الدعيلج: ننفذ أفضل الممارسات في صناعة الطيران المدني    أمراء المناطق يناقشون توفير أفضل البرامج والخدمات للمواطنين    «السعودية للطاقة» الأقل تكلفة لإنتاج الكهرباء من «المتجددة»    مجلس الطيران العالمي    تسعيني ينال الثانوية قبل وفاته بأيام    السعودية تستثمر في «إنتاج أبطال» سعوديين بدل «التجنيس»    تعديل في تنظيم هيئة تنفيذ اتفاقيات حظر الأسلحة الكيميائية    القتل للإرهابي «آل جوهر».. هدد الأمن الوطني    700 ألف صك صدرت عبر البورصة العقارية    منى زكي تجسّد دور «أم كلثوم».. وحفيدها يعترض !    600 متخصص و160 ورقة علمية في مؤتمر الطب المخبري    بتوجيه خالد الفيصل.. نائب أمير مكة يرأس اجتماع لجنة الحج المركزية    احذر.. قد يأتيك السرطان من داخل سيارتك !    تلوث الهواء يزيد خطر الإصابة بالخرف !    أنواع من الشاي الأشهر حول العالم    الأخضر تحت 17 لرفع الأثقال يشارك في بطولة العالم بالبيرو    مجلس تراحم الباحة يعقد اجتماعه الأول لعام 2024 .    برعاية وزير الداخلية.. تخريج الدورة التأهيلية للفرد الأساسي لمجندات الدفعة السادسة في معهد التدريب النسوي    سيدات الشباب يتوجن بلقب بطولة الصالات في نسختها الثانية    نقل مباراة الهلال والطائي من ملعب المملكة أرينا إلى ملعب نادي الشباب    الرائد .. تذاكر مباراتنا أمام الأهلي متاحة الآن    عقد ضخم ينتظر حارس ليفربول والثقافة السعودية تحفز نجم ال" ميلان" للانتقال إلى روشن    الهلال يستعيد سالم قبل النهائي المرتقب    الرؤية والتحول التاريخي ( 3 – 4)    تطوير مناطق صناعية ولوجستية    لجنة شورية تناقش حقوق المستهلك    "هدف": نعمل على تمكين استدامة التوظيف لفئات المستفيدين عالية المخاطر    فرضية في طريق الهجرة استعداداً لموسم الحج    لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء.. ولي العهد يطمئن الجميع على صحة خادم الحرمين    ولي العهد‬⁩ يطمئن الجميع على صحة ⁧‫الملك سلمان    أمير المدينة يستقبل المشايخ ومديري الإدارات الحكومية المدنية والعسكرية    نائب أمير الرياض يرعى حفل التخرج بمدارس الملك فيصل    ترجمة الهوية    أنيس منصور الذي عاش في حياتنا 2-2    اطلاق برامج دعوية لخدمة ضيوف الرحمن    دبابات الاحتلال تحاصر مستشفيات شمال غزة    الدولة واهتمامها بخدمة ضيوف الرحمن    مذكرة تفاهم لتوفير مياه زمزم لحجاج الداخل    بتوجيه من أمير مكة.. الأمير سعود بن مشعل يرأس اجتماع لجنة الحج المركزية    السعودية.. إنجازات وطموحات رائدة نحو الفضاء    تويتر ينتقل نهائياً إلى«إكس دوت كوم»    اطلع على برامج التدريب التقني.. أمير القصيم ينوه بدور«الشورى»    هديتي تفاحة    لمرضى الروماتيزم في الحج .. مختص: تناولوا الأدوية في مواعيدها    غرور الهلاليين وتواضع الأهلاويين    تكريم الفائزين والفائزات بجائزة الشيخ محمد بن صالح    أشيعوا بهجة الأمكنة    نائب أمير المنطقة الشرقية يشهد حفل تخريج طلاب كليات الأصالة    ماذا بعد وفاة الرئيس الإيراني ؟    أمير الرياض يستقبل ابن عياف وسفير كازاخستان    إصدار 700 ألف صك عبر البورصة العقارية    «الذكاء الاصطناعي» الأوروبي.. إنفاذ القانون والتوظيف    IF يتصدر شباك التذاكر    الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 28 يونيو    نائب وزير الخارجية يقدم واجب العزاء والمواساة في وفاة رئيس إيران    السعودية تحقق أكبر تحسن إقليمي في قطاع السياحة منذ 2019    أمير القصيم يستقبل ووفداً من أعضاء مجلس الشورى ونائب المحافظ لخدمات المساندة بالتدريب التقني    كفاءات سعودية تتحدث الإندونيسية بجاكرتا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملك يفتتح أعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى
نشر في الرياض يوم 15 - 10 - 2022

مجلس الشورى أمضى قرابة القرن الهجري منذ أن أمر المؤسس بإنشاء أول تنظيم رسمي له
يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - عبر الاتصال المرئي - اليوم الأحد أعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، ويلقي خطاباً يتناول فيه - أيّده الله - السياستين الداخلية والخارجية للدولة، حول ذلك وعن أبرز قرارات المجلس خلال العام الشوري المنقضي، وأثرها على تجويد الأداء الحكومي، والصورة الذهنية السلبية المأخوذة عن أداء المجلس، وتقييم حصاد إنجازات السنة الثانية من هذه الدورة، أجرت "الرياض" حواراً مع رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ الذي أكد أنَّ الخطاب الملكي السنوي هو مصدر اعتزاز لمجلس الشورى ومناسبة يتطلع لها كلَّ عام، للاستماع إلى الكلمة الضافية لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، وما تحمله من مضامين ورسائل مهمة، تُجدِّدُ المسيرة الشورية وتعزِّزُ مِنهاج عمل المجلس في مناقشة ودراسة جميع الموضوعات التي تندرج تحت صلاحياته واختصاصاته، وأردف: إنَّ المجلس يحظى باهتمام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - من خلال دعمهما المستمر والمتواصل للمجلس، ممّا يؤكد ثقة القيادة الرشيدة في مجلس الشورى ودوره كشريك في صناعة القرار، بوصفه بيت خبرة في تعزيز عمل أجهزة الدولة ومحطة مهمة في سَنِّ الأنظمة والتشريعات، واستعرض آل الشيخ ما تحقق للمجلس خلال أعمال السنة الثانية من دورة المجلس الثامنة، والتي عقد فيها (53) جلسة، أصدر خلالها (396) قرارًا، وناقش خلالها (210) من تقارير الأجهزة الحكومية، وأصدر بشأنها قراراته بعد تمعّن ودراسة، مشيراً إلى أنَّ السنة الثانية من الدورة الحالية حملت إنجازات تتعلق بالدبلوماسيةِ البرلمانيةِ منْ خلالِ تنفيذِ أكثرَ منْ (34) مشاركةً وزيارةً رسمية، كما عقدت لجان الصداقة البرلمانية (44) اجتماعاً مع نظيراتها في المجالس البرلمانية أو الدبلوماسيين في المملكة، وذلك دعماً للجهود، وإيضاحاً لوجهة نظر المملكة تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة.
