في وطن يحتضن الرؤية 2030، تتزاحم فيه الإنجازات التي تسعى لتنمية الوطن وتعظيم ثرواته. فالإنجازات تأخذ صوراً عدة قد تكون أرقاماً وقد تكون شهادات تُمنح لتعبر عن النجاحات والتقدم الذي ينعكس إيجاباً على الوطن وتطويره، كاشفة تلك الإنجازات عن حجم الجهود المبذولة في تحقيقها والمسافات التي تم اختصارها. إن تحدثنا عما يجّود العمل الإداري فنحن نتحدث عن الآيزو ISO 9001:2015 وهي بمثابة إقرار المطابقة لمعايير الجودة. نظام إدارة الجودة يعد نظاماً عالمياً لإدارة الجودة يهدف إلى تطبيق عدة معايير واستخدامها كأداة للتطوير المؤسسي للمنظمة من خلال مجموعة من الإجراءات والعمليات وترتكز على تحقيق سياسة الجودة وأهدافها. بصيغة أخرى، الآيزو ISO 9001:2015 يعني وجود نظام موثق للعمل بمنهجية قائمة على النظام، تساعد المنشأة في تحقيق الإدارة الفعّالة والمنظمة لجميع عملياتها وأنشطتها. فهو يحدد نهجاً موجهاً بالعمليات لتوثيق ومراجعة الهيكل التنظيمي والمسؤوليات والإجراءات المطلوبة لتحقيق إدارة جودة فعّالة. يمكننا الجزم بأن الحصول على هذه الشهادة سيحقق التميز للمنظمة، وهو مؤشر واضح على كفاءة واحترافية النظم الإدارية فيها، إضافة إلى أنه سيساعد على تقليل الأخطاء وتجاوز المخاطر، ويسعى إلى تحسين القيمة والمخرجات من كل عملية وخلق تصور إيجابي عن المنشأة في بيئة الأعمال بشكل عام. في الحقيقة، يأتي حصول المنشأة على هذه الجائزة بعد تقييم شامل ومفصل ودقيق لجميع الإجراءات التي يتبعها ومقارنتها مع معايير الجودة المعتمدة عالمياً لدى هيئات الاعتماد الدولية المبنية على أحدث الوسائل العملية. وفي سيرة التقدم والتفوق حقق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية إنجازاً يضاف إلى سلسلة إنجازاته، وتتويجاً لجهوده في التطوير والتميز وتبني أفضل الممارسات العالمية والنظم الإدارية، فقد حصل المركز على شهادة الآيزو العالمية ISO 9001:2015 خلال عام 2023، والتي تمنحها المنظمة الدولية للمعايير استناداً إلى ما تطبقه من نظم إدارية وما تحققه من تميّز في الأداء وجودة في مستوى الخدمات. وحصول المركز على هذه الجائزة يعد واحداً من الإنجازات النوعية، والذي يسعى من خلاله إلى تطبيق أعلى معايير الجودة والتطوير المستمر والحرص على جودة العمليات والمتابعة المستمرة لاستيفاء معايير الجودة في كافة الخدمات الإدارية وتطوير الأداء الإداري وضمان جودته، والحصول على الاعتراف الدولي بفعالية نظام إدارة الجودة المطبق به. أخيراً، ينتهج المركز منهج التميّز ويضع في أولى أولوياته التطوير ويؤكد الرغبة الأكيدة والطُموح نحو المزيد من التميّز لبناء مستقبل أفضل وامتيازات للوطن بين دول العالم. فرؤية المملكة العربية السعودية 2030 وضعت التوجهات والالتزامات والأهداف التي تسعى القطاعات لتبنيّها وتسخير جميع إمكانياتها لتحقيقها لخلق مجتمع نابض واقتصاد مزدهر، فعملية نشر وترسيخ ثقافة التطوير والجودة في المنظمات أحد الأعمدة الرئيسة الداعمة للاستمرار في تنفيذ عمليات التطوير والجودة وقطف ثمارها.