هي باختصار إنجازات وطن لا تتوقف -والحمدلله- في كل المجالات الرياضية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والصحية، يقف خلفها بعد توفيق الله قيادة حكيمة ترسم وتخطط وتترجم رؤى ناجحة، تحول على أرض الواقع إلى نجاحات لا تحجب، فالشمس لا تحجب بغربال، وهي تشرق في كل اتجاه من أرجاء الوطن الكبير، والمؤثر عالمياً، وصاحب المكانة والثقل العربي والإسلامي والعالمي، والفارق أن الإنجاز هذه المرة رياضي يضاف إلى كل الإنجازات والنجاحات والمبادرات السعودية ليكون التأثير في الخارج كما هو في الداخل، يجلب الفرح والسعادة للأوطان والشعوب، ويؤكد رفض الغياب لراية التوحيد وللاسم الكبير للوطن في أكبر محفل رياضي عالمي تتجه له الأنظار كل أربعة أعوام، ويقدم الوطن في أبهى صورة في الإعلام العالمي المرئي والمقروء والمسموع، ناهيك عن مواقع التواصل الاجتماعي التقنية الحديثة التي بدأت تتحدث عن إنجاز الوطن بتأهل المنتخب السعودي الأول لمونديال كأس العالم 2022 في قطر، وهو التأهل الثاني على التوالي بعد المشاركة في مونديال روسيا 2018، والسادس على مستوى مشاركات الأخضر العالمية، التي بدأها 94 في أميركا ووضع له بصمة كروية قوية وحضوراً مشرفاً آنذاك، ومروراً ب98 و2002 و2006 و2018 وانتهاء ب2022، والمقبل أجمل بإذن الله تعالى. تأهل المنتخب خلفه دعم قيادة سخي مادي ومعنوي لا ينضبان، وضعت ثقتها الكاملة في رجال لا حصر لعددهم، يقودهم شاب، هو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي وفريق عمله سواء في وزارة الرياضة أو الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة ياسر المسحل، وبعد ذلك يأتي من يترجم العمل في الميدان من أبناء الوطن نجوم الأخضر والأجهزة الفنية والإدارية والطبية، التي تعدهم وتشرف عليهم، وتذكرهم بأهمية الحضور المشرف ورفع اسم الوطن، وهل هناك أغلى من الوطن والتضحية من أجل ترابه ورفعته. إعلان الإنجاز الكروي بالتأهل الكروي السادس، وهو الأكثر عددياً على مستوى المنتخبات الخليجية والعربية وحتى موعد نهاية تصفيات المنتخبات العربية الإفريقية، بحكم أن منتخبا تونس والمغرب تأهلا خمس مرات، وربما يحققان السادس، لم يأتِ بسبب فوز المنتخب الياباني على أستراليا وإزاحة الأستراليين من المنافسة إلى الملحق الآسيوي، إذ من الممكن أن يكون هذا الأمر فيه طمأنة على ضمان التأهل رسمياً قبل انطلاق مواجهة المنتخب الصيني بساعات، ولكن هناك عمل جبار فني وإداري منذ بدء التصفيات وحتى مواجهة أمس تمكن فيها الأخضر من تحقيق انتصارات متتالية سهلت مشواره، بعد أن وضع في رصيده كمية كبيرة من النقاط، جعلت نتيجة مواجهة الصين تحصيل حاصل لا تؤثر على التأهل الأهم من الصدارة أو موضوع التصنيف العالمي، مع العلم أن الأمل مازال قائماً في تحقيق الصدارة في حال تعثر اليابان أمام فيتنام وفوز منتخبنا على أستراليا. الطموح الكبير لأبناء الوطن ومسؤولية تحقيق التأهل والصدارة معاً حق مكتسب ومشروع، وهو ما جعل بعض الغضب والعتب على التعادل أمام الصين، في وقت كان فيه الأخضر هو الأفضل والمتفوق والمسيطر، والذي يؤدي بثقة ومعنويات مرتفعة بعد ضمان التأهل، ولكن هذه كرة القدم وظروفها وعالمها ومفاجآتها، ويجب ألا يأخذ موضوع ضياع الصدارة سواء مؤقتاً أو بشكل نهائي حيزاً أكبر من الفرح ونسيان الإنجاز وقيمته، وتقدير وشكر كل من وقف خلفه، ولنا في الماضي العديد من الذكريات الجميلة، إذ لم تكن كل التأهلات الخمسة السابقة جمعت معها الصدارة، التي لم تمنع من الحضور في المحفل العالمي. التهنئة في أجمل صورها وحروفها تزف للقيادة يحفظها الله للوالد خادم الحرمين الشريفين -أطال الله في عمره- ولسمو ولي عهده الأمين عراب الرياضة السعودية والرجل الذي يقف خلف تطور الرياضة وكل ما هو رياضي ويدعم بلا حدود الأمير محمد بن سلمان، ولأمير الرياضة عبدالعزيز بن تركي، ورئيس اتحاد الكرة ياسر المسحل، وللأجهزة الفنية والإدارية والطبية ونجوم المنتخب، وللجماهير السعودية. وأدام الله أفراحك يا وطن.