الصورة الذهنية عن المجلس لدى البعض سببها عدم فهم أدواره
إلى نص الحوار:
* يشرف مجلس الشورى بافتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - لأعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة للمجلس، وإلقاء الخطاب الملكي الكريم.. كيف تقرؤون معاليكم هذه المناسبة؟
* يسرني قبل ذلك أن أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وليّ العهد، رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله - على ما يقدمانه من رعاية واهتمام بمجلس الشورى، وعلى دعم أعماله لمواصلة إنجازاته في كلِّ سنة من سنوات دورته، وذلك ليس بالأمر المستغرب على قيادة هذه البلاد المباركة.
رئاسة المجلس لا تتدخل فيما يدلي به العضو من رأي.. ولهم طرح كل ما يتعلق بالشأن العام
إن إلقاء خادم الحرمين الشريفين الخطاب السنوي في افتتاح أعمال سنةٍ جديدة من أعمال المجلس، والتي يحدِدُ فيها - حفظه الله - السياسة العامة للدولة داخليًا وخارجيًا، تعدُ مناسبةً مهمةً، وتعطي أعضاء المجلس وقادته دفعةً معنويةً وطاقةً جديدةً للعمل تحقيقًا للمصلحة العامة، كما أنَّ الخطاب يعتبر خطة عمل شاملة للمجلس خلال سنته الشورية القادمة.
* إجابتكم السابقة تقودني إلى بداية الثقة الملكية في اختياركم رئيساً لمجلس الشورى منذ 19 / 2 / 1430ه، وامتداد هذه الثقة حتى يومنا هذا.. نود التعرف على تطلعاتكم لأداء المجلس، وآليات تطوير أعماله، وتعزيز مخرجاته؟
خادم الحرمين يستعرض السياسة الداخلية والخارجية للدولة.. اليوم
* إنَّ هذه الثقة الملكية الكريمة شرفٌ أعتز به، وتحمّلُنا مسؤوليةً كبيرة، ونعمل جاهدين في كلِّ سنة شورية إلى تطوير كافة الأعمال التي نقوم بها في المجلس ونقيّم مخرجاته، والتأكد من جودة القرارات التي يتم اتخاذها، وفي هذا المقام لا أبد أن أنوه بجهود رؤساء المجلس السابقين منذ تأسيسه وحتى بعد تحديثه معالي الشيخ محمد بن إبراهيم بن جبير - رحمه الله - ومعالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد اللذين واكبا الانطلاقة وعاصرا المجلس بمرحلته الحالية، وعملا على نهوض العمل.
«الشورى» يحمل هموم المواطنين في كل أعماله ويسعى دائماً لتحقيق تطلعاتهم
* ما تقييمكم لحصاد إنجازات السنة الثانية من هذه الدورة؟ وهل لنا أن نلقي الضوء على قرارات المجلس في سنته الثانية بدورته الثامنة؟
* مجلس الشورى يُسخر كلَّ طاقاته لتقديم ما يُحقق تطلعات القيادة الحكيمة، ويلبي طموحات المواطنين تحقيقًا للمصلحة العليا، والسنة الثانية التي انتهت أعمالها مؤخرًا حملت العديد من الإنجازات فالمجلس لا يتوقف عن العمل بل يطمح دائمًا للإنجاز مع مراعاة الجودة.
ومجلس الشورى بأعضائه خلال السنة الماضية استطاع في (53) جلسة إصدار (196) قراراً، حيث كان من بينها (210) قرارات تتعلق بالتقارير السنوية للجهات الحكومية، و(63) قرارًا يتعلق بالأنظمة واللوائح بالإضافة إلى (119) قراراً يتعلق بالاتفاقيات والمعاهدات، وكلَّ قرار من هذه القرارات يتطلب دراسة ومن ثم مراجعة ومناقشات، إلى أنْ يصوت عليه تحت قبة المجلس، كما أنّ لجان المجلس المتخصصة تعمل بكل جدٍ لعقد الاجتماعات واللقاء بمسؤولي الأجهزة الحكومية ومناقشتهم حول تقاريرهم حيث عقدت لجان المجلس (252) اجتماعاً بمشاركة (258) مسؤولاً حكومياً، وهذا ما تم ولله الحمد خلال السنة الثانية.
