منذ تأهل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم لنهائيات كأس العالم المقامة في قطر 2022 م وجميع الوسط الرياضي السعودي يتمنى مشاركة مُشرفة للمنتخب السعودي في المونديال العالمي، ولم تكن نتائج مرحلة الاستعداد للمونديال مرضية للمشجع السعودي خصوصاً أن المنتخب شارك في سبع مباريات استعداداً للمونديال سجل خلالها هدفين فقط أحدهما فوز على آيسلندا 1 / 0 والآخر تعادل مع بنما 1 / 1 بينما استقبلت شباك الأخضر 4 أهداف بخسارة 1 / 0 من كولمبيا وبذات النتيجة من فنزويلا وآخر التجارب خسارة من كرواتيا وقبلها تعادل مع بنما 1 / 1 ، فالمتابع لتلك المباريات يجد تحفظا كبيرا من قبل مدرب المنتخب السعودي هيرفي رينارد سواء في الهجوم أو حتى الدفاع، وجرب العديد من اللاعبين في تلك التصفيات حتى استقر على التشكيلة الرئيسية في نهاية المباريات التجريبية أمام كرواتيا. وعطفاً على مشاركات المنتخب السعودي في بطولات كأس العالم السابقة باستثناء مونديال 94 م كانت المشاركات مخيبة للآمال خصوصاً النتائج الكبيرة بالخسارة أمام فرنسا 4 / 0 في مونديال 98 م، ثم الخسارة الكبيرة من ألمانيا 8 / 0 في مونديال 2002 م فالخسارة 4 / 0 من أوكرانيا في مونديال 2006م وآخرها الخسارة من روسيا 5 / 0 في مونديال 2018 م، ولم يحصل المنتخب السعودي سوى على خمس نقاط في جميع البطولات السابقة باستثناء 94 م التي حصل من خلالها على ست نقاط، وسجل خلال جميع البطولات السابقة ستة أهداف بهدفين في كل من "مصر، تونس، جنوب أفريقيا" باستثناء مونديال 94 م سجل خلالها على أربعة أهداف، بمعنى لم يسجل أي هدف في أي منتخب أوروبي في المونديالات السابقة باستثناء مونديال 94 م. وقياساً على مشاركات المنتخب السعودي السابقة كانت التوقعات تشير إلى خسائر كبيرة مشابهة لخسارة المنتخب السعودي أمام ألمانياوفرنساوأوكرانياوروسيا خصوصاً من المنتخب الأرجنتيني المرشح الأول لتحقيق اللقب، وكنا نتمنى الخروج في أولى المباريات أمام الأرجنتين بالتعادل أو الخسارة بهدف على أقل تقدير وتقديم مستوى ُمشرف للكرة السعودية، ولكن الصقور الخضر كانوا في الموعد وقدموا ملحمة كروية بل درسا كرويا رائعا لجميع المنتخبات العالمية بالفوز على المنتخب الأرجنتيني 2 - 1 في حدث هز العالم أجمع، وجميع الوسائل الإعلامية في جميع أنحاء العالم كانت ولاتزال تتحدث عن الانتصار السعودي الكبير على الأرجنتين، ومنها ارتفع سقف الطموحات لدى المشجع السعودي الذي يرى الوصول لدور ال 16 واجب على لاعبي الأخضر بل يُطالب الوصول كأقل تقدير إلى دور الثمانية. وكان لإصابات سلمان الفرج وياسر الشهراني تأثير سلبي كبير على لاعبي الأخضر في لقائي بولندا والمكسيك، ورغم النقص والإصابات إلا أن المنتخب السعودي قدم أداء مشرفاً أمام بولندا والمكسيك وخرج بشرف من المونديال العالمي والجميع يتحدث عن المنتخب السعودي وقوته وأدائه الرائع حتى نهاية البطولة، خصوصاً مع تأهل المنتخب الأرجنتيني لنهائي البطولة ويعتبر المنتخب السعودي هو المنتخب الوحيد الذي استطاع الفوز على الأرجنتين في آخر (42) مباراة. ألف شكر لنجوم الأخضر على المستويات الكبيرة والأداء المشرف الذي قدموه في المونديال العالمي، وألف شكر لمعالي وزير الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم على الاهتمام الكبير والإعداد الأكثر من رائع للمنتخب السعودي، وكلنا أمل تحقيق المنتخب السعودي بطولة كأس آسيا القادمة لاستعادة الأمجاد للمنتخب السعودي آسيوياً ومنتخبنا وإدارته قادرة على ذلك بإذن الله. طلال بن محفوظ - جدة