طالب مجلس الشورى وزارة الإعلام بالعمل على تحقيق تطلعات ومستهدفات وثيقة توجهات الإعلام بالتنسيق مع الجامعات السعودية، ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهبة والإبداع لاكتشاف المواهب الإعلامية السعودية والمشاركة في استقطابها وتأهيلها، وجاء هذا القرار للمجلس بعد دراسة لجنة متخصصة للتقرير السنوي لوزارة الإعلام للعام المالي 43-1444 ومناقشة التقرير والرأي والتوصيات تحت قبة الشورى ثم التصويت عليها، وأكد تقرير شوريَّ أن المؤسسات الإعلامية الناجحة تعتمد على الكفاءات المتمكنة التي تستطيع صناعة المحتوى وإيصال الرسالة للجمهور وجذبه للاهتمام بها، وتواجه المؤسسات الإعلامية تحدي ندرة تلك الكفاءات الإعلامية في القطاعات الحيوية في منظومة صناعة المحتوى الإبداعي وتقديمه للجمهور، وهذه الندرة في الكفاءات الإعلامية المتميزة هو ما ورد كواحد من التحديات التي وضعتها الوزارة ضمن تقريرها الحالي، حيث أشارت الوزارة إلى محدودية المواهب الإعلامية والحاجة إلى تدريب من يمتلك من يقع عليه الاختيار ويمتلك الحد الأدنى من الموهبة الإعلامية، كما أن هذه المشكلة سبقت الإشارة إليها في بعض الدراسات العلمية والتي سبق وأن شخصت الإعلام السعودي بشكل دقيق ومبني على خبرات تراكمية للباحثين مثل دراسة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي التي أجريت قبل أربعة عقود ونيف ولا تزال الوزارة تواجه المشكلة نفسها وتتكرر سنوياً، فقد أشارت تلك الدراسات إلى قلة عدد الكفاءات السعودية المبدعة في صناعة المحتوى الإعلامي وتقديمه للجمهور. يضاف إلى ذلك أن الوزارة قامت بطرح وثيقة بعنوان «توجهات قطاع الإعلام» كبديل لوثيقة السياسة الإعلامية، وتم التوجيه بالتريث في تطبيقها لحين إقرار استراتيجية لقطاع الإعلام، كما أن الشواهد السابقة تؤكد على أن استقطاب وتأهيل الكوادر المبدعة في مجال الصناعة الإعلامية ليس بالأمر اليسير ويحتاج إلى جهود متواصلة للاستكشاف والاستقطاب والتأهيل، ولم يغفل مجلس الشورى هذا الجانب فقد أصدر قبل ثلاث سنوات قراراً نصه «على وزارة الإعلام استقطاب وتأهيل وتوظيف الكفاءات المتميزة من المتخصصين في مجالات الإعلام المختلفة..»، وبناء على التراكم التاريخي لتلك المشكلة كما وردت في الدراسات الإعلامية وتقارير الوزارة السابقة يرى مجلس الشورى أن هذه المشكلة ذات بعدين؛ أولهما: يتمثل في اكتشاف المواهب الإعلامية مبكراً، وهذا لم يتحقق سابقاً ويحتاج إلى تنسيق مع الجامعات السعودية ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع بصفتها البيئة الحاضنة أو الراعية للمواهب بعد اكتشافها، ولكن لا بد من تنسيق حتى يتم استحداث برامج لاكتشاف المواهب الإعلامية، والبعد الثاني يتمثل في تولي الوزارة المشاركة في التأهيل وإتاحة الفرص للمواهب للبروز والنجاح على صعيد العمل الإعلامي الاحترافي.