وبالإشارة إلى القرارات التي أصدرها المجلس خلال السنة الثانية فقد لا يتسع المجال لذكرها خلال هذا الحوار، ولكن لعلنا نستعرض شيئاً منها، فقد وافق المجلس على مشروع نظام الشركات ومشروع نظام إمدادات الطاقة، ومشروع نظام بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ومشروع نظام السكك الحديدية، والكثير من القرارات التي أصدرها المجلس تجاه العديد من الموضوعات.
396 قراراً خلال العام المنصرم.. و210 قرارات تتعلق بتقارير أداء الجهات الحكومية السنوية
كما أن المجلس قد أصدر قراراتٍ تجاه العديد تقارير الأداء السنوية للأجهزة الحكومية من ضمنها قرارٌ طالب فيه وزارة العدل بإعادة تحديد المؤشرات العدلية المحلية؛ بما يتوافق مع طبيعة الأعمال العدلية بالمملكة، وأن تكون من ضمن مهام مرصدها للمؤشرات والتقارير العدلية الدولية، كما أنَّ المجلس خلال السنة الثانية قد طالب الهيئة العامة للعقار بوضع مدونات سلوك وسياسات وإجراءات استرشادية؛ لإدارة الثروات العقارية تشتمل على: (طرق التملك، والتوثيق، والعقود، والاستثمار، والتطوير، والتمويل، والصيانة، والتأجير، والتسويق، والإدارة)، لتكون مرجعيات معيارية لدى الأفراد والمؤسسات والشركات في القطاع العقاري، وتسهم في تنميته وتحفظ حقوق المتعاملين فيه.
تواجد ودور كبير للمجلس بكافة المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية والدفاع عن قضايا المملكة
* صحيح معالي الشيخ ما أسلفتم ذكره هي مُنجزات كبيرة جداً، لكن رغم الجهود التي يبذلها المجلس والفريق الإعلامي المميز فيه.. وترحيبكم الدائم بوسائل الإعلام وتيسير تغطيتها لأعمال جلسات الشورى.. لكن كيف ترون السبب في بعض الصورة الذهنية السلبية المأخوذة عن أداء المجلس؟
* من خلال ما نرصده في وسائل الإعلام بمختلف فئاتها ومنصاتها بشكل يومي، فإننا نلمس تفهماً لنظام المجلس وآليات عمله، وتضعُ لجان المجلس كافة كل ما يطرح بعين الاعتبار، وكما أشرت به في سؤالك فنحن نرحب بوسائل الإعلام بشكل دائم في مجلس الشورى، بل إن التواصل مع وسائل الإعلام مستمر، وحريصون خلال السنوات الماضية على عقد اللقاءات مع كتاب الرأي والصحفيين وليس لدى المجلس أي تحفظ في ذلك، وبطبيعة العلاقة بين كافة وسائل الإعلام فالجميع يعمل لتحقيق أهدافه ونسعى دائمًا في أن تكون أهدافنا هي رفعة هذا الوطن بجميع مكوناته، وتحقيق ما تطمح له قيادة هذه البلاد بإذن الله.
فيما يتعلق بالصورة الذهنية لمجلس الشورى فربما هناك لدى البعض عدم فهم للأدوار التي يقوم بها، فمجلس الشورى يسعى دائمًا لتحقيق لآمال وتطلعات المواطنين كافة.
تعاون الجهات الحكومية كافة مع مجلس الشورى دليل أهمية قراراته
* لكن هل ترون من أسباب عدم تفهم طبيعة عمل المجلس أن هناك خطوطاً من الصعب على الأعضاء تجاوزها تحت القبة؟ وهل تتدخل رئاسة المجلس في عمل الأعضاء؟
* مجلس الشورى لديه نظام صادرٌ في العام 1412 ه، كما أنَّ لديه لائحة داخلية توضح كيفية إدارة جلساته، وسير أعماله وأعمال لجانه، وأسلوب التصويت، كما تنظم قواعد المناقشة، وأصول إبداء وجهات النظر، وللأعضاء الحق في إبداء آرائهم في كل الموضوعات التي يتم طرحها أمام المجلس، كما أن للأعضاء - وبعيداً عن بنود الجلسة وقبل بدايتها - لهم الحق في طرح كل ما يتعلق "بالشأن العام" وتم وضع آلية للاستفادة من هذه النافذة المهمة.
زيارات ميدانية لمجالس المناطق للالتقاء بالمسؤولين والاستماع إلى المواطنين والوقوف على المشاريع التنموية
أما بالنسبة لرئاسة المجلس فتعمل على إدارة جلسات المجلس ولا يمكن أن تتدخل فيما يدلو به العضو من رأي، وتضمن رئاسة المجلس منح جميع أعضاء المجلس فرصة الحديث بنفس المدة مع مراعاة الاختصاصات والخبرات خلال المناقشات، وانسجام ما يطرح مع نظام المجلس وآليات عمله.
* كيف يصنع مجلس الشورى القرار ويساهم فيه من خلال الخبرة الطويلة؟
* أمضى مجلس الشورى قرابة القرن الهجري منذ أن أمر المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - بإنشاء أول تنظيم رسمي له، ومنذ ذلك الحين أصبح مجلس الشورى مُساهماً في صناعة القرار وركيزة أساسية في المملكة العربية السعودية يعمل انطلاقاً من كتاب الله العظيم وسنة نبيه الكريم ومتوافقاً مع توجهات الدولة في سن الأنظمة والقوانين، واستمر على هذا الأساس حتى وقتنا الحاضر داعماً ومشاركاً في دفع التنمية وتعزيزها حيث يقوم المجلس وفقاً للمادة الخامسة عشرة من نظامه بإبداء الرأي في السياسيات العامة للدولة والتي تُحال إليه من رئيس مجلس الوزراء فيناقش على هذا الأساس الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويبدي رأيه نحوها كما يقوم بدراسة الأنظمة واللوائح والمعاهدات والاتفاقيات الدولية والامتيازات واقتراح ما يراه بشأنها، إضافة إلى مناقشة المجلس لتقارير الأداء السنوية للأجهزة الحكومية الأخرى، واقتراح ما يراه حيالها
كما أن لمجلس الشورى اقتراح مشروع نظام جديد أو اقتراح تعديل نظام نافذ بدارسة ذلك في المجلس، وعلى رئيس مجلس الشورى رفع ما يقرره المجلس للملك حسبما وضحت المادة الثالثة والعشرون من نظام مجلس الشورى.
