حصلت أوكرانيا على مزيد من وعود الدعم في مواجهة روسيا السبت، في الذكرى التسعين ل"الهولودومور" المجاعة التي سببها عمدا النظام الستاليني في ثلاثينات القرن الماضي وباتت تلقى صدى أكبر منذ الغزو الروسي. وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن شعبه سيصمد في وجه الهجمات الروسية التي تتسبب بانتظام في انقطاع كبير في الكهرباء والمياه مع حلول فصل الشتاء. وقال زيلينسكي في مقطع فيديو على تطبيق تيليجرام إن "الأوكرانيين مروا بأمور رهيبة. وعلى الرغم من كل شيء احتفظوا بالقدرة على عدم الانصياع وحبهم للحرية، في الماضي أرادوا تدميرنا بالجوع واليوم بالظلام والبرد". هذه المجاعة التي تحيي أوكرانيا ذكراها في رابع يوم أحد من نوفمبر، تندرج "على لائحة الجرائم اللاإنسانية التي ارتكبتها أنظمة شمولية تسببت في القضاء على ملايين الأرواح البشرية في أوروبا ولا سيما في النصف الأول من القرن العشرين"، وفق ما جاء في نص القرار. وترفض روسيا بشكل قاطع هذه الصفة مؤكدة أن المجاعة الكبرى التي ضربت الاتحاد السوفياتي في أوائل ثلاثينات القرن الماضي لم يكن ضحاياها من الأوكرانيين فقط، بل من الروس والكازاخستانيين وألمان الفولغا وأفراد شعوب أخرى. في سياق أخر أدى قصف روسي على مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا إلى مقتل 15 شخصاً الجمعة وفق ما أعلنت مسؤولة في المدينة، فيما لا يزال نحو نصف سكان كييف محرومين من الكهرباء في ظل درجات حرارة منخفضة. وأعلن حاكم منطقة خيرسون في وقت سابق الجمعة إجلاء المرضى من مستشفيات المدينة. وقال ياروسلاف يانوشيفيتش على مواقع التواصل الاجتماعي إنه "بسبب القصف الروسي المتواصل، نقوم بإجلاء المرضى من مستشفيات خيرسون". في الأثناء، ما يزال نحو نصف سكان العاصمة كييف محرومين من الكهرباء الحيوية خلال فصل الشتاء البارد بعد يومين من ضربات روسية استهدفت بنى تحتية للطاقة. ومع انخفاض درجات الحرارة في شرق أوكرانيا، يقول سيرغي خميل إن لا خيار أمامه سوى استخدام أكوام صناديق الذخيرة التي خلفتها القوات الروسية المنسحبة كحطب للتدفئة هذا الشتاء. يقول خميل إنه بدون الخشب، سيتجمد على الأرجح وسط أنقاض قريته كاميانكا المدمرة. ويوضح أن "الحصول على ما يكفي من الخشب المقطّع هو أصعب شيء. هناك طابور كبير للحصول على الخشب الذي تم التبرع به من متطوعين". مع انهيار جزء كبير من منزله بسبب القصف، ما زال خميل يعمل من أجل تحويل مطبخه الصيفي إلى مكان إقامة شتوي مؤقت، مع ملئه ببطانيات وصناديق ذخيرة فارغة وفرن جمع من أغلفة قذائف روسية. في مارس، تعرّضت القرية للقصف قبل أن يقتحم جنود مشاة ودبابات المنطقة فيما كانت تتقدّم القوات الروسية إلى الجنوب من إيزيوم خلال الأيام الأولى من الغزو.