قتل متظاهر بالرصاص في خوزستان، على هامش تظاهرات تشهدها هذه المحافظة الواقعة في جنوب غرب إيران على خلفية شح المياه، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السبت. وأوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن المتظاهر قتل الجمعة في بلدة شادكان بمحافظة خوزستان الحدودية مع العراق. وبحسب الوكالة، تسبب الجفاف في المحافظة الغنية بالنفط إلى توتر بشأن المياه منذ مارس الماضي. ونقلت «إرنا» عن قائم مقام مقاطعة شادكان أميد صبري بور قوله: «الليلة الماضية (الجمعة)، تجمع عدد من أبناء شادكان للاحتجاج على نقص المياه بسبب الجفاف». وأوضح إن ذلك أدى إلى سقوط قتيل هو «شاب يبلغ 30 عاماً»، وأنه تم تحديد الفاعلين وأوقف بعضهم الليلة الماضية فيما البحث جارٍ عن الآخرين. وأفادت وسائل إعلام إيرانية الجمعة عن تنظيم سكان «تجمعات» في بعض مدن خوزستان، احتجاجاً على شح المياه. وفي وقت سابق من يوليو، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: إن الجفاف هذا العام «غير مسبوق»، إذ إن المتساقطات انخفضت بنسبة 52 في المئة مقارنة بالعام السابق. وأتت تصريحات روحاني حينها على هامش تسجيل انقطاعات واسعة في التيار الكهربائي في مناطق مختلفة من إيران، عزت السلطات أسبابها إلى أمور شتى أبرزها شحّ المياه لتشغيل المعامل الكهرومائية، وزيادة الطلب على الطاقة في ظل ارتفاع درجات الحرارة. وتعتبر خوزستان المطلة على الخليج، واحدة من أبرز مناطق إنتاج النفط في إيران، وإحدى أغنى المحافظات ال31 للجمهورية الإيرانية. وهي من المناطق القليلة في إيران ذات الغالبية الشيعية التي تقطنها أقلية كبيرة من العرب السنّة. وسبق لسكان المحافظة أن شكوا من تعرضهم للتهميش من قبل السلطات. وفي 2019 شهدت خوزستان احتجاجات مناهضة للحكومة طالت أيضاً مناطق أخرى من البلاد. وكانت وسائل إعلام ناطقة بالفارسية خارج إيران، قد أشارت إلى أن قوات الأمن تعاملت بالشدة مع المحتجين على شح المياه الخميس. إلا أن وسائل إعلام محلية قللت من أهمية هذه التقارير. وفي تعليق على الاحتجاجات حذّر النائب عن خوزستان عبدالله إيزدبانه الجمعة من أن «انعدام وجود الأمن في خوزستان يعني انعدام وجود الأمن لكل البلاد». وحمّل النائب مسؤولية شح المياه إلى «أخطاء وقرارات غير مبررة» مثل نقل المياه من أنهر المحافظة إلى محافظات أخرى، وفق ما نقلت وكالة «إسنا». وأفادت وسائل إعلام إيرانية الجمعة أن الحكومة أرسلت فريق عمل يضم مسؤولين كباراً إلى محافظة خوزستان الغنية بالنفط، وعهدت إليه العمل على «المعالجة الفورية» لشح المياه فيها. وخلال العقد الماضي، واجهت إيران موجات جفاف متكررة خصوصاً في الجنوب حيث تسجّل درجات حرارة مرتفعة نسبياً. وتسببت هذه الظروف المناخية بحدوث العديد من الفيضانات على مدى الأعوام الماضية، والتي تعود إلى مزيج من العوامل منها جفاف التربة وتساقط أمطار غزيرة في بعض الأحيان. والسبت، أفاد الهلال الأحمر الإيراني أن ثماني محافظات على الأقل شهدت فيضانات خلال الأيام الثلاثة الماضية ما أدى إلى وفاة أربعة أشخاص وفقدان اثنين آخرين، بينما قضى شخص خامس بسبب صاعقة، وفق ما نقلت «إرنا». وعرض التلفزيون الرسمي لقطات تظهر تشكّل سيول من الوحل في مناطق منها محافظة سيستان - بلوشتان (جنوب شرق). وعلى مدى الأعوام أدت موجات حر شديد وعواصف رملية موسمية هبت من السعودية والعراق المجاورين، إلى جفاف في سهول خوزستان التي كانت تعرف بالخصوبة. ويقول علماء إن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم موجات الجفاف التي تهدد شدتها وتواترها الأمن الغذائي.