* للمجلس دور كبير وفاعل في التواصل والتعاون مع مجالس وبرلمانات العالم.. ما أثر ذلك على المملكة، نود أن نلقى المزيد من الضوء على دور المجلس في هذا المجال؟
* مجلس الشورى يحملُ أدواراً كبيرةً في كافة المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية، نسعى من خلالها إلى إبراز جهود المملكة العربية السعودية والدفاع عن قضاياها، والتواصل مع كافة البرلمانات في الدول الشقيقة والصديقة، ويقوم بزياراتٍ عديدة ولقاءات واجتماعات لبحث تطوير علاقات المملكة مع كافة الدول.
كما أن مجلس الشورى أيضاً عضوٌ في العديد من الاتحادات الإقليمية والدولية، ومشاركته في نشاطات مختلف الاتحادات البرلمانية العربية والإسلامية والدولية والهيئات واللجان المتفرعة عنها، وكذا في الاجتماعات والمنتديات المتخصصة، فهو عضوٌ في الاتحاد البرلماني الدولي، واتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة العالم الإسلامي، ويعد المجلس عضوًا مؤسسًا فيه، وكذلك البرلمان العربي، والاتحاد البرلماني العربي، والاتحاد البرلماني الآسيوي، والعديد من الاتحادات والمنظمات الأخرى، خدمةً لمصالح المملكة والدفاع عن قضاياها على كافة المستويات.
أيضاً يوجد لدى المجلس لجان صداقة برلمانية، كل لجنة تتعلق بعدد من الدول، وتقوم هذه اللجان بالاجتماع مع سفراء الدول في المملكة، والتواصل مع البرلمانات والقيام بزياراتٍ متبادلة لمناقشة العديد من الموضوعات التي تسهم في تحقيق التقدم في التعاون مع الدول في كافة المجالات.
ولا بد أن نشير إلى أن للدبلوماسية البرلمانية دور مهم في دعم الدبلوماسية العامة للدولة ويتجلى ذلك في كافة النشاطات والمشاركات التي يقوم بها مجلس الشورى خلال كل عام بكافة مكوناته.
* كيف يتابع المجلس قراراته على تقارير الأداء السنوي للأجهزة الحكومية..؟
* نصت المادة ال(15) من نظام مجلس الشورى على أن يبدي مجلس الشورى الرأي في السياسات العامة للدولة التي تحال إليه من رئيس مجلس الوزراء، وله على وجه الخصوص ما يلي: مناقشة الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإبداء الرأي نحوها، ودراسة الأنظمة واللوائح والمعاهدات والاتفاقيات الدولية والامتيازات، واقتراح ما يراه بشأنها، وتفسير الأنظمة، ومناقشة التقارير السنوية التي تقدمها الوزارات، والأجهزة الحكومية الأخرى، واقتراح ما يراه حيالها.
وبناءً على ذلك يُناقش المجلس تقارير الأجهزة الحكومية ويصدر قراره بشأنها، ويعود في كل عام لدراسة تقرير السنة الجديدة، وخلال لقاءات أعضاء اللجنة المتخصصة مع الجهة يتم البحث والنقاش، كما يؤكد المجلس على قرارته السابقة، وفي هذا الصدد أنوه بما يجده مجلس الشورى من تعاون الجهات الحكومية كافة، إيماناً منها بأهمية قرار المجلس.
* فيما يخص أداء الأجهزة الرقابية.. كيف ترون أداء هيئة الرقابة ومكافحة الفساد وديوان المحاسبة وأجهزة الرقابة عموماً؟
* مجلس الشورى وبناءً على نظامه يبدي رأيه حيال التقارير السنوية لهذه الجهات، والتي تُحال له من رئيس مجلس الوزراء، وعلى ذلك يناقشها نقاشًا دقيقاً ويطّلع على التحديات في أداء الجهة بناءً على تقريرها ويقدم قراراته التي تخدم رفع جودة الخدمات التي تقدمها، والارتقاء بأدائها إلى أعلى المستويات، فالمجلس لا يقدم رأيه في أي جهاز إلا بناء على ما تم في تقريره السنوي المقدم للمجلس.
* ما الذي يقدمه مجلس الشورى لدعم الجيل الشاب في المملكة؟
* حرص مجلس الشورى - ولا يزال - على التأكيد على عنصر الشباب السعودي رجالاً ونساءً كونهم الأداة الرئيسة للدفع بعجلة التطور والتنمية، إذا زودوا بالمعارف والتدريب وصقل المواهب وهذا ما تؤكد عليه رؤية 2030 وتعول عليه، كون الشباب هم العنصر المهم لترجمة أهداف وطموحات الرؤية وجعلها واقعاً ملموساً، والمجلس بدوره يعمل جاهداً لدعم وإنجاح هذا التوجه من خلال دراساته لتقارير الأداء الحكومية وتوصياته بشأنها والتأكيد على تدريب الشباب وصقل مواهبهم مطالباً كل الجهات الحكومية لتحقيق هذه التوصيات بل ومتابعتها كما يعمل المجلس وفق نظامه بتعديل بعض الأنظمة القائمة واقتراح أنظمة جديدة تصب في صالح الشباب، فالمجلس يتابع كل ما يخص الشباب من خلال لجانه المتخصصة كلجنة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والتي تختص بدراسة الموضوعات والأنظمة واللوائح ذات العلاقة بالجوانب الإدارية، وتنمية الموارد البشرية والاجتماعية والتدريب الإداري، إضافة إلى لجنة الثقافة والسياحة والرياضة والتي تختص بدورها بدراسة الموضوعات والأنظمة واللوائح ذات العلاقة بالجوانب الثقافية والرياضية والسياحة والترفيه، والنشاطات الثقافية الداخلية والخارجية والحوارات الفكرية الثقافية، والملكية الفكرية، والمكتبات العامة ودور النشر.
