تاريخ أوكرانيا.. اضطرابات منذ الاستقلال

مر يوم أمس الأربعاء ستة أشهر على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
واتهمت أوكرانيا والدول الغربية المؤيدة لها موسكو بشن حرب بهدف انتزاع أراض أوكرانية وطمس هويتها الوطنية.
وصرح بوتين بأن هدفه يتمثّل في نزع سلاح أوكرانيا من أجل ضمان أمن روسيا في مواجهة توسع حلف شمال الأطلسي وتخليصها من النازيين والقوميين اليمينيين المتطرفين الذين يقول إنهم يهددون أمن بلاده.
وفيما يلي تسلسل زمني لأبرز أحداث التاريخ السياسي في أوكرانيا منذ حصولها على الاستقلال عن روسيا عام
*1991: أعلن ليونيد كرافتشوك، زعيم جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفييتية، الاستقلال عن روسيا. وأيد الأوكرانيون الاستقلال في استفتاء بأغلبية ساحقة وانتخبوا كرافتشوك رئيسا للبلاد في انتخابات رئاسية. وخلفه في المنصب ليونيد كوتشما عام 1994 عندما وافقت أوكرانيا أيضا على التخلي عن ترسانتها النووية، التي كانت ثالث أكبر ترسانة نووية في العالم حينئذ وآلت إليها بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، مقابل ضمانات أمنية تستند إلى احترام استقلالها وسيادتها بموجب مذكرة بودابست التي وقعت عليها أيضا كل من روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا.
*2004: أُعلن فوز المرشح الرئاسي فيكتور يانكوفيتش الموالي لروسيا في الانتخابات الرئاسية، ولكن مزاعم بتزوير الانتخابات فجرت احتجاجات فيما عُرف بالثورة البرتقالية، مما أدلى لإعادة الانتخابات، وفاز رئيس الوزراء السابق الموالي للغرب فيكتور يوشينكو.
*2005: تولى يوشينكو مقاليد السلطة وقدم وعودا بإخراج أوكرانيا من فلك الحكومة الروسية وحصولها على عضوية حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وعيّن الرئيسة السابقة لإحدى شركات إنتاج الطاقة يوليا تيموشينكو رئيسة للوزراء، ولكنها أُقيلت جراء صراع في المعسكر الموالي للغرب.
*2010: تمكن يانكوفيتش من هزيمة تيموشينكو في الانتخابات الرئاسية، وأبرمت روسيا صفقة لخفض سعر الغاز لأوكرانيا مقابل تمديد عقد تأجير أحد الموانئ المطلة على البحر الأسود في شبه جزير القرم الأوكرانية للأسطول الروسي.
*2013: علقت حكومة يانكوفيتش محادثات العلاقات التجارية والشراكة مع الاتحاد الأوروبي في نوفمبر، وقررت إنعاش الروابط الاقتصادية مع روسيا، مما أسفر عن اضطرابات مدعومة من الغرب استمرت شهورا في العاصمة الأوكرانية كييف.
*2014: شاب العنف الاحتجاجات التي تمركزت بشكل كبير حول ميدان الاستقلال في كييف. وقُتل العشرات من المتظاهرين، وصوّت البرلمان الأوكراني في فبراير على إقالة يانكوفيتش الذي فر من البلاد. وفي غضون أيام سيطر مسلحون على البرلمان في شبه جزيرة القرم ورفعوا العلم الروسي. وضمت موسكو المنطقة بعد استفتاء في 16 مارس 2014، أظهر تأييدا ساحقا من سكان شبه جزيرة القرم للانضمام إلى روسيا.
*أبريل 2014: أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا في منطقة دونباس شرق البلاد الاستقلال. اندلعت اشتباكات استمرت بشكل متقطع حتى عام 2022 على الرغم من تكرر وقف إطلاق النار.
*يوليو 2014: أسقط صاروخ طائرة الركاب إم.إتش 17 التي كانت في طريقها من أمستردام إلى كوالالمبور فوق شرق أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 298 شخصا. وقال فريق التحقيقات إن السلاح المستخدم مملوك لروسيا التي نفت أي صلة لها بالحادث.
*2017: أبرم الرئيس بيترو بوروشينكو، وهو رجل أعمال موال للغرب تقدر ثروته بالمليارات تولى مقاليد السلطة منذ مايو 2014، اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي بشأن حرية تجارة البضائع والخدمات. حصل الأوكرانيون على حق السفر بدون تأشيرة إلى دول الاتحاد الأوروبي.
*2019: تغلب الممثل الكوميدي فولوديمير زيلينسكي على بوروشينكو في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أبريل وقدم وعودا بالقضاء على الفساد المتفشي وإنهاء الحرب في شرق أوكرانيا، وفاز حزبه (خادم الشعب) بالانتخابات البرلمانية في يوليو.
*2021: ناشد زيلينسكي الرئيس الأمريكي جو بايدن في يناير بأن يسمح لأوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. حشدت روسيا قوات بالقرب من حدودها مع أوكرانيا خلال فصل الربيع فيما وصفته بمناورات تدريبية. وقدمت روسيا في ديسمبر مطالبات أمنية تفصيلية شملت ضمانا ملزما قانونيا بتوقف حلف الأطلسي عن أي نشاط عسكري في شرق أوروبا وأوكرانيا. وكرر الحلف التزامه بسياسة "الباب المفتوح" وعرض إجراء مناقشات "عملية" لمخاوف موسكو الأمنية.
*2022: قال بوتين في خطاب بثه التلفزيون يوم 21 فبراير إن أوكرانيا جزء لا يتجزأ من التاريخ الروسي، وتديرها القوى الأجنبية، وحكومتها عميلة. ووقع بوتين اتفاقية للاعتراف باستقلال المناطق المنشقة في شرق أوكرانيا وأمر بنشر القوات الروسية هناك. ورد الغرب بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا. أعلن بوتين الحرب قبيل فجر يوم 24 فبراير في خطاب بثه التلفزيون، وبدأت روسيا غزوا على ثلاثة محاور استهدفت فيه القوات الأوكرانية وقواعدها الجوية بالقذائف والمدفعية وهاجمت مناطق في بعض المدن. أمر زيلينسكي بالتعبئة العامة وسط فرار عشرات الآلاف من منازلهم.