قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير: يحرم استغلال المرضى بإجراء الفحوصات والكشوفات والتحاليل التي لا ضرورة تستدعيها، ولا غاية من إجرائها إلا الاتجار وسلب أموال المرضى، وبئس الثراء ثراء لا ينمو إلا على التجر بآلام المرضى والموعوكين، ومن الأطباء والصيادلة من يصرف للمرضى دواء عالي الثمن مع وجود بديل ملائم مماثل في الأثر رخيص في الثمن يفعل ذلك بقصد الترويج لشركات الأدوية، والحصول على بعض العروض التي تقدم منها، فيقدم مصلحته على مصلحة المريض ولا يفعل ذلك إلا من خلا قلبه أو كاد أن يخلو من الرحمة والخشية وحفظ العهد وصون الأمانة. وأضاف في خطبة الجمعة من المسجد النبوي بالمدينةالمنورة: لما كان الشفاء من أصول النعم التي لا ينالها المريض إلا من الله لا من الطب، قال إبراهيم عليه السلام: «وإذا مرضت فهو يشفين»، وللأطباء والممرضين فضل يقصر القول عن كفائه واستيفائه، فاحفظوا للأطباء مكانتهم، وللممرضين قدرهم، واشكروا لهم جهدهم وتضحياتهم، وقد وقفوا جميعا حصنا منيعا وذرى رفيعا لحماية الناس من حومة الموت وغمرة كورونا بقلوب لا تشتكي ومرافق لا تتكي. وقال: يستحب التداوي، وإن كان تركه يفضي إلى الهلكة صار واجبا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا وقد أنزل له شفاء إلا السام والهرم»، فإذا نزل الأمر المحتوم، وانقضى الأمد المقسوم، خانت العقاقير وبطلت التدابير، ويجب على الطبيب تشجيع المريض وتطميعه في العافية، والتلطف معه في المقال، والتنفيس والتوسيع والتفريج والترفيه له، والرفق به وتبديد خوفه وقلقله، وتسكين روعه وفزعه، وتذكيره وتطمينه، والتبسم في وجه المريض يخفف آلامه، وإدخال السرور عليه لا يخفى عظيم وقعه وجليل نفعه، والطبيب الفظ الغليظ الجاف يمر على المريض كالريح الهجوم، التي تقتلع ما أمها وتدمر في النفوس آمالها، ومن روع المريض بالعلة الفاجعة بلا توطئة ولا تمهيد ولا تذليل فقد زاد الطين بلة، والمرض علة، ويجب على الطبيب التحلي بالصبر، ومراعاة حقوق المرضى، وجبر المصاب والعطف على المريض المبتلى الذي ضعفت قواه وعظمت شكواه. وتابع الشيخ صلاح البدير: يجب على الطبيب أن ينزل المريض منزلة نفسه، فيصون عرضه ويحفظ سره ويكتم عيبه، ويكف عن إفشاء علته التي قد يكون في كشفها ضرر عليه، ويجب ألا يكشف عورته إلا لضرورة علاج، ويجب على الطبيب التحري والتوقي والتروي في التشخيص والتوصيف، والتثبت من علة المرض والاستشارة في الأمور الملتبسة، وترك العجلة.