* ما مدى اهتمام مجلس الشورى باحتياجات المواطن والتفاعل معها ومتابعة هذه الاحتياجات والتنسيق مع الحكومة لتحقيقها، خاصة أن الحكومة تعمل بتوجيهات كريمة من أجل المواطن في جميع أنحاء المملكة؟
* مجلس الشورى يُعد مُشاركاً في صنع القرار وفقاً لاختصاصه وتحقيقاً لطموحات المواطن واحتياجاته، بل ويتفاعل معها، حيث يتخذ المجلس قراراتٍ تُسهم في دفع كل ما من شأنه الارتقاء بالوطن والمواطن.
ويعمل المجلس من خلال القرارات التي يصدرها على تحقيق وتلبية احتياجات المواطنين، كما يحرص المجلس في كل أعماله على أن يحمل هموم المواطن وينقلها للمسؤولين كلٌ حسب اختصاصه، إذ يعطي مجلس الشورى هذا الجانب اهتماماً خاصاً، وذلك من خلال استضافته للوزراء تحت قبة المجلس وفي جلساته العامة، كما يستضيف مسؤولي الأجهزة في لجانه المتخصصة حيث يوضح هؤلاء المسؤولون العديد من الموضوعات التي تدخل في اختصاصهم.
وفي إطار حرص مجلس الشورى على الاطلاع على كافة الخدمات المُقدمة للمواطنين، سعياً للتطوير والتجويد، يقوم أعضاء مجلس الشورى بتنفيذ زياراتٍ لمجالس المناطق في المملكة للالتقاء بالمسؤولين فيها، والاستماع إلى آراء المواطنين، والوقوف على المشاريع التنموية بالمنطقة من خلال برنامج زيارة يهدف إلى تحقيق التنمية في مناطق المملكة، ممّا يتيح للمجلس الاستفادة من هذه الزيارات الميدانية عند دراسة المجلس للتقارير السنوية للجهات الحكومية بما يسهم في تحسين الأداء والخدمات المقدمة للمواطن.
يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - عبر الاتصال المرئي - اليوم الأحد أعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، ويلقي خطاباً يتناول فيه - أيّده الله - السياستين الداخلية والخارجية للدولة، حول ذلك وعن أبرز قرارات المجلس خلال العام الشوري المنقضي، وأثرها على تجويد الأداء الحكومي، والصورة الذهنية السلبية المأخوذة عن أداء المجلس، وتقييم حصاد إنجازات السنة الثانية من هذه الدورة، أجرت "الرياض" حواراً مع رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ الذي أكد أنَّ الخطاب الملكي السنوي هو مصدر اعتزاز لمجلس الشورى ومناسبة يتطلع لها كلَّ عام، للاستماع إلى الكلمة الضافية لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، وما تحمله من مضامين ورسائل مهمة، تُجدِّدُ المسيرة الشورية وتعزِّزُ مِنهاج عمل المجلس في مناقشة ودراسة جميع الموضوعات التي تندرج تحت صلاحياته واختصاصاته، وأردف: إنَّ المجلس يحظى باهتمام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - من خلال دعمهما المستمر والمتواصل للمجلس، ممّا يؤكد ثقة القيادة الرشيدة في مجلس الشورى ودوره كشريك في صناعة القرار، بوصفه بيت خبرة في تعزيز عمل أجهزة الدولة ومحطة مهمة في سَنِّ الأنظمة والتشريعات، واستعرض آل الشيخ ما تحقق للمجلس خلال أعمال السنة الثانية من دورة المجلس الثامنة، والتي عقد فيها (53) جلسة، أصدر خلالها (396) قرارًا، وناقش خلالها (210) من تقارير الأجهزة الحكومية، وأصدر بشأنها قراراته بعد تمعّن ودراسة، مشيراً إلى أنَّ السنة الثانية من الدورة الحالية حملت إنجازات تتعلق بالدبلوماسيةِ البرلمانيةِ منْ خلالِ تنفيذِ أكثرَ منْ (34) مشاركةً وزيارةً رسمية، كما عقدت لجان الصداقة البرلمانية (44) اجتماعاً مع نظيراتها في المجالس البرلمانية أو الدبلوماسيين في المملكة، وذلك دعماً للجهود، وإيضاحاً لوجهة نظر المملكة تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة.
إلى نص الحوار:
* يشرف مجلس الشورى بافتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - لأعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة للمجلس، وإلقاء الخطاب الملكي الكريم.. كيف تقرؤون معاليكم هذه المناسبة؟
* يسرني قبل ذلك أن أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وليّ العهد، رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله - على ما يقدمانه من رعاية واهتمام بمجلس الشورى، وعلى دعم أعماله لمواصلة إنجازاته في كلِّ سنة من سنوات دورته، وذلك ليس بالأمر المستغرب على قيادة هذه البلاد المباركة.
إن إلقاء خادم الحرمين الشريفين الخطاب السنوي في افتتاح أعمال سنةٍ جديدة من أعمال المجلس، والتي يحدِدُ فيها - حفظه الله - السياسة العامة للدولة داخليًا وخارجيًا، تعدُ مناسبةً مهمةً، وتعطي أعضاء المجلس وقادته دفعةً معنويةً وطاقةً جديدةً للعمل تحقيقًا للمصلحة العامة، كما أنَّ الخطاب يعتبر خطة عمل شاملة للمجلس خلال سنته الشورية القادمة.
