طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الشرطة بتنفيذ عمليات هدم منازل فلسطينية في القدسالمحتلة خلال شهر رمضان المقبل بزعم بنائها بدون تصاريح، وفق ما ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، الإثنين. وأشارت "كان" إلى أن الاحتلال يمتنع غالبا ومنذ سنوات عن هدم بيوت خلال أشهر رمضان، "من أجل عدم إشعال الميدان". إلا أن الشرطة تستعد لتنفيذ مطالب بن غفير بالرغم من أن هدم بيوت يهدد باشتعال الوضع في القدسالمحتلة ومن شأنه أن يمتد ذلك إلى الضفة الغربية، في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة أصلا. وتأتي تعليمات بن غفير بالرغم من تحذيرات قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من خطوات من شأنها أن تؤدي إلى غليان في صفوف الفلسطينيين. وأفادت "كان" أن بن غفير يتجاهل هذه التحذيرات ويطالب الشرطة بتنفيذ سياسته. وعقبت مصادر في مكتب بن غفير أن "الوزير لا يتطرق إلى مداولات مغلقة". ونقلت "كان" عن مصادر ضالعة في التفاصيل قولها إنه تبين من محادثات أجراها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مع قادة أجهزة الأمن، وبينهم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هليفي، والمفتش العام للشرطة يعقوب شبتاي، ورئيس الشاباك رونين بار، وسكرتير نتنياهو العسكري آفي غيل، أنه "يوجد إجماع في الأجهزة الأمنية على أنه يجب وقف عمليات إنفاذ القانون التي بدأها بن غفير في القدسالشرقية"، والتي تصاعدت خلالها عمليات هدم البيوت وتحرير مخالفات وفرض غرامات على بناء غير مرخص. وحسب "كان"، فإن نتنياهو أوفد سكرتيره العسكري إلى بن غفير من أجل إقناعه بإيقاف الحملة ضد المقدسيين. وقبيل حلول شهر رمضان، قرر بن غفير بتشديد العقوبات على استخدام الألعاب النارية في القدسالمحتلة، وأعلن عنها أنها "مواد متفجرة". وأيد هذه القرار كل من شبتاي ورئيس شعبة التحقيقات والمباحث في الشرطة وممثلي وزارة الاقتصاد والعمل وممثلي مجلس الأمن القومي الذي شاركوا في مداولات عُقدت قبل أسبوعين. وحسب "كان"، فإنه "يتوقع أن يسهل هذا القرار على الشرطة والنيابة العامة اعتقال وتقديم لوائح اتهام متشددة ضد الذين يستخدمون الألعاب النارية". وحذر ضباط كبار في الشرطة بن غفير من أن التخوف من تصعيد أمني في القدسالمحتلةينبع من "العلاقات العامة" التي يمارسها في موازاة الحملات البوليسية ضد المقدسيين، وفقا ل"كان"، وأن خطاب بن غفير في وسائل الإعلام في أعقاب عملية الدهس في مستوطنة "راموت" في القدسالمحتلة، الشهر الماضي، هو الذي يغذي التوتر الميداني وسبب التخوفات من تصعيد أمني. في السياق ذاته شرعت آليات الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين، بهدم منزلين في حي واد الجوز بمدينة القدسالمحتلة. وأفادت مصادر محلية، بأن تعزيزات عسكرية من قوات الاحتلال اقتحمت الحي المذكور، وفرضت طوقًا عسكريًّا على المنطقة، وطلبت من قاطني المنزلين اللذين يعودان لعائلة طوطح، ويؤويان 20 شخصا، تفريغ محتوياتهما، تمهيدا لهدمهما، بحجّة البناء غير المرخّص. وأفاد أحد المتضررين من هدم منزله المواطن يحيى طوطح في اتصال هاتفي مع "وفا"، بأن الاحتلال هدم عددا من منازل العائلة في المنطقة ذاتها منذ عام 2015. وأوضح أن محاولات عديدة بذلوها لترخيص هذه المنازل التي تم تشييدها منذ 25 عاما، ولكن بلدية الاحتلال ترفض ذلك. من جهة أخرى شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر وصباح الاثنين، حملات دهم واعتقالات واسعة في أنحاء متفرقة من بلدات ومدن الضفة الغربيةالمحتلة. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اعتقلت القيادي في الجهاد الإسلامي وحيد أبو مارية عقب اقتحام منزله في بلدة بيت أمر شمال الخليل. كما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب وديع عبد الفتاح أبو جليل 19 عاما من بلدة عناتا شرق القدس بعد اقتحام منزل عائلته وخلع باب المنزل وترويع ساكنيه، واعتقلت أيضا أحمد حسن الفروخ عقب اقتحام منزله في بلدة سعير بالخليل. وفي نابلس، اعتقلت ثمانية شبان وهم عزيز ثوابتة، ومحمود الشامي، ورائد شبيطة، بدر شبيطة، وضاح حجير، محمد طقطوق، تيسير القدرة، محمد جمعة. وطالت حملة الاعتقالات الأسير المحرر حسين أبو عكر عقب اقتحام منطقة وادي أبو فريحة بمدينة بيت لحم. وفي أريحا، اعتقل الاحتلال منصور شلون شقيق الأسير ماهر وأخذ قياسات منزلهم تمهيداً لهدمه. يأتي ذلك في وقت يواصل فيه الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، خطواتهم النضالية (العصيان والاحتجاج) لليوم ال 21 على التوالي ردًا على إجراءات إدارة السجون وقرارات اضطهادهم الصادرة عن وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير. من جهتها، أكدت وزارة الأسرى والمحررين في بيان لها، أن خطوات الأسرى، الاثنين، تتمثل في إرجاع وجبتي الطعام وعدم إدخالها للأقسام، وتنفيذ إرباك ليلي في تمام الساعة 10 مساءً. وشرع الأسرى منذ ال14 من شباط/ فبراير الماضي، بخطوات نضالية، بعد إعلان إدارة السجون وتحديدًا في (نفحة)، البدء بتنفيذ الإجراءات التنكيلية التي أوصى بها المتطرف "بن غفير"، ومن المقرر أن تتّسع خطواتهم حتى الإعلان عن خطوة الإضراب عن الطعام في الأول من رمضان المقبل.