تغيير جهة العمل

تختلف الأسباب التي تدفع بالموظف إلى الانتقال من منظمة إلى أخرى، أحد هذه الأسباب الحصول على راتب أعلى. ومنها بيئة العمل غير المريحة وهذا يشمل أمورا كثيرة منها البيئة المادية للمنظمة من حيث الموقع والمبنى والظروف الصحية والخدمات، ومنها الجوانب المعنوية وأبرزها العلاقة مع الرؤساء والزملاء وأنظمة الحوافز والتقييم وفرص التعلم والتطوير والتقدم الوظيفي وتحقيق الذات، ومدى وجود مجال للإضافة وتحقيق إنجازات.
يضاف إلى ما سبق ثقافة المنظمة بكل تفاصيلها ومنها قنوات التواصل داخل المنظمة، والشفافية، والنزاهة، ووضوح الرؤية والأهداف والأنظمة والإجراءات وتطبيق مبادئ المعايير الموضوعية والعدالة.
أسباب أخرى مؤثرة في قرار الموظف مغادرة عمله من أبرزها الأمن الوظيفي، وأسلوب المديرين في الإدارة، وساعات العمل الطويلة، وعدم وجود فرص للمشاركة وتطوير المهارات، وقرارات الترقية غير المهنية.
الموظف قد يكون في بعض الحالات هو السبب في ترك العمل حين يكتشف أنه غير قادر على التكيف أو الارتقاء في الأداء إلى مستوى الجودة المطلوب.
ثمة دراسات تشير إلى أن المدير هو أبرز الأسباب في قرار مغادرة الموظفين، المدير الذي يوجه كل جهود ووقته نحو العمل المهني ولا يعبأ بالجوانب الإنسانية، الذي يعيق طموحات الموظف، ولا يقدر التميز خوفا من المنافسة، المدير الذي لا يجيد لغة التواصل مع الموظفين، المدير الذي يبحث عن السلبيات قبل الإيجابيات ويتعامل مع الأخطاء بطريقة خاطئة، المدير الذي يعتقد أن نجاحه يتطلب العزلة، المدير الذي يتجسس على الموظفين، الذي يتكلم أكثر مما ينصت، هذا المدير سيكون أحد الأسباب القوية التي تدفع بالموظف إلى مغادرة المنظمة.
هل تختلف تلك الأسباب في هذا الزمن عن زمن مضى؟، هل سيقرر الموظف مثلا الانتقال من الجهة التي يعمل فيها بسبب عدم وجود مقهى قريب أو عدم توفر مواقف للسيارات أو عدم توفر صالة رياضية للموظفين؟، هل تغيرت العوامل المؤثرة في تحقيق الرضا الوظيفي؟.