عالِيِ الْقمّه مكانك يا وطنا

خصك اللهْ بهْ مِنِ سْنينٍ طُوَالي
كلٍّ بْعزّك وِأَمْجادك تغنّا
يا ديارٍ زادها ربي جمالي
مَهْدِ دعْوَةْ أحْمدِ لْ إِنْسٍ وِجِنَّا
دعْوِةٍ تَفْرِقْ حَرامٍ مِنْ حلَالِي
فيك بيت الله عظيمٍ خيرِ مبْنى
قرْبةٍ لَلّهْ لِهِ تْشَدّ الرِّحَالي
في ربى مكه وفي طيبه نزلنا
آي ذكرٍ من لدن ربّ الجلالي
وفيك مسجد من هو بْصدقه شهدنا
النبيّ المصطفى رمز الكمالي
جاتنا الدنيا كمَا كنّا نْتمنّى
عزّنا الْمَوْلى بِحَسْنَاتِ الخصالي
الفَخَرْ مَلْبوسنا وْهذا زمنّا
كاسبين المجْد من أوّل وتالي
طبْعنا نِعْطي ولا مرّه حسبْنَا
ما ذخَرْنَا لْنَجْدَةِ الملْهوف غالي
الكرمْ والجود بَعْضٍ من شِيَمْنا
عنْ قِيَمْنا ما تغيِّرْنا الليالي
ما يهمك من على قدْرِك تجنّا
الرّياح الهوج ما هزّت جبالي
لَجْلِ أسياده علينا الحَرْب شَنَّا
في حياضِ الْوَحْلِ راتعْ لا يزالي
ناكرٍ فضلكْ قَلبْ ظهْرِ المجنّا
ما بعد حقٍّ سوى زِيغِ وْضلالي
عيبهِ بْجيبهْ وبعْيوبه تَهَمْنا
عن عَوَجْ أرقابَهَا تعمى الجمالي
زَمّرِ وْزَمّرْ نعيقك ما شَحَنّا
لِكْ سنينٍ وأنتِ بالخيبهْ تِلَالِي
أبرك الساعات لا حَلِّيتِ عنا
ليل عيدٍ بانِ بهْ قوسِ الهلالي
من بعَدْ عنّا فرَاقهْ ما حزنّا
من يبيع الودّ ما يسوى ريالي
حاسِدِ النّعْمه عجبْ وين أنت ونّا
يا سجين إيران خلك في الغِلَالي
العبث تدبير من شعبه يُوِنّا
الْفَقِرْ عَمِّ بْجنُوبهْ والشّمَالي
الْهَبَلْ منْ غِشّ في نفسهْ وظنّا
إنّهِ أصبح شيِّ لَوْ لقّبْ معالي
دام إيرانٍ حليفك ما تهنّا
ما فلح من صار لعبه للملالي
كم منَحْناكم بلا شرْطٍ ومَنَّا
وكم وقفنا بْصفّكم في كل حالي
وكم سمومٍ صنفها منكم وصلنا
حيّةٍ بِالْخِرْجٍ نِحْسبْها حِبَالِي
كم ضبطْنَا النفْس صَبْرٍ واحتملنا
لين قوس الصبْر ما فيهِ احتمالي
يا وطنْ سكْناكِ فينا وْبِكْ سكنّا
أنْتِ نبْضِ قْلوبنا بالحِيلِ غالي
حاكمك سلمان منْ خِيرَةْ أهَلْنَا
حقّقِ إِلْ شَعْبهْ عسيرات المنالي
عضده مْحَمّد بِخَفّاقهْ حملنا
راجح الميزان لا وِزْن الرجالي
يا عسى من وحّدك بِجْنَانِ عدْنا
في نعيمٍ يهْتنِي بْرَوْحِ وْظلالي