فَيض

قالَ: احملينَي تنَاهيدًا على وترٍ
يضمُّه الجوعُ والأشواقُ إذ تعرَى
وزمِّليني بلحنٍ كم يفيضُ سُدًى
في ردهة ِاللّيلِ حتَّى أُدْمنُ النظرَا
ثمَّ انثرينِي على أهدابِ لوعتِنَا
من ضمِّة الوجدِ حتَى آخرِ المسرَى
فوجهكِ الحسن في الأيامِ ناصيةٌ
والعطرُ حارَ على الأبوابِ وانهمرَا
قلتُ: اكتمَالي وفي حبٍ أهيمُ به
فأنفضُ الحزنَ من أسرابِه عَبرَا
منكَ المعانِي صحاحٌ في تكونها
لأكتبَ الشعرَ في أسرارِها قمرَا
منكَ المفازاتُ تغرينِي فأقطعُها
ليهطلَ العشقُ في أرجائها مطرَا
تشدُّني من ذراعِي أغنياتُ هوًى
وتستبينِي فخاخُ العطرِ منتظرَا
أهيمُ وجدًا وتغرينِي ملاطفةً
بصوتِ حٌسنٍ رَخيمٍ عاد معتذرِا
عن البداياتِ عن عشقٍ ويسبقُنا
فيرتوي اللّيلُ من نَاياتِنَا سَهرَا
ما بين وردٍ جديدٍ لو يعاتبُنِي
حدّ احتواءِ نقاءٍ فاقهُ صورَا
فأمعَنتْ برسيسِ العشقِ أمنيتِي
وعاندتْ في مدَى الأيامِ من هجرَا
يضمُّها الصبرُ في الأيامِ سامقةٌ
ذكرَى هواكَ ووعدٌ للذي صبرَا
حتَّى يؤوبَ، وللمشتاقِ جنَّتهُ
من أوّلِ الحبِّ حتَّى رونقِ البشرَى
في مستقرِّ هوانَا صوتُ ساقيةٍ
تدثرَتْ بمعينِ العشقِ فاشتهرَا
شعر د. مها العتيبي