* إجابتكم السابقة تقودني إلى بداية الثقة الملكية في اختياركم رئيساً لمجلس الشورى منذ 19 / 2 / 1430ه، وامتداد هذه الثقة حتى يومنا هذا.. نود التعرف على تطلعاتكم لأداء المجلس، وآليات تطوير أعماله، وتعزيز مخرجاته؟
* إنَّ هذه الثقة الملكية الكريمة شرفٌ أعتز به، وتحمّلُنا مسؤوليةً كبيرة، ونعمل جاهدين في كلِّ سنة شورية إلى تطوير كافة الأعمال التي نقوم بها في المجلس ونقيّم مخرجاته، والتأكد من جودة القرارات التي يتم اتخاذها، وفي هذا المقام لا أبد أن أنوه بجهود رؤساء المجلس السابقين منذ تأسيسه وحتى بعد تحديثه معالي الشيخ محمد بن إبراهيم بن جبير - رحمه الله - ومعالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد اللذين واكبا الانطلاقة وعاصرا المجلس بمرحلته الحالية، وعملا على نهوض العمل.
* ما تقييمكم لحصاد إنجازات السنة الثانية من هذه الدورة؟ وهل لنا أن نلقي الضوء على قرارات المجلس في سنته الثانية بدورته الثامنة؟
* مجلس الشورى يُسخر كلَّ طاقاته لتقديم ما يُحقق تطلعات القيادة الحكيمة، ويلبي طموحات المواطنين تحقيقًا للمصلحة العليا، والسنة الثانية التي انتهت أعمالها مؤخرًا حملت العديد من الإنجازات فالمجلس لا يتوقف عن العمل بل يطمح دائمًا للإنجاز مع مراعاة الجودة.
ومجلس الشورى بأعضائه خلال السنة الماضية استطاع في (53) جلسة إصدار (196) قراراً، حيث كان من بينها (210) قرارات تتعلق بالتقارير السنوية للجهات الحكومية، و(63) قرارًا يتعلق بالأنظمة واللوائح بالإضافة إلى (119) قراراً يتعلق بالاتفاقيات والمعاهدات، وكلَّ قرار من هذه القرارات يتطلب دراسة ومن ثم مراجعة ومناقشات، إلى أنْ يصوت عليه تحت قبة المجلس، كما أنّ لجان المجلس المتخصصة تعمل بكل جدٍ لعقد الاجتماعات واللقاء بمسؤولي الأجهزة الحكومية ومناقشتهم حول تقاريرهم حيث عقدت لجان المجلس (252) اجتماعاً بمشاركة (258) مسؤولاً حكومياً، وهذا ما تم ولله الحمد خلال السنة الثانية.
وبالإشارة إلى القرارات التي أصدرها المجلس خلال السنة الثانية فقد لا يتسع المجال لذكرها خلال هذا الحوار، ولكن لعلنا نستعرض شيئاً منها، فقد وافق المجلس على مشروع نظام الشركات ومشروع نظام إمدادات الطاقة، ومشروع نظام بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ومشروع نظام السكك الحديدية، والكثير من القرارات التي أصدرها المجلس تجاه العديد من الموضوعات.
كما أن المجلس قد أصدر قراراتٍ تجاه العديد تقارير الأداء السنوية للأجهزة الحكومية من ضمنها قرارٌ طالب فيه وزارة العدل بإعادة تحديد المؤشرات العدلية المحلية؛ بما يتوافق مع طبيعة الأعمال العدلية بالمملكة، وأن تكون من ضمن مهام مرصدها للمؤشرات والتقارير العدلية الدولية، كما أنَّ المجلس خلال السنة الثانية قد طالب الهيئة العامة للعقار بوضع مدونات سلوك وسياسات وإجراءات استرشادية؛ لإدارة الثروات العقارية تشتمل على: (طرق التملك، والتوثيق، والعقود، والاستثمار، والتطوير، والتمويل، والصيانة، والتأجير، والتسويق، والإدارة)، لتكون مرجعيات معيارية لدى الأفراد والمؤسسات والشركات في القطاع العقاري، وتسهم في تنميته وتحفظ حقوق المتعاملين فيه.
* صحيح معالي الشيخ ما أسلفتم ذكره هي مُنجزات كبيرة جداً، لكن رغم الجهود التي يبذلها المجلس والفريق الإعلامي المميز فيه.. وترحيبكم الدائم بوسائل الإعلام وتيسير تغطيتها لأعمال جلسات الشورى.. لكن كيف ترون السبب في بعض الصورة الذهنية السلبية المأخوذة عن أداء المجلس؟
* من خلال ما نرصده في وسائل الإعلام بمختلف فئاتها ومنصاتها بشكل يومي، فإننا نلمس تفهماً لنظام المجلس وآليات عمله، وتضعُ لجان المجلس كافة كل ما يطرح بعين الاعتبار، وكما أشرت به في سؤالك فنحن نرحب بوسائل الإعلام بشكل دائم في مجلس الشورى، بل إن التواصل مع وسائل الإعلام مستمر، وحريصون خلال السنوات الماضية على عقد اللقاءات مع كتاب الرأي والصحفيين وليس لدى المجلس أي تحفظ في ذلك، وبطبيعة العلاقة بين كافة وسائل الإعلام فالجميع يعمل لتحقيق أهدافه ونسعى دائمًا في أن تكون أهدافنا هي رفعة هذا الوطن بجميع مكوناته، وتحقيق ما تطمح له قيادة هذه البلاد بإذن الله.
