آفاق جديدة الجدير بالذكر آن معرض "هل هذه سبيكة ذهبية؟" أقيم بشراكة إبداعية بين حافظ غاليري ومؤسسة الفن النقي، مع منسق المعرض الفنّان أيمن يسري ديدبان، حيث تفتح آفاقاً جديدة في المشهد الفني السعودي، مؤكدةً مجدداً على الدور الحيوي للفن كوسيلة تعيير قوية لها القدرة على التأثير بعمق واستمرارية على الوجود الإنساني. من أعمال د. سامي المرزوقي