يعد وادي قناة بالمدينةالمنورة من أهم وأكبر الأودية، نزله تُبّع ملك حمير، فلما شخص منه قال: هذه قناة الأرض، فسمي به، ويسمى أيضا بوادي شظاة، كما يعرف بسيل سيدنا حمزة بن عبدالمطلب - رضي الله عنه -، كونه يمر من منطقة سيد الشهداء، ومما يروى قديما بأن مسيله يبدأ من الطائف، كما أن مياهه تجري من مصادر عدة قريبة وبعيدة كالشعاب والأودية المنحدرة من الجبال والحرات، تغير مجراه في شرقي المدينة عام 654 ه فقد حدثت في تلك السنة تغيرات مناخية كثيرة وشهدت المدينة أمطاراً وزلزالاً وانفجر بركان ضخم في أطراف حرة واقم وفاض وادي قناة وهدد المدينة من شرقيها، ولكن الحمم المتدفقة من البركان سدت مجراه باتجاه المدينة فتحول شمالاً وتجمعت خلفه بحيرة عظيمة ظلت عدة سنوات كثرت فيها المياه الجوفية في المزارع. ويروى أن الوادي سال شهرا بدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم -، عندما أصابت الناس سنة، وفي الرواية أن أعرابيا دخل المسجد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب على المنبر يوم الجمعة فسأله الدعاء فأمطرت السماء إلى الجمعة الأخرى، حتى رفع النبي - عليه الصلاة والسلام - يديه، وقال: اللهم حوالينا ولا علينا، فما جعل يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا تفرجت حتى صارت المدينة في مثل الجوبة حتى سال الوادي - وادي قناة - شهرا، ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود، وفي الروايات أيضا أن النبي الكريم وقف وأصحابه - رضوان الله عليهم - بجواره أثناء معركة أحد. يشهد الوادي حالياً تنفيذ مشروع للتأهيل البيئي من قبل أمانة المنطقة، من خلال عدة مراحل بهدف تحقيق الوظيفة الرئيسة منه كمصرف لمياه الأمطار والسيول، والاستفادة منه كمتنزه طبيعي، وجعل بيئته خالية من الملوثات، للوصول إلى أعلى معدلات التنمية البيئة، إضافةً إلى توفير فرص استثمارية في نطاقه تنسجم مع بيئته. التأهيل البيئي للوادي