فيما يتعلق بالصورة الذهنية لمجلس الشورى فربما هناك لدى البعض عدم فهم للأدوار التي يقوم بها، فمجلس الشورى يسعى دائمًا لتحقيق لآمال وتطلعات المواطنين كافة.
* لكن هل ترون من أسباب عدم تفهم طبيعة عمل المجلس أن هناك خطوطاً من الصعب على الأعضاء تجاوزها تحت القبة؟ وهل تتدخل رئاسة المجلس في عمل الأعضاء؟
* مجلس الشورى لديه نظام صادرٌ في العام 1412 ه، كما أنَّ لديه لائحة داخلية توضح كيفية إدارة جلساته، وسير أعماله وأعمال لجانه، وأسلوب التصويت، كما تنظم قواعد المناقشة، وأصول إبداء وجهات النظر، وللأعضاء الحق في إبداء آرائهم في كل الموضوعات التي يتم طرحها أمام المجلس، كما أن للأعضاء - وبعيداً عن بنود الجلسة وقبل بدايتها - لهم الحق في طرح كل ما يتعلق "بالشأن العام" وتم وضع آلية للاستفادة من هذه النافذة المهمة.
أما بالنسبة لرئاسة المجلس فتعمل على إدارة جلسات المجلس ولا يمكن أن تتدخل فيما يدلو به العضو من رأي، وتضمن رئاسة المجلس منح جميع أعضاء المجلس فرصة الحديث بنفس المدة مع مراعاة الاختصاصات والخبرات خلال المناقشات، وانسجام ما يطرح مع نظام المجلس وآليات عمله.
* كيف يصنع مجلس الشورى القرار ويساهم فيه من خلال الخبرة الطويلة؟
* أمضى مجلس الشورى قرابة القرن الهجري منذ أن أمر المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - بإنشاء أول تنظيم رسمي له، ومنذ ذلك الحين أصبح مجلس الشورى مُساهماً في صناعة القرار وركيزة أساسية في المملكة العربية السعودية يعمل انطلاقاً من كتاب الله العظيم وسنة نبيه الكريم ومتوافقاً مع توجهات الدولة في سن الأنظمة والقوانين، واستمر على هذا الأساس حتى وقتنا الحاضر داعماً ومشاركاً في دفع التنمية وتعزيزها حيث يقوم المجلس وفقاً للمادة الخامسة عشرة من نظامه بإبداء الرأي في السياسيات العامة للدولة والتي تُحال إليه من رئيس مجلس الوزراء فيناقش على هذا الأساس الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويبدي رأيه نحوها كما يقوم بدراسة الأنظمة واللوائح والمعاهدات والاتفاقيات الدولية والامتيازات واقتراح ما يراه بشأنها، إضافة إلى مناقشة المجلس لتقارير الأداء السنوية للأجهزة الحكومية الأخرى، واقتراح ما يراه حيالها
كما أن لمجلس الشورى اقتراح مشروع نظام جديد أو اقتراح تعديل نظام نافذ بدارسة ذلك في المجلس، وعلى رئيس مجلس الشورى رفع ما يقرره المجلس للملك حسبما وضحت المادة الثالثة والعشرون من نظام مجلس الشورى.
* للمجلس دور كبير وفاعل في التواصل والتعاون مع مجالس وبرلمانات العالم.. ما أثر ذلك على المملكة، نود أن نلقى المزيد من الضوء على دور المجلس في هذا المجال؟
* مجلس الشورى يحملُ أدواراً كبيرةً في كافة المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية، نسعى من خلالها إلى إبراز جهود المملكة العربية السعودية والدفاع عن قضاياها، والتواصل مع كافة البرلمانات في الدول الشقيقة والصديقة، ويقوم بزياراتٍ عديدة ولقاءات واجتماعات لبحث تطوير علاقات المملكة مع كافة الدول.
كما أن مجلس الشورى أيضاً عضوٌ في العديد من الاتحادات الإقليمية والدولية، ومشاركته في نشاطات مختلف الاتحادات البرلمانية العربية والإسلامية والدولية والهيئات واللجان المتفرعة عنها، وكذا في الاجتماعات والمنتديات المتخصصة، فهو عضوٌ في الاتحاد البرلماني الدولي، واتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة العالم الإسلامي، ويعد المجلس عضوًا مؤسسًا فيه، وكذلك البرلمان العربي، والاتحاد البرلماني العربي، والاتحاد البرلماني الآسيوي، والعديد من الاتحادات والمنظمات الأخرى، خدمةً لمصالح المملكة والدفاع عن قضاياها على كافة المستويات.
أيضاً يوجد لدى المجلس لجان صداقة برلمانية، كل لجنة تتعلق بعدد من الدول، وتقوم هذه اللجان بالاجتماع مع سفراء الدول في المملكة، والتواصل مع البرلمانات والقيام بزياراتٍ متبادلة لمناقشة العديد من الموضوعات التي تسهم في تحقيق التقدم في التعاون مع الدول في كافة المجالات.
ولا بد أن نشير إلى أن للدبلوماسية البرلمانية دور مهم في دعم الدبلوماسية العامة للدولة ويتجلى ذلك في كافة النشاطات والمشاركات التي يقوم بها مجلس الشورى خلال كل عام بكافة مكوناته.
* كيف يتابع المجلس قراراته على تقارير الأداء السنوي للأجهزة الحكومية..؟
* نصت المادة ال(15) من نظام مجلس الشورى على أن يبدي مجلس الشورى الرأي في السياسات العامة للدولة التي تحال إليه من رئيس مجلس الوزراء، وله على وجه الخصوص ما يلي: مناقشة الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإبداء الرأي نحوها، ودراسة الأنظمة واللوائح والمعاهدات والاتفاقيات الدولية والامتيازات، واقتراح ما يراه بشأنها، وتفسير الأنظمة، ومناقشة التقارير السنوية التي تقدمها الوزارات، والأجهزة الحكومية الأخرى، واقتراح ما يراه حيالها.
