تقدّم السيناتور الجمهوري تيد كروز، بمشروع قانون للكونغرس، يدعو الى إعادة الحوثي إلى قوائم الجماعات الإرهابية المتطرفة. ويحاول كروز، من خلال هذا المشروع الضغط على إدارة جو بايدن لتعيد الحوثي إلى قوائم الأرهاب في غضون 30 يوم. وهذه هي المرة الثانية التي يدعو فيها كروز إلى إعادة تصنيف الحوثيين، إلا أن مشروعه يحظى بدعم من عدد من الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس هذه المرة. ويؤيّد المشروع أعضاء مجلس الشيوخ توم كوتون، وماركو روبيو، وبيل هاجيرتي، وجيم انهوفي، مع توقعات بزيادة أعداد المؤيدين له خلال الأيام القادمة. وبحسب مشروع القانون، فإن الحوثي قام باعتداءات إرهابية على منشآت مدنية ونفطية في كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى استمراره بارتكاب أعمال الوحشية داخل اليمن. وبالإضافة لمشروع القانون الذي تقدّمه به تيد كروز، يطالب أعضاء من الحزبين الديموقراطي والجمهوري في الكونغرس، مثل السيناتور بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، والنائب جريجوري ميكس، والسيناتور جيم ريش، بتحميل الحوثي عواقب الهجمات على المنشآت المدنية. وكان الرئيس جو بايدن، ووزيره للخارجية، أنتوني بلينكن، قد ألمحا هذا الأسبوع إلى إمكانية إعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية. وأفادت كريستين فونتينروز، مسؤولة سابقة في البيت الأبيض، في تصريحات خاصة لجريدة "الرياض"، بأن كل التقارير الدولية، بما في ذلك تقارير الأممالمتحدة نفسها، تؤكد بأن إيران ترسل أسلحة فتاكة للحوثي، وأن تهاون إدارة جو بايدن مع الحوثي لا يدفع إلا لمزيد من التصعيد، والمأساة الإنسانية لليمنيين. مضيفة، أكدّت تقارير الأممالمتحدة مراراً بأن الحوثي، هو المعرقل الوحيد لكل محاولات الأممالمتحدة تطبيق قرارات مجلس الأمن بشأن اليمن، فالأممالمتحدة حاولت عبر عدد من المبعوثين وقف الحرب، وواشنطن عيّنت مبعوثاً خاصاً لليمن، والدول الأوروبية أبدت نيات حسنة للدفع نحو حوار فعّال، ولكن كل هذا لم يدفع الحوثي إلا لمزيد من التصعيد والتلاعب في أرواح اليمنيين. وقالت فونتينروز، لجريدة "الرياض"، إن الحوثي يعاني اليوم من ضعف على الأرض بعد فشله العسكري في مأرب، وطرده من مناطق في جنوب اليمن، وهذا يستدعي المزيد من الضغط عليه، وليس التهاون من قبل المجتمع الدولي، حيث إنّها فرصة لإجباره على المجيء إلى طاولة المفاوضات بدلاً من إنقاذه من مأزقه العسكري، الأمر الذي يؤدي في كل مرة إلى المزيد من التصعيد من قبل جماعة الحوثي. من جهة أخرى، قتل 11 شخصا على الأقل في غارات جوية شنها التحالف فجر الثلاثاء على صنعاء الخاضعة لسيطرة الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران، غداة اعتداء على الإمارات تبناه الحوثيون، في تصعيد كبير جديد في حرب اليمن. بدوره، أكد شاهد عيان مصرع 11 شخصا، بينما كان يبحث في الأنقاض عن ناجين من أقاربه، في وقت عملت جرافة على رفع أكوام الحجارة. وأعلن التحالف العربي الاثنين، أنه بدأ شنّ غارات جوية على صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون بعد الهجوم الذي استهدف العاصمة الإماراتية، فيما توعدت أبوظبي بالرد على الاعتداء "الآثم" و"الإرهابي" الذي استهدفها. وتبنى الحوثيون الاعتداء الذي استهدف أبوظبي الاثنين وأوقع ثلاثة قتلى، مهددين بتنفيذ هجمات أخرى وداعين المدنيين الى الابتعاد عن "المنشآت الحيوية". والثلاثاء، أعلن التحالف أنه قام "بشن ضربات جوية لمعاقل ومعسكرات ميليشيا الحوثي بالعاصمة صنعاء"، حسبما نقلت قنوات إخبارية. ويدور نزاع في اليمن بين القوات الحكومية التي يساندها التحالف منذ العام 2015، وميليشيا الحوثي المدعومه من إيران والذين كانوا يسيطرون على مناطق في شمال البلاد قبل أن يقلص التحالف العربي سيطرتهم وتشتيتهم لأماكن مختلفة للهروب من مصيرهم المحتوم. وتوعدت الولاياتالمتحدة ب"محاسبة" الحوثيين، وقالت على لسان مستشار الأمن القومي جيك ساليفان "سنعمل مع الإمارات وشركائنا الدوليين لمحاسبتهم". ويأتي هذا التطور بعد أسبوعين على مصادرة ميليشيا الحوثي في الثالث من يناير سفينة "روابي"، التي ترفع علم الإمارات في جنوبالبحر الأحمر قبالة مدينة الحديدة اليمنية. في العاشر من يناير، أعلنت قوات "ألوية العمالقة" الموالية للحكومة اليمنية استعادة السيطرة على محافظة شبوة الغنية بالنفط في شمال البلاد، من الحوثيين. وتأسّست "ألوية العمالقة" في أواخر العام 2015 في منطقة الساحل الغربي، وتضم 15 ألف مقاتل على الأقل. وقامت بدور قتالي فعال في مواجهة الحوثيين على طول شريط ساحلي يبلغ طوله 300 كيلومتر، من منطقة باب المندب حتى الحديدة على ساحل البحر الأحمر. وقالت الباحثة في شؤون اليمن في جامعة أكسفورد إليزابيث كيندال لوكالة فرانس برس: إنه "لا يوجد نهاية تلوح في الأفق لحرب اليمن، ما دام الحوثي يتلاعب بأرواح المدنيين". وأضافت "النزاع يتصاعد ويتم فتح جبهات جديدة على الصعيدين المحلي والإقليمي، ما لم يتم تصنيف ميليشيا الحوثي على قائمة الإرهاب".