وبناءً على ذلك يُناقش المجلس تقارير الأجهزة الحكومية ويصدر قراره بشأنها، ويعود في كل عام لدراسة تقرير السنة الجديدة، وخلال لقاءات أعضاء اللجنة المتخصصة مع الجهة يتم البحث والنقاش، كما يؤكد المجلس على قرارته السابقة، وفي هذا الصدد أنوه بما يجده مجلس الشورى من تعاون الجهات الحكومية كافة، إيماناً منها بأهمية قرار المجلس.
* فيما يخص أداء الأجهزة الرقابية.. كيف ترون أداء هيئة الرقابة ومكافحة الفساد وديوان المحاسبة وأجهزة الرقابة عموماً؟
* مجلس الشورى وبناءً على نظامه يبدي رأيه حيال التقارير السنوية لهذه الجهات، والتي تُحال له من رئيس مجلس الوزراء، وعلى ذلك يناقشها نقاشًا دقيقاً ويطّلع على التحديات في أداء الجهة بناءً على تقريرها ويقدم قراراته التي تخدم رفع جودة الخدمات التي تقدمها، والارتقاء بأدائها إلى أعلى المستويات، فالمجلس لا يقدم رأيه في أي جهاز إلا بناء على ما تم في تقريره السنوي المقدم للمجلس.
* ما الذي يقدمه مجلس الشورى لدعم الجيل الشاب في المملكة؟
* حرص مجلس الشورى - ولا يزال - على التأكيد على عنصر الشباب السعودي رجالاً ونساءً كونهم الأداة الرئيسة للدفع بعجلة التطور والتنمية، إذا زودوا بالمعارف والتدريب وصقل المواهب وهذا ما تؤكد عليه رؤية 2030 وتعول عليه، كون الشباب هم العنصر المهم لترجمة أهداف وطموحات الرؤية وجعلها واقعاً ملموساً، والمجلس بدوره يعمل جاهداً لدعم وإنجاح هذا التوجه من خلال دراساته لتقارير الأداء الحكومية وتوصياته بشأنها والتأكيد على تدريب الشباب وصقل مواهبهم مطالباً كل الجهات الحكومية لتحقيق هذه التوصيات بل ومتابعتها كما يعمل المجلس وفق نظامه بتعديل بعض الأنظمة القائمة واقتراح أنظمة جديدة تصب في صالح الشباب، فالمجلس يتابع كل ما يخص الشباب من خلال لجانه المتخصصة كلجنة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والتي تختص بدراسة الموضوعات والأنظمة واللوائح ذات العلاقة بالجوانب الإدارية، وتنمية الموارد البشرية والاجتماعية والتدريب الإداري، إضافة إلى لجنة الثقافة والسياحة والرياضة والتي تختص بدورها بدراسة الموضوعات والأنظمة واللوائح ذات العلاقة بالجوانب الثقافية والرياضية والسياحة والترفيه، والنشاطات الثقافية الداخلية والخارجية والحوارات الفكرية الثقافية، والملكية الفكرية، والمكتبات العامة ودور النشر.
* ما مدى اهتمام مجلس الشورى باحتياجات المواطن والتفاعل معها ومتابعة هذه الاحتياجات والتنسيق مع الحكومة لتحقيقها، خاصة أن الحكومة تعمل بتوجيهات كريمة من أجل المواطن في جميع أنحاء المملكة؟
* مجلس الشورى يُعد مُشاركاً في صنع القرار وفقاً لاختصاصه وتحقيقاً لطموحات المواطن واحتياجاته، بل ويتفاعل معها، حيث يتخذ المجلس قراراتٍ تُسهم في دفع كل ما من شأنه الارتقاء بالوطن والمواطن.
ويعمل المجلس من خلال القرارات التي يصدرها على تحقيق وتلبية احتياجات المواطنين، كما يحرص المجلس في كل أعماله على أن يحمل هموم المواطن وينقلها للمسؤولين كلٌ حسب اختصاصه، إذ يعطي مجلس الشورى هذا الجانب اهتماماً خاصاً، وذلك من خلال استضافته للوزراء تحت قبة المجلس وفي جلساته العامة، كما يستضيف مسؤولي الأجهزة في لجانه المتخصصة حيث يوضح هؤلاء المسؤولون العديد من الموضوعات التي تدخل في اختصاصهم.
وفي إطار حرص مجلس الشورى على الاطلاع على كافة الخدمات المُقدمة للمواطنين، سعياً للتطوير والتجويد، يقوم أعضاء مجلس الشورى بتنفيذ زياراتٍ لمجالس المناطق في المملكة للالتقاء بالمسؤولين فيها، والاستماع إلى آراء المواطنين، والوقوف على المشاريع التنموية بالمنطقة من خلال برنامج زيارة يهدف إلى تحقيق التنمية في مناطق المملكة، ممّا يتيح للمجلس الاستفادة من هذه الزيارات الميدانية عند دراسة المجلس للتقارير السنوية للجهات الحكومية بما يسهم في تحسين الأداء والخدمات المقدمة للمواطن.
خادم الحرمين وحديث لرئيس الشورى بحضور ولي العهد في لقاء سابق
الملك سلمان لدى افتتاحه أحد أعمال السنة الأولى للشورى
رئيس الشورى مشاركاً في قمة برلمانات دول العشرين
تواجد لجان الصداقة السعودية في المحافل الدولية بشكل مستمر
مساعد رئيس مجلس الشورى في اجتماع الجمعية العامة لاتحاد البرلمان الدولي
مجلس الشورى شريك أساس في صناعة القرار
حاوره - عبدالسلام محمد البلوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.